كندا بصدد تصنيف الحرس الثوري الإيراني “منظمة إرهابية”

قال رئيس وزراء كندا جاستن ترودو إن حكومته تبحث سبل إدراج الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية.

ميدل ايست نيوز: قال رئيس وزراء كندا جاستن ترودو إن حكومته تبحث سبل إدراج الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية.

وأدلى ترودو بهذا التصريح يوم الاثنين في حفل لإحياء ذكرى ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة، التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني بعد وقت قصير من إقلاعها من طهران في 8 يناير 2020، مما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص الذين كانوا على متنها وعددهم 176 شخصًا، بما في ذلك 55 مواطنًا كنديًا و30 مقيمًا دائمًا، حسب ما أوردت وكالة CBC الكندية.

وتطالب عائلات الضحايا الحكومة بإدراج الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية منذ سنوات.

واتخذت الحكومة الكندية خطوات ردًا على تصرفات الحرس الثوري الإيراني. واستخدمت قانون الهجرة وحماية اللاجئين لمنع أعضاء رفيعي المستوى في النظام الإيراني من دخول كندا.

لكن ترودو أشار يوم الاثنين إلى أن حكومته تدرس المزيد من الخيارات.

وقال رئيس الوزراء: “نعلم أن هناك الكثير الذي يتعين علينا القيام به لمحاسبة النظام وسنواصل عملنا، بما في ذلك مواصلة البحث عن سبل لإدراج الحرس الثوري الإيراني بشكل مسؤول كمنظمة إرهابية”.

وتأتي تصريحات ترودو بعد أن رفض وزير السلامة العامة دومينيك ليبلانك أيضًا استبعاد تصنيف الحرس الثوري الإيراني على أنه إرهابي الأسبوع الماضي.

وقال لوبلان للصحفيين عندما سئل عن الحرس الثوري الإيراني يوم الجمعة “حكومتنا تبحث دائما عن إجراءات لتعزيز الأمن القومي ومحاسبة المنظمات الإرهابية. لقد طلبت من وكالات الأمن القومي مواصلة تحديث النصائح المقدمة للحكومة بشأن القوائم المستقبلية المحتملة، وعندما يكون لدينا المزيد لنقوله بشأن تغيير معين في الموقف، سيكون لدينا ما نقوله في هذه المرحلة”.

شهد حفل يوم الاثنين في ريتشموند هيل مرور أربع سنوات على مأساة الطائرة المنكوبة. وبالإضافة إلى رئيسة الوزراء، حضر الحدث وزيرة الخارجية ميلاني جولي، ووزيرة المالية كريستيا فريلاند، ووزير النقل بابلو رودريغيز، ونائبة زعيم حزب المحافظين ميليسا لانتسمان.

وفي حديثها بعد ترودو، كررت لانتسمان دعوة حزبها لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.

وأضافت: “عمل القتل الشرير هذا… يؤكد الحقيقة التي تعرفها بلادنا منذ فترة طويلة، وهي أن الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية”. “لم يكن أحد أكثر تصميما في مطالبته بالعدالة منكم جميعا هنا اليوم.”

وتخلل الحفل الوقوف دقيقة صمت وعرض فيلم وثائقي قصير عن الضحايا. وقرأ أفراد عائلات الضحايا أسمائهم وأعمارهم بصوت عالٍ بينما عُرضت صورهم على شاشة كبيرة.

وفي 8 يناير/ كانون الثاني 2020، بعد ساعات من هجمات صاروخية إيرانية على قواعد أميركية في العراق رداً على اغتيال قائد “فيلق القدس” الإيراني الجنرال قاسم سليماني في ضربة جوية أميركية بالقرب من مطار بغداد، أسقط الدفاع الجوي التابع للحرس الثوري الإيراني طائرة مدنية أوكرانية من طراز بوينغ 737، بعد دقائق من إقلاعها من مطار “الإمام الخميني” الدولي، جنوب العاصمة طهران، ما أدى إلى مقتل 177 راكباً من جنسيات عدة؛ أوكرانية وكندية وأفغانية وسويدية وبريطانية، إلا أن معظمهم كانوا إيرانيين، بينهم 63 كندياً من أصول إيرانية.

وبعد ثلاثة أيام أقرت السلطات العسكرية الإيرانية بإسقاطها، وعزت الحادثة في وقتها إلى “وقوع خطأ” بررته بحالة “التأهب القصوى” لدفاعاتها في مواجهة “أي هجمات محتملة للجيش الأميركي”.

وبعد جلسات محاكمة، أعلنت السلطة القضائية الإيرانية، في إبريل/ نيسان الماضي، إصدار أحكام بالسجن بحق المتهمين، وهم عشرة عسكريين، لم تذكر أسماءهم، مشيرة في بيان إلى أنّ هذه الأحكام جاءت بعد 20 جلسة محاكمة.

بيد أنّ الأحكام لقيت انتقادات في إيران، خاصة من قبل أسر الضحايا الذين وصف بعضهم الأحكام بأنها “غير عادلة”.

كما اعترضت بعض أسر الضحايا المقيمين خارج إيران في بيان على الأحكام الصادرة، داعية الدول الأربع (كندا وبريطانيا والسويد وأوكرانيا) التي فقدت بعض مواطنيها في حادث إسقاط الطائرة إلى تحمل مسؤولياتها. وحينها قالت الدول إنها سترفع شكوى أمام محكمة العدل الدولية.

وكانت إيران قررت، في يونيو/ حزيران، مقاضاة كندا أمام أعلى محكمة في الأمم المتحدة، لأنها سمحت لضحايا الهجمات الإرهابية بمطالبة طهران بتعويضات أمام محاكمها.

وتقول شكوى طهران إن أوتاوا، التي أدرجت إيران على لائحة الدول الراعية للإرهاب في 2012، انتهكت حصانة الدولة التي تتمتع بها.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى