صحيفة إيرانية تهاجم الصين بعد حثها إيران بالضغط على أنصار الله
أكدت "جمهوري إسلامي" أن جماعة أنصار الله في اليمن رغم علاقاتها الجيدة مع إيران إلا أنها تعمل بشكل مستقل ولا تتلقى أوامر من طهران.

ميدل ايست نيوز: عارضت صحيفة “جمهوري إسلامي”، الصين بشكل مباشر، واعترضت على سلوكها وسياساتها تجاه إيران ووكلائها في الشرق الأوسط.
وكتبت هذه الصحيفة المقربة من التيار الإصلاحي في عددها الصادر اليوم الاثنين: نحن لا ندري ما الذي قاله المسؤولون الإيرانيون لنظرائهم الصينيين، لكننا لا نقبل بأي شكل من الأشكال أن تحدد الصين سياساتنا الخارجية.
وكتبت هذه الصحيفة أن “الحكومة الصينية طلبت من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إنهاء تحركات جماعة أنصار الله، وهددتها بأنها إذا لم تشجع أنصار الله على الامتناع عن مهاجمة السفن، فإن العلاقات الإيرانية الصينية سوف تتضرر.
وأضافت جمهوري إسلامي: بما أن رجال الدولة الصينيين يعلمون أن أنصار الله اليمنيين لا يعترضون إلا السفن المتوجهة إلى إسرائيل والتي تحمل البضائع والوقود لإسرائيل، فإن تهديدهم لإيران غريب وأناني للغاية. لا يمكن فهم هذا الطلب إلا على أن السلطات الصينية مستعدة لمساعدة إسرائيل التي تمارس الإبادة الجماعية في غزة منذ ما يقرب من 4 أشهر، وفي الوقت نفسه لن يهاجمها أحد ويمنعها من القيام بذلك.
وأكدت الصحيفة “أن جماعة أنصار الله في اليمن، رغم علاقاتها الجيدة مع إيران، إلا أنها تعمل بشكل مستقل ولا تتلقى أوامر من طهران”.
واستطردت: ما يثير التساؤل هو عدم تحرك رجال الدولة الصينيين خلال السنوات الثماني من الحرب التي فرضتها السعودية والإمارات على الشعب اليمني، والتي رافقها دعم عسكري وسياسي ودعائي من الولايات المتحدة وإنجلترا وإسرائيل، وعدم اتخاذهم موقف صريح بشأن الحرب؟ كيف يمكن لحكومة غير منضبطة دوليا (وتقصد حكومة بكين) أن تسمح لنفسها بإصدار الأوامر إلى شعب شجاع وصاحب مسؤولية ومستقبل؟
وأكد أنه لو أرادت بكين أن “يحل السلام في البحر الأحمر، فعليها أن تطلب من قادة إسرائيل التوقف عن قتل شعب غزة المظلوم”.
وفي وقت سابق، قالت أربعة مصادر إيرانية ودبلوماسي إن مسؤولين صينيين طلبوا من نظرائهم الإيرانيين المساعدة في كبح الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر وإلا فإن ضررا قد يلحق بالعلاقات التجارية مع بكين.
وذكرت المصادر الإيرانية المطلعة لوكالة رويترز، أن المناقشات بشأن الهجمات والتجارة بين الصين وإيران جرت خلال عدة اجتماعات عقدت مؤخرا في بكين وطهران. وأحجمت المصادر عن إعطاء أية تفاصيل أخرى حول موعد عقد الاجتماعات أو من الذي شارك فيها.
وقال مسؤول إيراني مطلع على المداولات تحدث إلى رويترز شريطة عدم الكشف عن هويته “بشكل أساسي، تقول الصين (إذا تضررت مصالحنا بأي شكل من الأشكال، فسيؤثر ذلك على أعمالنا مع طهران. لذلك اطلبوا من الحوثيين ضبط النفس)”.
وأدت الهجمات، التي يقول الحوثيون إنها تهدف لدعم الفلسطينيين في غزة، إلى ارتفاع تكلفة الشحن والتأمين نتيجة لما تسببت فيه من اضطراب لمسار تجاري رئيسي بين آسيا وأوروبا تستخدمه السفن التي تبحر من الصين على نطاق واسع.
وأشارت المصادر الأربعة إلى أن المسؤولين الصينيين لم يدلوا بأية تعليقات أو تهديدات محددة بشأن كيف يمكن أن تتأثر العلاقات التجارية بين بكين وطهران إذا تضررت مصالحها نتيجة لهجمات الحوثيين.
وقالت المصادر الإيرانية إن بكين أوضحت أنها ستشعر بخيبة أمل كبيرة تجاه طهران إذا تعرضت أي سفن مرتبطة بالصين لهجوم أو تأثرت مصالح البلاد بأي شكل. ولفت مصدر إيراني مطلع إلى أنه “رغم أن الصين مهمة لإيران، فإن لدى طهران وكلاء في غزة ولبنان وسورية والعراق، إلى جانب الحوثيين في اليمن، وأن تحالفاتها وأولوياتها الإقليمية تلعب دورا رئيسيا في صنع قرارها”.