إيران… أكثر من 800 ألف نسمة هاجروا من قراهم إلى شمال البلاد بسبب الجفاف

هاجر ما يقارب الـ 800 ألف نسمة في العامين الماضيين من المحافظات الوسطى والجنوبية لإيران إلى المحافظات الشمالية بسبب تغير المناخ.

ميدل ايست نيوز: هجرة الأفراد من مدينة إلى أخرى في شتى دول العالم ليست ظاهرة جديدة، لكن ما هو جديد وغير مسبوق أن يكون التغير المناخي عاملا في هجرة أكثر من 800 ألف نسمة من المناطق الوسطى والجنوبية لإيران إلى المناطق الشمالية.

وقال داريوش كل علي زاده، رئيس المركز الوطني لتغير الهواء والمناخ التابع لمنظمة حماية البيئة، في تصريحات لوكالة إرنا الحكومية: هاجر ما يقارب الـ 800 ألف نسمة في العامين الماضيين من المحافظات الوسطى والجنوبية لإيران إلى المحافظات الشمالية بسبب تغير المناخ، وهو أمر يدق ناقوس الخطر للتغير المناخي والذي يمكن أن يكون له أبعاد أمنية في المستقبل.

وأشار إلى أن معظم محافظات البلاد تعاني من فيضانات خطيرة بعد هطول أمطار غزيرة، وصرّح: منذ عام 2010 إلى اليوم، ونحن نشهد فيضانات غير مسبوقة، حيث تجاوز عددها الـ 300 في شتى محافظات إيران، وتشير الدراسات إلى أن معظمها كان بسبب تدمير الغطاء النباتي في مستجمعات المياه عند منابع الأنهار.

وحذر المسؤول الإيراني من ذهاب البلاد نحو الهاوية فيما يتعلق بالتغير المناخي، مؤكدا أنه “ما لم نتكيف مع الظروف الحالية، لا سيما في ظل الحظر الأجنبي والعقوبات، فسوف تتضرر البلاد بشكل خطير”.

وذكر أن العالم خلال عقد من الزمن فقد نحو 500 نوع من الحيوانات بسبب التغيرات المناخية، وما يقرب من 600 نوع آخر معرض لخطر الانقراض، قائلا: نحن في إيران بحاجة إلى بنك جينات احتياطي فعال ومفيد في البلاد.

وأدى التغير المناخي وموجات الجفاف وسوء الإدارة للموارد المائية إلى خضوع سكان بعض المناطق في إيران لأمر الواقع بشأن ترك قراهم والتوجه إلى محافظات أخرى.

وسبق أن قال رضا أفلاطوني، وهو مسؤول الشؤون القانونية في منظمة الغابات والمراعي الإيرانية، إن إيران تقع على خط عرض 25 إلى 40 درجة في نصف الكرة الشمالي. ويسمى خط العرض هذا بالحزام الأرضي الجاف للعالم، وذلك لأن أهم وأشهر الصحاري في كوكب الأرض تقع في خط العرض هذا.

ويرى أُحد وظيفة، رئيس مركز التغير المناخي والجفاف التابع لمنظمة الأرصاد الجوية، أنه من أجل الحد من آثار الاحتباس الحراري والجفاف، “يجب علينا تقليل استهلاك الوقود الأحفوري”.

ومع ازدياد موجات الجفاف الحادة كل عام في إيران جنباً إلى جنب مع ندرة المياه في مختلف أنحاء البلاد، ارتفعت وتيرة هجرة سكان الأرياف إلى المدن. كما سبب التضخم المزمن وارتفاع نفقات المعيشة في المدن في بروز ظاهرة الهجرة من مركز المدينة إلى الضواحي، الأمر الذي سيؤدي إلى اتساع دائرة المناطق العشوائية حول المدن وفرز العشرات من الأضرار الاجتماعية.

إقرأ أكثر

إيران… زيادة 300% في هجرة القرويين إلى المدن الكبرى خلال 4 عقود

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين − أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى