خدمة تتبّع تكشف موقع ناقلة النفط المحتجزة في إيران
حددت خدمة عالمية لتتبع الناقلات موقع سفينة النفط التي احتجزتها طهران، وقالت إنها موجودة في شرقي جزيرة «قشم» الإيرانية.

ميدل ايست نيوز: حددت خدمة عالمية لتتبع الناقلات موقع سفينة النفط التي احتجزتها طهران، وقالت إنها موجودة في شرقي جزيرة «قشم» الإيرانية.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن طهران احتجزت، الخميس الماضي، الناقلة «سانت نيكولاس» المحملة بالخام العراقي المتجه إلى تركيا رداً على مصادرة الولايات المتحدة للسفينة ذاتها وشحنة نفط إيراني العام الماضي.
وتتزامن هذه التطورات مع تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بأن «سلم الإيرانيين رسالة خاصة من خلال الهجمات الأخيرة على الحوثيين»، فيما قالت صحيفة مقربة من المرشد الإيراني بأن «واشنطن ستندم» على ذلك الهجوم.
وقالت خدمة تتبع الناقلات، عبر منصة «إكس5»، السبت، إن الناقلة التي ترفع علم جزر مارشال واحتجزتها إيران في خليج عمان موجودة في شرقي جزيرة قشم الإيرانية.
وقالت خدمة «تانكر تراكزر»، إنه «تم تحديد موقع الناقلة سانت نيكولاس المملوكة (لشركة مقرها) اليونان والمؤمن عليها في بريطانيا والتي ترفع علم جزر مارشال، والمحملة بمليون برميل من النفط الخام العراقي شرقي جزيرة قشم في إيران».
The Greek-owned, UK-insured and Marshall Islands-flagged Suezmax tanker ST NIKOLAS (9524475), laden with 1 million barrels of Iraqi crude oil, has been located today east of Qeshm Island, Iran. She was hijacked two days ago in the Gulf of Oman by the Iranian Navy. AIS is offline. pic.twitter.com/xMzLmCAIRA
— TankerTrackers.com, Inc. (@TankerTrackers) January 13, 2024
وكانت الولايات المتحدة احتجزت السفينة في إطار عملية لإنفاذ العقوبات عندما أبحرت تحت اسم «سويز راجان»، وحذرت إيران حينها من أن هذا الإجراء «لن يمر دون رد».
ونقلت «وكالة أنباء فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، عن بيان للبحرية أن الناقلة «سانت نيكولاس» في طريقها إلى موانئ إيرانية.
ويتزامن احتجاز السفينة مع هجمات تشنها منذ أسابيع حركة الحوثي اليمنية على مسارات الشحن في البحر الأحمر.
وفي وقت متأخر من ليل الخميس الماضي، شنَّت طائرات أميركية وبريطانية ضربات على مواقع للجماعة في اليمن في محافظات عدة، منها صنعاء.
وعلقت الخارجية الإيرانية على الهجوم بأنها «تخشى من اتساع رقعة الحرب في المنطقة».
رسالة خاصة من بايدن
إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، في وقت متأخر ليل الجمعة، إنه سلم رسالة خاصة إلى إيران من خلال الغارات الجوية على الحوثيين في اليمن، والتي يصفها الآن بأنها جماعة إرهابية على الرغم من قرار إدارته عام 2021 بإلغاء هذا التصنيف.
وقال بايدن عندما سئل عن رسالته خلال جولة في مقهى في ألينتاون بولاية بنسلفانيا: «لقد أوصلت الرسالة بالفعل إلى إيران (…) إنهم يعرفون ألا يفعلوا أي شيء».
وأضاف بايدن: «سنحرص على الرد على الحوثيين إذا واصلوا هذا السلوك الرهيب مع حلفائنا».
وقال مسؤولون عسكريون إن القوات الأميركية وقوات التحالف ضربت ما لا يقل عن 60 هدفاً بأكثر من 150 صاروخاً موجهاً بدقة في 28 موقعاً للمسلحين الحوثيين المدعومين من إيران.
وشملت أصول الحوثيين مراكز القيادة والسيطرة والذخائر والمستودعات وأنظمة الإطلاق ومرافق الإنتاج وأنظمة رادار الدفاع الجوي.
وقال مدير هيئة الأركان المشتركة الفريق دوجلاس سيمز الثاني إن الحوثيين أطلقوا صاروخاً باليستياً واحداً على الأقل مضاداً للسفن باتجاه سفينة تجارية، الجمعة.
وبعد ساعات، نفذت الولايات المتحدة المزيد من الضربات ضد مواقع الحوثيين في اليمن، بحسب مسؤول أميركي.
وعندما سئل بايدن عما إذا كانت الولايات المتحدة تخوض حرباً بالوكالة مع إيران، قال: «لا، إيران لا تريد الحرب معنا».
«واشنطن ستندم»
كتبت صحيفة «كيهان» التابعة لمكتب المرشد الإيراني أن «الولايات المتحدة سوف تندم على الحرب مع الحوثيين»، مشيرة إلى أن الجماعة «ليس لديها ما تخسره».
وقالت افتتاحية الصحيفة في عددها، السبت، إن «خطأ الولايات المتحدة الاستراتيجي هو أنها خاضت الحرب مع اليمن واليمنيين (الحوثيين) دفاعاً عن الكيان الصهيوني».
وأضافت: «سوف تندم أميركا كثيراً على ارتكاب مثل هذا الخطأ؛ لأنهم (الحوثيين) ليس لديهم ما يخسرونه وسيقاتلون بالقوة».
وتابعت: «طالما حلم اليمنيون بيوم يلقنون فيه الولايات المتحدة وإسرائيل درساً لا ينسى، ولذلك فإنهم ينظرون إلى التهديد الأميركي باعتباره فرصة».
وقال حسين شريعتمداري، ممثل المرشد الإيراني في الافتتاحية: «قرأت حديث أحد أعضاء المقاومة اليمنية مع صحافي فلسطيني، وأشعر بالغبطة لقوله: شعرنا بالخجل من أن غزة فقط هي التي قصفت ونحن لم نقصف، والآن نشعر بالارتياح لأننا نشترك مع أهلنا في غزة في هذا المجال أيضاً».
ورأت مواقع إيرانية أن افتتاحية الصحيفة «ترحب بزيادة التوترات في المنطقة»، وفسرت ما كتبه شريعتمداري، بأنه «تحسر من ممثل المرشد الأعلى الإيراني لعدم تعرض إيران للقصف، على غرار غزة».
في هذا الصدد، كتب المحلل السياسي، أحمد زيد آبادي: «هل يجب أن نتعرض للقصف حتى لا نخجل من قصف غزة ونشعر بالارتياح لالتحاقنا بأهل غزة؟». وأضاف: «علينا الإشادة بذلك، هذا هو المقصود بضمان المصالح والأمن القومي»، حسبما أوردت صحيفة «اعتماد» الإيرانية.
ووجهت صحيفة «كيهان» انتقادات لاذعة لصحيفة «دنياي اقتصاد» التي عنونت على القصف الأميركي – البريطاني لمواقع الحوثيين في صفحتها الأولى: «أميركا تطوي صفحة اليمن». وقالت صحيفة «كيهان» إن «هذا العنوان العجيب يظهر قبل أي شيء جوهر صحف الأبواق للناتو وأميركا في إيران».