ما الذي يمنع إيران من منافسة قطر في أكبر حقل غاز بالعالم؟

لم تتمكن إيران خلال العقدين الماضيين من التخطيط والتطوير واستخدام أحدث التقنيات في العالم في حقل بارس الجنوبي بسبب الحظر الأجنبي والعقوبات.

ميدل ايست نيوز: قال نائب رئيس غرفة التجارة الإيرانية القطرية إن دخل قطر في العقدين الأخيرين كان 1500 مليار دولار، لكن إيران بسبب الحظر الأجنبي لم تتمكن من التخطيط والتطوير واستخدام أحدث التقنيات في العالم واستقطاب المستثمرين الأجانب والمعدات اللازمة لاستخراج النفط.

وتحدث خورشيد كزدرازي لوكالة إيلنا العمالية، عن خطط التنمية القطرية في حقل بارس الجنوبي وكذلك اكتشاف كمية جديدة من الغاز في هذا الحقل المشترك: تم اكتشاف هذا الحقل في عام 1971، وبدأت قطر الاستخراج منه في 1990. فيما استغرقت إيران 15 عاما للاستخراج من هذا الحقل، 67% من موارد الغاز المشتركة هذه موجودة في الجانب القطري و37% في الجانب الإيراني، وبسبب العقوبات والحظر الأجنبي على إيران والتي حالت دون توفير الموارد المالية والمعدات، كان حجم استخراج قطر أعلى من إيران.

وأشار إلى أن أعلى دخل لقطر في الوقت الحالي يأتي من الغاز الطبيعي المسال، وأضاف: في عام 2021، بلغ دخل هذا البلد 77 مليار دولار، حيث تمكنت من الوصول إلى التكنولوجيا التقنية والاستثمار المشترك الذي تحتاجه موارد الغاز هذه. كما تمكنت من جذب عمالقة المساهمين في ميادين النفط والغاز، مثل شل وتوتال وإكسون موبيل، ونظرًا لعدم خضوع هذه الدولة لأي عقوبة دولية، فقد تمكنت من استخدام قدرة الشركات الكبيرة ونجحت في ذلك.

وذكر أنه نظرا للاكتشاف الجديد في قطر والخطط المطروحة على جدول الأعمال لزيادة الإنتاج فإننا سنبقى نهرول في ماراثون الاستخراج من هذا الحقل، وأوضح: نواجه عجزا في الغاز في فصل الشتاء، الأمر الذي خلق مخاوف وتحديات كبيرة فيما يتعلق باستهلاك الغاز، يبلغ عجز الغاز 250 مليون متر مكعب.

ومضى يقول: إذا كنا نبحث عن فرصة للتصدير وكسب العملة الأجنبية من الغاز، فيجب ألا نهمل الصناعة العالمیئ، والشراكة مع المساهمين والشركات العالمية واستخدام المعدات ذات المستوى العالمي، ورغم أن صناعاتنا المحلية يمكن أن تنشط في هذا المجال إلى حد ما ويمكننا الاستفادة من قدرة الشركات المحلية، إلا أن هناك عجزا في الاستخراج ولا يمكننا أن ننتج بقدر قطر.

وأضاف: تقدم قطر نفسها اليوم كمصدر للغاز في العالم وفي غياب روسيا يمكنها التصدير إلى الدول الأوروبية. لكن نظراً للظروف التي نعيشها، لم نستخدم هذا الحقل بالشكل الأمثل لتوليد الدخل، والسبب هو أننا نواجه قيوداً على الاستخراج بسبب الحظر الأجنبي، تعد قطر اليوم أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وهي تختار عملائها بنفسها، وبحسب العلاقة التي تربطها بالعالم في مجال الغاز الطبيعي المسال، فإنها تتواصل مع الدول التي تستخدم قدراتها في المجال الفني والتقني.

واستطرد: في فترة ما بعد العقوبات، تمكنا من التفاعل مع العديد من الشركات العالمية في بارس الجنوبي للاستثمار والتطوير والإنتاج، ولكن بسبب العقوبات، لم يستمروا في العمل مع إيران، والآن لا يمكننا استخدام قدرة المستثمرين و المعدات الأجنبية التي تعتبر حجر الزاوية في الاستخراج.

وتابع نائب رئيس غرفة التجارة الإيرانية القطرية: خرجت العديد من شركات البتروكيماويات في إيران عن الإنتاج بسبب نقص القطع وواجهت مشاكل عديدة، فالعقوبات حدث لا يمكن إنكاره، خاصة في مجال النفط والغاز والبتروكيماويات، كما أن بعض وحدات الإنتاج التي تم توريدها سابقا من الدول الأوروبية واجهت تحديات في الإصلاح والتجديد، وبعض وحدات الإنتاج خرجت عن الخدمة، وبقدر ما يمكن للمعدات المحلية أن تحل محل تلك الأجهزة، ما زلنا نواجه مشاكل، وهذا ما جعل الإنتاج والتصدير صعبا.

واختتم قائلا: في الواقع، تفوقت قطر على إيران في مجال الغاز، والسبب في ذلك أن لديها شركاء تجاريين كبار مستهلكين للمنتجات القطرية ولديهم التكنولوجيا التقنية ويقدمونها لقطر.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إحدى عشر + عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى