الضربات تزداد خطورة.. هل تقترب أمريكا وإيران من حافة الحرب؟

أفضل أمل لبايدن هو أن ينتصر الكيان الصهيوني قريبا أو تنهي حربها في غزة، وبالتالي تقليل الغضب في جميع أنحاء المنطقة.

ميدل ايست نيوز: يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى “مساعدة إسرائيل على الفوز في حربها على غزة ومنع الصراع من التحول إلى حرب إقليمية مع إيران ووكلائها، لكن  الأمر أصبح أكثر صعوبة مع قيام محور إيران وإسرائيل والولايات المتحدة بتبادل ضربات أكثر خطورة، بينها اغتيالات”، وفقا لمجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية (The Economist).

المجلة لفتت إلى أن حلفاء إيران في الجارتين العراق وسوريا شنوا حوالي 140 هجوما بصواريخ وطائرات بدون طيار ضد القوات الأمريكية، منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وتابعت: “حتى الآن، انتقمت واشنطن من الجماعات الموالية لطهران، لكن بايدن يواجه ضغوطا متزايدة لاتخاذ إجراءات أقوى ضد إيران نفسها، وهو أمام معضلة: فعندما لا يفعل شيئا ستبدو أمريكا ضعيفة، وعندما ينتقم سيخاطر بحرب جديدة في عام الانتخابات (يأمل في الفوز بفترة رئاسية ثانية)”.

وأردفت: “كما شنت الولايات المتحدة في اليمن غارتها السابعة على حليفة إيران، جماعة الحوثي التي تسيطر على جزء كبير من البلاد، في محاولة لوقف إطلاقها الصواريخ على السفن التي تمر بمضيق باب المندب”.

وتضامنا مع غزة، استهدف الحوثيون سفن شحن مرتبطة بالكيان الصهيوني وسفن حربية غربية في مياه البحر الأحمر، و”يعترف بايدن بأن الضربات الأمريكية لن توقف الحوثيين”، وفقا للمجلة.

توازن قد لا يصمد

المجلة قالت أيضا إن “حزب الله اللبناني، الحليف الإقليمي الأقدم والأقوى لإيران، يتبادل إطلاق النار بشكل منتظم مع القوات الإسرائيلية، وأعربت الجماعة اللبنانية عن دعمها لحركة حماس”.

وأضافت أن “إسرائيل تهدد باتخاذ إجراء في لبنان، إذا فشلت الدبلوماسية في إقناع حزب الله بوقف إطلاق النار والابتعاد عن المنطقة الحدودية”.

واعتبرت أن “أمريكا وإيران تلعبان دورا متوازنا محفوفا بالمخاطر، إذ ساعدت إيران حلفائها على شن هجمات تهدف إلى إضعاف إسرائيل وإزاحة أمريكا وتشويه سمعة الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل، أو تسعى إلى ذلك. فيما انخرطت أمريكا في عمليات انتقامية محدودة، وقد تجنب كلاهما الصدام المباشر، لكن التوازن قد لا يصمد”.

وقالت المجلة إن “إسرائيل تشن حربا غير سرية ضد إيران وحلفائها، إلى جانب المواجهات العلنية مع حماس وحزب الله، وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، قُتل قائد في الحرس الثوري الإيراني (رضى موسوي) في غارة جوية إسرائيلية مشتبه بها في دمشق”.

وأردفت: “وبعد أسبوع، اغتيل صالح العاروري، أحد كبار مسؤولي حماس، في غارة (إسرائيلية) على معقل حزب الله بجنوب بيروت (…) وفي 4 يناير/كانون الثاني الجاري، قتلت أمريكا عبر غارة شنتها طائرة بدون طيار في بغداد مشتاق الجواري، زعيم حركة النجباء، وهي جماعة متورطة في مهاجمة القوات الأمريكية”.

أفضل أمل لبايدن

وبحسب علي واعظ، من مجموعة الأزمات الدولية، فإن “النظام الإيراني يشعر الآن أنه بحاجة إلى “استعادة الردع”.

ولفتت المجلة إلى أنه “في الأسبوع الماضي، أطلقت إيران صواريخ على ثلاث دول مجاورة، ضد أهداف إرهابية مزعومة في سوريا وباكستان وعلى قاعدة تجسس إسرائيلية مفترضة في إقليم كردستان شمال العراق”.

وقال واعظ: “لا يزال الإيرانيون يتجنبون المخاطرة، فهم يريدون تغيير التصور بأنهم في موقف دفاعي. ولكن في الوقت نفسه، يوجد تصور بأن إسرائيل نصبت لهم فخا، إما لتبرير تمديد الحرب أو لجر الولايات المتحدة إليها”.

و”بالنسبة لبايدن، فهو لا يريد الانجرار إلى حرب في الشرق الأوسط في وقت أصبحت فيه بلاده منهكة بالفعل بسبب دعمها لأوكرانيا في حربها ضد روسيا (منذ عام 2022)، وتحاول منع حرب أخرى ضد الصين بسبب تايوان، كما يسعى بايدن إلى إعادة انتخابه هذا العام”، وفقا للمجلة.

واعتبر آرون ديفيد ميلر، من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، أن “أفضل أمل لبايدن هو أن تنتصر إسرائيل قريبا أو تنهي حربها في غزة، وبالتالي تقليل الغضب في جميع أنحاء المنطقة، لكن إسرائيل لم تنجح في القضاء على حماس ولم تسترد أسراها، ولم تُظهر أي علامة على استعدادها للتوقف”.

و”تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 25 ألفا، ويتهم البعض إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية. ويرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضا قاطعا دعوة بايدن إلى إقامة دولة فلسطينية مستقبلية”، كما لفتت المجلة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 − 15 =

زر الذهاب إلى الأعلى