من الصحافة الإيرانية: كيف خسرت إيران أسواق السيارات في روسيا أمام الصين؟

إن التواجد في سوق السيارات وقطع الغيار الروسية يتبع بيروقراطية معقدة، لأن الحكومة هي صانعة السياسة في هاتين الصناعتين.

ميدل ايست نيوز: غادرت العديد من الشركات الصناعية الغربية روسيا في أعقاب الحرب التي شنتها على أوكرانيا قبل عامين والحظر الأجنبي والعقوبات الصارمة التي استهدفت شتى قطاعاتها.

في غضون ذلك، كانت شركات تصنيع السيارات الرائدة في العالم، والتي كانت تعمل في روسيا لسنوات عديدة، من بين الشركات التي غادرت هذا البلد. وبذلك أصبح سوق السيارات الروسية خالياً من السيارات التي تنتجها هذه الشركات، بحيث أدى نقص السيارات تردي الأوضاع في السوق الروسية.

وعلى وقع هذا، أبدى مصنعو السيارات وقطع الغيار الخاضعون للعقوبات الإيرانية استعدادهم للمشاركة في السوق الروسية بهدف الحصول على حصة من السوق الروسية من خلال المشاركة في المعارض المختلفة وتوقيع العقود ومذكرات التفاهم. حتى أنه كانت هناك تصريحات حول تصدير سيارات تارا وشاهين، والتي لم تر النور إلى الآن.

بالتزامن مع هذا، خطى الصينيون، الذين يتواجدون في سوق السيارات الروسية منذ عقود، خطوات كبيرة بدعم ودبلوماسية قوية من الحكومة للاستحواذ على حصة أكبر من سوق هذا البلد، إذ يبدو أنهم يسيرون في مسار ناجح بالنظر إلى المبيعات الأخيرة في روسيا.

وبهذه الطريقة، يبدو أنه بسبب النقص الملحوظ في السيارات ومشاكل توريد السيارات بسبب العقوبات، فإن أي ممثل جديد سيواجه استقبالاً إيجابياً من سوق السيارات الروسية، ويرجع ذلك إلى حقيقة أن إيران على ما يبدو لم تكن قادرة على العمل بنجاح في هذا السوق. وهنا يتبادر إلينا السؤال التالي: ما هي نتيجة اتفاقيات التعاون الـ12 بين شركات السيارات وقطع الغيار الإيرانية والروسية التي تم توقيعها في سبتمبر من العام الماضي بقيمة 700 مليون يورو؟

يتساءل مراقبون عن ادعاءات مسؤولي “إيران خودرو” و”سايبا” الذي تحدثوا مرارا وتكرارا عن خططهم للتصدير إلى روسيا، حيث صرح الرئيس التنفيذي لشركة سايبا بأنه تم توقيع عقد لتصدير 120 ألف سيارة تجارية وركاب إلى روسيا. أو على سبيل المثال، ذكرت شركة السيارات الإيرانية أن العملاء الروس رحبوا بـ “تارا ودنا”، وسيتم بيع الآلاف من هذه السيارات في السوق الروسية. والآن ما حدث في الواقع هو أن مسؤولاً روسياً اشتكى من ارتفاع أسعار السيارات الإيرانية، وفي خطوة عكسية، أصبح من الممكن تصدير سيارات روسية إلى إيران.

لماذا رفضت روسيا إيران؟

وعن أسباب هذا الأمر، يرى آرش محبي نجاد، أمين جمعية الصناعات المتجانسة وصانعي قطع الغيار، أن التواجد في سوق السيارات وقطع الغيار الروسية يتبع بيروقراطية معقدة، لأن الحكومة هي صانعة السياسة في هاتين الصناعتين.

وأشار محبي نجاد إلى مشاكل وتحديات سلسلة تصنيع السيارات في إيران وكيف قضت العقوبات الداخلية والخارجية على هذه الصناعة ومنعتها من النشاط في دول عدة مثل روسيا، ورأى أن “مفتاح نجاح الصينيين في سوق السيارات الروسية هو العلاقات السياسية والتجارية بين البلدين، والدبلوماسية القوية، فضلا عن دعم الحكومة الصينية لمصنعي السيارات في البلاد”.

وبناء على ذلك، على الرغم من أن صناعة السيارات الإيرانية والصينية لا يمكن مقارنتها ببعضها البعض من حيث الإنتاج والجودة، ولكن مع الترتيبات التي اتخذتها الحكومة الإيرانية وصانعي سياسة السيارات، يمكن أن يكون السوق الروسي سوقًا موثوقًا به لإيران. لكن يبقى سوق موسكو مثل قواعد التصدير الإيرانية في أفريقيا أو الدول المجاورة، أسواق في طريق الزوال.

يضيف خبير السيارات هذا، في حديث لدنياي اقتصاد: إن صناعة السيارات في بلادنا، بمشاكلها الهيكلية، ليس لديها القدرة على التوسع في بلدان أخرى، وإذا أردنا فتح أسواق التصدير، فمن الأفضل أن نحل التحديات ومشاكل البنية التحتية لهذه الشركات أولا.

وتشير الإحصاءات إلى أن العلامات التجارية الصينية شكلت أكثر من 90% من إجمالي واردات السيارات الروسية هذا العام. يأتي هذا عقب مغادرة شركات تصنيع السيارات الأوروبية والأمريكية والكورية الجنوبية واليابانية سوق موسكو بسبب العقوبات الغربية ضد روسيا.

وكشف الرئيس الروسي مؤخراً أن السيارات الصينية أصبحت تحظى بشعبية متزايدة في بلاده، ورأى أيضًا أن السيارات الصينية تعمل بنشاط على إخراج العلامات التجارية الأوروبية من الأسواق العالمية.

إقرأ أكثر

الروس يفضلون السيارات الصينية على الإيرانية بسبب الفارق في الأسعار

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة − 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى