تحقيق: ما “العامل السري” لارتفاع وفيات حوادث السير على الجادات في إيران؟
تداولت صحف إيرانية تقريرا ينشر للمرة الأولى في البلاد يتناول معدل وفيات حوادث السير في العقد الماضي.
ميدل ايست نيوز: تداولت صحف إيرانية تقريرا ينشر للمرة الأولى في البلاد يتناول معدل وفيات حوادث السير في العقد الماضي ويقدم معلومات مأساوية لصناع السياسة في إيران في قطاع السفر وضمان سلامة المسافرين.
وقالت صحيفة شرق في تقرير لها، إنه تم تحطيم الرقم القياسي المسجل منذ ثماني سنوات لـ “وفيات حوادث السير” على الجادات الإيرانية وطرق السفر، كما وصل “نمو الحوادث المميتة” على طرقات البلاد إلى أعلى مستوى له منذ مطلع الألفية الثانية بعد الميلاد. وهنا يطرح السؤال: لماذا يصبح السفر للإيرانيين مأساة خلال العطلات على مدار العام؟
ويشير التقرير الذي نشر نهاية الأسبوع الماضي تحت عنوان “توثيق أكبر عدد من وفيات حوادث السير على الجادات منذ عام 2014” إلى زيادة كبيرة في عدد الحوادث التي أدت إلى الوفاة على الطرق الإيرانية خلال العام الماضي. ويرتبط التقرير ببحث وثائقي قام بالتحقيق في بيانات المرور في إيران وكذلك الطب الشرعي ضمن إطار تحليلي في مركز الإحصاء الإيراني، وفي الوقت نفسه قارن وضع الحوادث في إيران مع المتوسط العالمي.
وتم في هذا البحث دراسة دور العوامل الأربعة “جودة الطريق”، “جودة السيارة”، حالة القيادة للسائقين والظروف الجوية في معادلة حوادث الطرق والوفيات.
لكن الأبحاث تظهر أن هذا الوضع المرير على طرقات إيران، والذي يجعل المسافرين والسياح يشعرون بالأستياء طوال الوقت، يقف وراءه عامل سري آخر إلى جانب تلك العوامل الأربعة، وهو “ندرة العطل المناسبة والمستدامة طوال العام”.
يعاني تقويم العطلات في إيران من مشكلات جذرية، بحيث لا يتضمن “عطلة نهاية أسبوع لمدة يومين” مقارنة بتقويم العطلات في الدول الأخرى. وبدلاً من ذلك، هناك سلسلة من “العطلات الشعبية” على مدار العام، حيث تخطط العائلات “مجبرةً” لاحتياجات السفر والسياحة الخاصة بها في هذه العطلات الخاصة القليلة على مدار العام، ونتيجة لذلك يحدث “غزو للسيارات” على الطرق، وترتسم عواقبه على شكل “حركة مرور مزدحمة تستغرق وقتًا طويلاً” إلى المحافظات ذات الحركة الكثيفة، وتستهلك السائق الكثير من الطاقة وتنخفض بدورها الدقة والقدرة على القيادة بشكل جيد ليزيد معها معدل الحوادث والوفيات.
ويشير تقرير هذه الإحصاءات الرسمية إلى أن “إحصاءات الوفيات الناجمة عن حوادث الجادات” وصلت العام الماضي إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2014. ففي عام 2022، توفي ما يقرب من 19 ألف إيران على طرق السفر. وهذا يعني أنه من بين كل 100 ألف شخص في إيران، قُتل 22 شخصًا بسبب حوادث الطرق في البلاد، علما أن عدد الوفيات في السنوات السابقة كان أقل من ذلك بكثير.
والأسوأ من “الرقم القياسي للوفيات” هو إحصائية “ارتفاع الوفيات”. ففي العام الماضي، ارتفعت “الخسائر البشرية بسبب حوادث الطرق” في إيران بنسبة 15% سنويا، وهو أعلى معدل للوفيات منذ عام 2014.
وبحسب تقرير مركز الإحصاء الإيراني، فقد استحوذت إيران على المركز 62 من أصل 175 لأكبر عدد من الحوادث في العالم. وفي الوقت الذي تعتبر الحوادث المسبب الثامن للوفيات في العالم، احتل هذا المسبب المركز الخامس في إيران.
إقرأ أكثر