من الصحافة الإيرانية: رؤى وتوقعات لمستقبل إيران في عامها الجديد
بدأ العام الحالی باستئناف عملية المصالحة الدبلوماسية بين إيران والسعودية واستمر في الحد من التوترات بين إيران والبيت الأبيض وإطلاق سراح الأسرى في سبتمبر.

ميدل ايست نيوز: كان العام الإيراني الماضي (ينتهي في 20 مارس 2024) عاما مليئا بالمغامرات في السياسة الخارجية الإيرانية. فقد بدأ ذلك العام باستئناف عملية المصالحة الدبلوماسية بين إيران والسعودية واستمر في الحد من التوترات بين إيران والبيت الأبيض وإطلاق سراح الأسرى في سبتمبر، لكن دوام الحال من المحال، فالسابع من أكتوبر والحرب بين حماس وإسرائيل كانت حفرة عميقة ابتلعت فجأة عملية السلام تلك. على الضفة الأخرى، أصبحت إيران عضوا في منظمتين مهمتين، شنغهاي وبريكس، وحيث شعر العديد من المراقبين بالتفاؤل بشأن نتائج عضوية إيران في هاتين المنظمتين.
وقال إبراهيم متقي، رئيس كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة طهران، في مقابلة مع صحيفة دنياي اقتصاد، بشأن احتمالات إجراء مفاوضات نووية في العام المقبل: لقد تمتعت المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة بسرعة محدودة في فترة ما بعد حرب غزة، كما تأثرت السياسات الأمنية العالمية والإقليمية بالأزمات الناشئة.
ووفقاً له: في أجواء حرب غزة، كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي المحور الرئيسي للمفاوضات النووية مع إيران. وبطبيعة الحال، مضى الأميركيون لمتابعة العديد من أهدافهم وسياساتهم خلال هذه الفترة التاريخية من خلال الوكالة.
وأضاف: من ناحية أخرى، تمكنت إيران من إقناع الوكالة بعدم إحالة القضية من مجلس المحافظين إلى مجلس الأمن، ولاسيما وأن الأميركيين لم يرغبوا في ذات الوقت في اتباع سياسة عنيفة ضد إيران.
ويرى الأستاذ في جامعة طهران أن النقاش الرئيسي للولايات المتحدة في الوقت الحالي هو تقليص القوة النووية للجمهورية الإسلامية من أجل تقليص قدرات التخصيب. وفي مقابل هذه الإجراءات، قبلت إيران أيضًا بعض التنازلات.
وأوضح متقي أنه في ظل الظروف المسيطرة على أجواء المنطقة، من غير المرجح أن تواجه صيغة وعملية الدبلوماسية النووية بين إيران والولايات المتحدة تغييرات جدية في المستقبل.
ورأى أن جو بايدن لا ينوي خلق تحدي عسكري وأمني يتعلق بقدرات إيران النووية.
وحول احتمال فوز دونالد ترامب وتأثيره على عملية المفاوضات مع إيران، قال متقي: سيؤثر فوز ترامب على معادلة التعاون التكتيكي والمرحلي بين إيران والولايات المتحدة. لكن هذا التأثير لن يؤدي إلى خلق أرضية لصراع عسكري أو أمني مبكر في العلاقات الإيرانية الأميركية.
تقليل التركيز على إيران
بدوره، تحدث الدبلوماسي الإيراني السابق لدى الأمم المتحدة والخبير في العلاقات الدولية، كوروش أحمدي، حول تبعات 7 أكتوبر والحرب بين إسرائيل وحماس على إيران، والفرص والتهديدات التي جلبتها هذه الحرب لطهران: تسببت حرب السابع من أكتوبر في إبعاد التركيز إلى حد ما عن إيران وإحداث أزمة فريدة من نوعها.
وأضاف: قبل تلك الأحداث، كانت الدول العربية وإسرائيل تتحرك بسرعة نحو تحسين العلاقات رغم وجود بعض الخلل في هذه العملية. في الواقع، إن هذه الأزمة التي نشأت غيرت أجندة الدول والقوى الدولية إلى حد كبير، ودفعتها للتركيز أكثر على القضية الفلسطينية.
وبحسب هذا الخبير، حتى في العام أو العامين المقبلين، لن يتم إزالة هذه القضية من أجندة الدول الكبرى، خاصة من الناحية الدبلوماسية، وربما سيتم متابعة الحديث حول حل الدولتين.
وأكد أحمدي أن الأزمة المستجدة خففت من حدة الضغط على إيران إلى حد ما، وأوضح: على سبيل المثال، في الاجتماع الأخير لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو اجتماعه الربع سنوي السابق وبالرغم من أن محور الاجتماع كان يتعلق بإيران، إلا أن مجلس المحافظين لم يركز كثيرا على إيران ولم يصدر قرارا ضدها.
أعين ترامب على العلاقات الإيرانية السعودية
وأشار علي أكبر أسدي، الباحث في القضايا السعودية، إلى عملية تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية في عام 2023 وآفاقها في العام المقبل: عادت العلاقات بين طهران والرياض إلى طبيعتها في العام الماضي، ولدى الجانبين الإرادة اللازمة لتحسين العلاقات. وتم اتخاذ سلسلة من الخطوات فيما يتعلق بإرسال السفراء، وإعادة فتح السفارات والقنصليات، كما تم عقد سلسلة من الاجتماعات على المستوى الوزاري.
وتابع: خلقت هذه التحركات أجواء إيجابية في العلاقات، وكانت العلاقات تتقدم. كما حاول الطرفان منع حدوث توترات جديدة. ومع ذلك، يبدو أن الأطراف لا تزال بحاجة إلى اتخاذ بعض الخطوات الأساسية لتحسين العلاقات. وفي هذا الصدد يمكن أن نذكر ضرورة اللقاء بين مسؤولي البلدين على مستويات عالية.
ويرى هذا الخبير في الشؤون السعودية أن أحد العوامل الرئيسية التي يمكن أن تؤثر على العلاقات بين طهران والرياض العام المقبل هو الانتخابات الأمريكية. وبالنظر إلى أن دونالد ترامب قد يصل إلى السلطة في الولايات المتحدة، فربما وصوله إلى السلطة سيجعل السعوديين يشعرون بأن عليهم انتظار سلسلة من القدرات الدولية الجديدة التي ستوفرها لهم الولايات المتحدة، وهذا يمكن أن يجعل الانتظار لتغيير أكثر جوهرية في العلاقات أطول إلى حد ما.
يذكر أكبر أسدي: إن إحدى العقبات الأخرى في العلاقات بين البلدين هي أن إيران لا تزال تواجه عقوبات من الغرب، ما يعني أن توسيع التعاون في المجالين التجاري والاقتصادي يواجه سلسلة من الإجراءات القانونية والعقبات الدولية.
إقرأ أكثر
تحليل: ماذا ينتظر السياسة الخارجية الإيرانية في العام الإيراني الجديد؟