إيران تهدر 9 مليار متر مكعب من المياه سنويا في القطاع الزراعي
يهدر سنويا كميات كبيرة من المياه في إيران ليس عن قصد، بل نتيجة الزراعة البدائية وطرق السقاية القديمة والأنابيب المهترئة.

ميدل ايست نيوز: يهدر سنويا كميات كبيرة من المياه في إيران ليس عن قصد، بل نتيجة الزراعة البدائية وطرق السقاية القديمة والأنابيب المهترئة والتي تفاقم التوترات المائية في البلاد.
ووفق ميرسامان بيشوائي، رئيس منظمة الإنتاجية الوطنية في البلاد، فقد بلغ إجمالي إنتاج القطاع الزراعي العام الماضي 125 مليون طن، حيث هدر منها 25%، أي حوالي 30 مليون طن. والمثير للاهتمام في الأمر هو الكمية الكبيرة من المنتجات الزراعية المستهلكة للمياه. وتبلغ كمية المياه المستخدمة لحجم المنتجات الزراعية التي تهدر سنويا 9 مليارات متر مكعب.
وتحدث بهمن إيزدي، الخبير في شؤون صحراء والناشط البيئي، في حديث لإيسكانيوز، حول عواقب الهدر السنوي لـ 30 مليون طن من المنتجات الزراعية على البلاد: يستهلك القطاع الزراعي أكثر من 90% من الموارد المائية، وما نتعرض له اليوم من مشاكل في التربة والمياه ليس سببها إلا سوء الإدارة والبرامج الخاطئة في القطاع الزراعي. لا تتوفر في البلاد طريقة ذكية للحفاظ على موارد المياه والتربة.
وأضاف: إن تعرض مختلف محافظات إيران، من طهران إلى جنوب البلاد، لظاهرة الانخساف الأرضي والتشققات سببه الاستهلاك المفرط للمياه والزراعة البدائية. ورغم هذا لا تضع الجهات المعنية الاعتبارات البيئية في المشاريع الزراعية.
وقال هذا الخبير إن وزارة الزراعة وجهت ضربة قاضية للموارد المائية والتربة للبلاد بعدم وضعها للخطط المناسبة، موضحا: بالإضافة إلى استهلاك الكثير من المياه لإنتاج المحاصيل، فإن القطاع الزراعي لا يلتزم بالاعتبارات البيئية في تعبئة المحاصيل ونقلها وتوزيعها وحصادها، بمعنى أن المحصول المصنع لا يتمتع بالحماية المناسبة، وهذا الأمر في حد ذاته يفاقم من هدر المياه.
ويرى إسماعيل كهرم، خبير البيئة، أن زراعة المحاصيل المستنزفة للمياه في المناطق الجافة ساهمت في جفاف المستنقعات، وذكر: رغم معاناة ضواحي أصفهان من الجفاف، إلا أننا قمنا بزراعة البطيخ والبطيخ الأحمر والأرز، بينما لم يكن من المعتاد في الماضي زراعة هذه المنتجات في تلك المنطقة. إن عملية تخطيط استخدام الأراضي هي اختيار الخيارات المناسبة لزيادة إمكانات الأرض واستدامتها من أجل تلبية احتياجات المجتمع أمرًا معتادًا في إيران منذ الماضي وكان آباؤنا يفحصون ما إذا كانت المنطقة لديها القدرة على زراعة المحاصيل أم لا.
وواصل: لا يمكن زراعة الأرز في إيران إلا في ثلاث محافظات هي جيلان ومازندران وكلستان، غير أننا اليوم قمنا بزراعة هذا المحصول في كل منطقة بها نبع ماء. وقد أدت سوء الإدارة هذه إلى تجفيف المستنقعات في مجال الزراعة لأن إيران بلد جاف وشبه جاف.
وذكر كهرم أن معدل هطول الأمطار السنوي في العالم يبلغ 800 ملم، أما معدل هطول الأمطار في إيران فهو أقل من 250 ملم وهذه الكمية وفق قوله لا تكفي لزراعة الأرز إلا في المحافظات الشمالية الثلاث.
ولا يقتصر موضوع هدر المياه بشكل غير مباشر على المياه في القطاع الزراعي فحسب، بل يتم هدر جزء من المياه أيضًا في الأنابيب المهترئة.
يقول حميد سيني ساز، الخبير في سياسية المياه، في حديث لإيسكانيوز: أكثر من ربع المياه النقية الموجودة في الأنابيب لا تصل إلى المستهلك ويتم إهدارها بسبب التآكل المفرط للأنابيب. سبب هذه المشكلة هو ضعف الإدارة الموجودة في المدن والقرى.
وأضاف: يعتبر وزير الطاقة أن البلدية هي المسؤولة عن تجديد شبكات الأنابيب، أما إذا كان من المفترض أن تكون البلديات هي المسؤولة عن تجديد شبكات الأنابيب، فهي تعتبر نفسها مسؤولة عن الاقتصاد ومراقبة استهلاك المياه المتداولة والمشاركة في عائدات المياه.
إقرأ أكثر
رغم ندرة المیاه.. ثلث محاصيل إيران الزراعية ترمى في النفايات