الانخسافات الأرضية في إيران… أزمة خطيرة وإجراءات حكومية خجولة

ذكر المساعد الفني لمنظمة رسم الخرائط الإيرانية أن المناطق المتضررة من الانخسافات الأرضية في البلاد بمعدل يزيد عن 20 سنتيمترا سنويا تساوي 5 أضعاف المتوسط ​​العالمي.

ميدل ايست نيوز: ذكر المساعد الفني لمنظمة رسم الخرائط الإيرانية أن المناطق المتضررة من الانخسافات الأرضية في البلاد بمعدل يزيد عن 20 سنتيمترا سنويا تساوي 5 أضعاف المتوسط ​​العالمي، مشيرا إلى أن معظم المساحة المهددة بالانخسافات الأرضية هي مناطق حضرية وأراض صالحة للزراعة والبستنة.

وقال مرتضى صديقي لوكالة تسنيم للأنباء: الانخسافات الأرضية لها سببان طبيعي وبشري. في المتوسط، 77% من الانخسافات في العالم تحدث بسبب عوامل بشرية، و60% من هذه النسبة تعزا للاستخراج المفرج للمياه من طبقات المياه الجوفية

وأضاف: تختلف هذه الإحصائية في إيران، ففي كثير من الحالات لا تتوفر لدينا إحصاءات دقيقة عن كمية استخراج المياه، لكن تشير التقديرات إلى أن أكثر من 95٪ من الانخسافات في إيران تحدث بسبب الاستخراج من طبقات المياه الجوفية.

وذكر المساعد الفني لمنظمة رسم الخرائط الإيرانية أن أكثر من 200 مدينة من أصل نحو 1400 مدينة في البلاد مهددة بالانخساف الأرضي، وقال: تبلغ المناطق المتضررة من الخسف في إيران 5 أضعاف المعدل العالمي بمعدل يزيد عن 20 سم سنويا. ربما يكون معدل الهبوط العالمي 3% أو أكثر، لكن في إيران يزيد هذا الرقم عن 15%.

وتابع: عادة ما يصل الانخساف في دول العالم إلى 1-2 سم، لكن الأرقام في إيران تخطت هذا بكثير. على سبيل المثال، في كرمان، لدينا عدة مناطق لديها 30 إلى 40 سم من الانخساف الأرضي سنويًا، هذا المعدل هو أعلى معدل انخساف في إيران.

وأكد أنه “في سهل جنوب البرز، الذي يضم محافظات البرز وقزوين وطهران، لدينا أكثر من 20 سم من الانخساف”، وقال: في محافظة طهران هناك مناطق يبلغ معدل الانخساف فيها نحو 20 سنتيمترا، وعالميا يعتبر سنتيمتر واحد أو سنتيمترين من الانخساف رقما كبيرا، لكننا نتحدث عن أضعاف هذا الرقم.

واستطرد: لدينا مناطق واسعة جداً في محافظة كلستان تعاني من الانخساف. في المناطق التي لا يوجد فيها انحدار كبير للأرض، مثل سهل كلستان، يكون للانخساف عواقب كثيرة، هذا الحدث يمكن أن يغير انحدار المنطقة، لدينا العديد من الأنهار التي تعبر السهل وتؤدي إلى بحر قزوين، قد يحدث الهبوط وتسبب تغير انحدار الأرض. ولعل أحد الأسباب التي أدت إلى استنزاف المياه من مقاطعة كلستان بعد حدوث فيضان عام 2019 ببطء هو انخسافها بمعدل حوالي 20 سم سنوياً.

وأكد صديقي أن أكثر من 24% من سطح محافظة كلستان معرضة للانخساف، وقال: بلغت هذه الإحصائية في البرز 13%، و12.5% ​​في طهران، و18% في قزوين وحتى في محافظة مازاندران. جيلان هي المحافظة الوحيدة التي ليس لدينا إحصاءات محددة فيها.

وعن الحد الأقصى لمقدار الانخسافات الأرضية للمحافظات سنوياً، ذكر المساعد الفني لمنظمة رسم الخرائط الإيرانية: تشهد مناطق محافظة كرمان انخسافا يزيد عن 42 سم سنويًا، وفي عدة مناطق في محافظة البرز يبلغ معدل الانخساف ما يقرب من 30 سم سنويًا، ويبلغ الحد الأقصى للانخساف في قم ما يقرب من 27 سم سنويًا، وبالمثل في محافظة طهران يبلغ حوالي 24 سم وكلستان 22 سم.

وأثارت إحصاءات الحد الأقصى للانخسافات الأرضية في المحافظات الإيرانية الكثير من الاستفهامات، فربما لو اعتبرنا متوسط الانخساف في إيران 2.7 سنويا، فإن ما يقرب من 6 إلى 7 من محافظات إيرانية تتعرض للانخساف فوق هذا الرقم، ويمكن القول أن هذه المحافظات تعاني من أزمة، ومن هذه المحافظات البرز وطهران وكرمان وكلستان والمركزي وقم.

وفيما يتعلق بالتعامل مع أزمة الانخساف الأرضي، هناك لجنة عمل تحت مسمى “مجموعة العمل الوطنية للتكيف مع الجفاف” تعمل منذ سنوات وتوكل إليها ملفات الانخسافات الأرضية منذ حوالي عامين.

وللأسف، لم تعقد هذه اللجنة أي اجتماع لمدة عامين تقريبًا، فقد مر حوالي ثلاثة أشهر منذ أن بدأت في عقد اجتماعاتها مرة أخرى، رغم ذلك فإن القضية التي تثار في كثير من الأحيان في لجنة العمل هذه هي في الغالب قضية المياه، ولا يتم إيلاء الكثير من الاهتمام لآثار الانخساف الأرضي، والتي يمكن أن يكون لها مخاطر على المواطنين.

 

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى