إيران تضطر إلى شراء طائرة من طالبان بعد أزمة نقص في أسطولها الجوي

بعد أن تهالك الأسطول الجوي لإيران وانغلقت جميع الطرق لدخول طائرات جديدة وحديثة، اضطرت السلطات الإيرانية إلى شراء طائرة من طالبان.

ميدل ايست نيوز: بعد أن تهالك الأسطول الجوي لإيران وانغلقت جميع الطرق لدخول طائرات جديدة وحديثة، اضطرت السلطات الإيرانية إلى شراء طائرة عمرها 29 عاما من جماعة طالبان الأفغانية.

وبحسب الإحصاءات الرسمية، التي أوردها موقع فراز، يوجد في إيران نحو 173 طائرة نشطة من أصل 330. لكن تجدر الإشارة إلى أن هذه الطائرات النشطة غالبًا ما تكون مهترئة ومستهلكة وأن متوسط ​​عمر الأسطول الجوي الإيراني مرتفع جدًا.

ووصلت الأحوال بإيران إلى شراء طائرة كيش إير المصنوعة لإيطاليا في عام 1995، والتي خرجت عن الخدمة في ذلك البلاد بعد 19 عام من الخدمة. ليس هذا فحسب، فبعد إيطاليا استخدمت أوكرانيا هذه الطائرة لعدة سنوات ثم باعتها لشركة “أفغانستان كومير”. وبعد عدة سنوات من التحليق في أفغانستان، وصلت الطائرة المذكورة الآن إلى إيران. وهذا يعني أن إيران اشترت طائرة تخلت عنها ثلاث دول أخرى.

إلغاء العقد مع إيرباص والتوجه نحو من طالبان

تأتي أنباء شراء إيران طائرة من طالبان في وقت كشفت فيه وسائل إعلام إيرانية عن إلغاء شركة إيرباص رسميا عقدها مع إيران قبل شهرين. وتم توقيع عقود شراء الطائرات مع شركات مختلفة بعد الاتفاق النووي. وبموجب هذه العقود، تم شراء 200 طائرة من شركات مثل Boeing America وAirbus Europe وشركة ATR الفرنسية الإيطالية.

ومع انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة وتعليق الاتفاق النووي، لم تكتمل هذه الاتفاقيات وتم إلغاؤها واحدة تلو الأخرى. يأتي ذلك في وقت بات فيه الأسطول الجوي لإيران في أمس الحاجة للطائرات، فالحكومة لم تعد قادرة على شراء الطائرات وتكتفي حاليا بافتتاح المطارات.

وحاولت وسائل الإعلام المقربة من الحكومة الإيرانية إظهار الرئيس الإيراني على أنه المنقذ لمشروع ظل معلقا لمدة 27 عاما. وافتتح رئيسي  مطار سقز في نوفمبر 2023، لكن لم يكن من الواضح ما الذي سيغيره هذا المطار بالضبط وكم سيؤثر على النقل الجوي في البلاد؟

ثلاثة مطارات اقتصادية لا غير

ينصب تركيز الحكومة على فتح المطارات في ظل الوضع الذي تحتل فيه إيران حتى يومنا هذا المرتبة 23 في العالم من حيث عدد المطارات التي تضم ما يقرب من 100 مطار نشط. لا تزال هذه الإحصائية متخلفة جدا مقارنة بدول مثل ألمانيا والتي تمتلك 539 مطارا، والصين 507، وإنجلترا 460، وفرنسا 464، والهند 346، والسعودية 214، لكن المثير في الأمر أن المطارات الإيرانية تلك ورغم كثرها إلا أنها تستضيف عددًا ضئيلا جدًا من الرحلات الجوية بسبب نقص الطائرات والأسطول الجوي النشط.

ويرى بعض الخبراء في الشؤون الاقتصادية، أن نقص الرحلات الجوية في معظم مطارات إيران جعل منها غير مستدامة اقتصاديا. حيث اعتبر أمير حسين صراف، خبير صناعة الطيران، أن “مطارات مهرآباد والإمام الخميني في طهران ومشهد تتسم بالاستدامة الاقتصادية من أصل 54 مطارا مدنيا في البلاد.

تطوير المطارات أو السكك الحديدية أو شراء الطائرات من طالبان؟

يؤكد العديد من الخبراء الاقتصاديين وأساتذة الجغرافيا السياسية أن تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية في إيران أكثر فعالية وفائدة في ظل الحظر الأجنبي والعقوبات.

والأمر الآخر هو أنه حتى لو تم إلغاء جميع العقوبات المفروضة على إيران دفعة واحدة، فإن عملية شراء الطائرات من الشركات الأجنبية وعملية الصناعة ستستغرق وقتا طويلا قد تصل إلى عدة سنوات. وفي الوقت نفسه، يعد تطوير السكك الحديدية عملية أسرع وأكثر كفاءة ويمكن أن يساهم في ازدهار النقل في إيران. وبهذه الطريقة يمكن القول إن الأولوية الحالية للنقل في إيران ليست تطوير المطارات ولا شراء طائرة عمرها 29 عاما من طالبان، بل تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية وتوسيع النقل بالسكك الحديدية. حدث يمكن أن يكون أصل تغييرات كبيرة في مجال الاقتصاد وحتى سياسة البلاد.

إقرأ أكثر

العقوبات على إيران تشل عملية تجديد أسطولها الجوي وتتسبب في إيقاف عمل العديد من الطائرات

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 − ستة =

زر الذهاب إلى الأعلى