في ذكرى اغتيال قاسم سليماني الرابعة… كيف استقبلت إيران هذه المناسبة؟

أصبحت الذكرى الرابعة لاغتيال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، فرصة لإيران لاتخاذ مواقف بشأن سياساتها الإقليمية.

ميدل ايست نيوز: أصبحت الذكرى الرابعة لاغتيال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، فرصة لإيران لاتخاذ مواقف بشأن سياساتها الإقليمية.

وكان الجيش الأمريكي، قد نفّذ عملية اغتيال قاسم سليماني، بضربة صاروخية قرب مطار بغداد الدولي، بأوامر من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في الثالث من يناير/ كانون الثاني عام 2020.

وفي مشاهد جديدة بثتها وسائل الإعلام الإيرانية للقاء جمع المرشد الأعلى ببنات وزوجة سليماني، ظهر المرشد وهو يروي ذكريات له قبل عقدين من الزمن مع قادة الحرس الثوري الإيراني، ومن بينهم سليماني. وبينما كان يمر على تلك الذكرى، قال إنه أجرى معهم (أي قادة الحرس الثوري) حوارا “دافئا وممتعا” لم يفكر فيه من قبل، ويتابع أن “هذا الكلام هو ما جاء به الله تعالى. في الواقع، ما جاء على لساني هو كلام الله”.

وتسببت هذه التصريحات في رد فعل واسع النطاق في مواقع التواصل من قبل الإيرانيين.

على صعيد متصل، أكدت وزارة الدفاع الإيرانية في بيان بهذه المناسبة أن سليماني أظهر أن وحدة الأمة الإسلامية، شيعة وسنة، ممكنة في ظل الفوضى والترهيب التي تمارسها التيارات الجهادية الإسلامية التي أوجدتها أجهزة المخابرات، وأنه كشف زيف الأهداف التعيسة للأعداء والمستعمرين ولمؤيديهم.

وأضاف هذا البيان أن “مسألة طرد أمريكا من المنطقة، والتي سعى لها الشهيد سليماني، هي الإستراتيجية المحددة والمبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي تهدف لإحلال السلام في المنطقة”.

في غضون ذلك، نشرت وسائل إعلام إيرانية مقربة من الحكومة مؤخراً أنباء وتقارير تفيد بإنتاج “أعمال موسيقية وثقافية فاخرة” لإحياء الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال قاسم سليماني.

وانتزعت بلدية العاصمة طهران المنافسة من المحافظات الإيرانية الأخرى وقامت بتنصيب لوحة جدارية في ساحة الثورة (ميدان انقلاب) أظهرت دور الجنرال سليماني في “تعزيز جبهة المقاومة” وتذيلها جملة للمرشد الإيراني “هذا الرجل ملأ أيدي الفلسطينيين”.

وذكرت وكالة إرنا الحكومية أن “سيمفونية” قاسم سليماني والتي حملت اسم “به قد قامت ياران” هي واحدة من “أكبر الأعمال الفنية حول شخصية الشهيد سليماني” في إيران، والتي تم الكشف عنها ليلة الثلاثاء.

وتشير التقارير إلى أن نصير حيدريان هو الذي أشرف على هذه المقطوعة الأوركسترالية برفقة الملحنيين ميلاد آقايي وأمير حسين سميعي. يذكر أنه تم تعيين أمير حسين سميعي مؤخراً مديراً عاماً لمكتب الموسيقى بوزارة الإرشاد لمحاولة تنفيذ وثيقة الموسيقى الوطنية الإيرانية، التي وافق عليها المجلس الأعلى للثورة الثقافية.

بدورها، أصدرت بلدية طهران أيضًا فيديو بعنوان “شهيد القدس” بأسلوب موسيقى البوب. لكن وبسبب سياسات إنستغرام “المناهضة لليبرتارية”، قامت في بداية هذا المقطع باستخدام اسمه الفرعي “قاف، آل، سين، ميم” بدلاً من استخدام الاسم الأصلي لهذا الفيديو لتفادي إزالة الأغنية من انستغرام.

مصلى طهران

وشهد مصلى طهران مراسم كبيرة إحياء لذكرى الرابعة لاغتيال سليماني حيث ألقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي كلمة أكد فيها أن أمريكا لها دور مباشر في كافة الجرائم المرتكبة في غزة وفلسطين وقال: نعتقد أن نهاية طوفان الأقصى ستكون نهاية الكيان الصهيوني.

وأشار رئيسي إلى أن الشهيد سليماني اليوم مدرسة تعلم هذا الطريق المشرق، وقال: الشهيد سليماني كان ذا إرادة صلبة وقدوة وبطل لإيران الإسلامية والعالم الإسلامي. كان الشهيد سليماني بطل الحرب ضد الإرهاب في غرب آسيا، والذي سعى في سياق الدفاع عن فلسطين المظلومة والمقتدرة، لتحويل كل التهديدات إلى فرص، وفي هذا المجال، كان في الواقع ناجحا في معرفة الكوادر الموهوبة والكفوءة واستخدام هذه القوى للوقوف في مواجهة الأعداء والدفاع عن الأرض والقيم الإسلامية.

وأشار رئيسي إلى مساعي الأعداء لتدمير المقاومة في المنطقة، الا ان لمقاومة لا تزال حية، ومغروسة في نفوس شعوب المنطقة ولا يمكن محوها. واضاف: اليوم، فإن شعب فلسطين المظلوم والقوي، دون أن تكون لديه قوة جوية وبحرية وبرية تذكر، معتمداً على شعار “حسبنا الله ونعم الوكيل”.

وقال إن الأعداء لا يخافون من الشهيد سليماني فحسب، بل أيضاً من مثواه وزواره، وخاطب الرئيس قادة ومرتكبي جريمة  التفجير في مرقد سليماني قائلا: اليوم، استهدفتم الجموع الهادرة المتجهة الى الضريح النوراني للشهيد سليماني بعمل إجرامي، لكن اعلموا أنكم ستدفعون ثمن هذه الجريمة التي ارتكبتموها وسوف تندمون على فعلتكم.

وأضاف رئيسي: إن وقت ومكان الرد على هذه الجريمة سيكون بيد الأمة الإسلامية وقوى المقاومة، وإن شاء الله ستخرج يد الانتقام الإلهي لضربكم.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 + 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى