أربعة تحديات أمام المجتمع الإيراني في العام الجديد.. كيف سيواجهها؟

يعتبر المجتمع الإيراني من أكثر المجتمعات التي لا يمكن التنبؤ بها، فمستقبل هذا المجتمع ضبابي تماما وقد ينقلب كل شيء رأسا على عقب في ليلة وضحاها.

ميدل ايست نيوز: يعتبر المجتمع الإيراني من أكثر المجتمعات التي لا يمكن التنبؤ بها، فمستقبل هذا المجتمع ضبابي تماما وقد ينقلب كل شيء رأسا على عقب في ليلة وضحاها. وعليه، فإن تحليل الخبراء الاجتماعيين يمكن أن يكون وسيلة لإيجاد رؤية أفضل لهذا المجتمع.

سنة نقص المعدات الجراحية والأدوية

يقول محمد رئيس زاده، رئيس منظمة النظام الطبي في إيران، خلال حوار مع صحيفة دنياي اقتصاد: نظرًا لعدم وجود بنية تحتية مناسبة لهذا العدد من طلاب الطب والتمريض، ستواجه كليات الطب والمستشفيات التعليمية مشاكل من حيث المساحة التعليمية.

وأضاف: يبدو أن لدينا عدداً كبيراً من الطلاب في فروع الطب والتمريض لا تستجيب لهم المساحات التعليمية الحالية. لذلك، من المتوقع أن يعاني الطلاب من مشاكل الرعاية الاجتماعية بالإضافة إلى انخفاض جودة التعليم.

ورأى المسؤول الإيراني أن أكثر القطاعات التي تواجه مشاكل هي المعدات الطبية والإمدادات الدوائية، وأوضح: على الرغم من جهود الحكومة المبذولة في هذا القطاع، إلا أننا سنواجه بالتأكيد تحديات كبيرة في توريد المعدات الجراحية والأدوية في العام المقبل. إحدى المشاكل الأخرى التي سنواجهها في العام المقبل ستكون الضمان الصحي، والذي يجب على المسؤولين المعنيين اتخاذ تدابير محددة بشأنه.

دخول غير المتخصصين إلى فرع الطب

من ناحيته، يقول علي عرب خردمند (المساعد العسكري في منظمة النظام الطبي) لهذه الصحيفة، حول التحديات التي ستواجه المجتمع الطبي الإيراني في العام المقبل (يبدأ في 20 مارس الجاري): قد يكون دخول غير المتخصصين في مجال الطب، وخاصة طب التجميل، سيكون أحد المشاكل التي ستواجه المجتمع الطبي في العام المقبل.

وأردف: كان لدينا عدد لا يحصى من الشكاوى من المرضى الذين جاءوا إلينا بسبب أخطاء طبية عرضتهم لإصابات خطيرة. إن غير المتخصصين ما زالوا يدخلون هذا المجال ولا يعرف عدد الشكاوى التي سنتلقاها من المرضى في العام المقبل.

الصراعات المائية

ويرى سجاد فتاحي، الباحث في مجال المياه، أن إحدى أهم القضايا التي ستستمر في خلق الأزمات خلال العام المقبل هي “نقص المياه”.

وبحسب هذا الخبير فإن سلسلة من العوامل تلعب دوراً فعالاً في خلق أزمة المياه في إيران، وذكر: السبب الأول لأزمة المياه هو تجاوز استخدام الموارد المائية.  أي أن جهات صنع السياسات ليس لديها الإمكانية والقدرة على التعامل مع كبار مستهلكي المياه.

وأكد فتاحي أن القصة برمتها تعود إلى عدم إعطاء الأولوية للبيئة والموارد الطبيعية في البلاد من قبل السلطات الحكومية، وأوضح: من ناحية أخرى فإن القائمين على هذا القطاع بشكل عام لا يتمتعون بالخبرة والقدرة اللازمة. بالتالي، فإن الضعف الهيكلي سيؤدي بلا شك إلى أزمات مياه.

ومضى يقول: إن هذا الضعف سيؤثر على أمن إيران وعلاقاتها الدولية مع جيرانها، ولن يمكن أن تكون لنا سلطة كبيرة في العلاقات المتعلقة بالمياه. ورغم بعض الإجراءات قد تم القيام بها لحل هذه المعضلة، إلا أنها لا زالت في إطار الشعارات والتصريحات. توقعاتي للعام المقبل هي زيادة الانخسافات الأرضية واستئناف التوترات الاجتماعية حول المياه بين المدن.

طاعون الطلاق والهجرة

وقال سعيد معيدفر، عالم الاجتماع، حول توقعاته للوضع الاجتماعي في إيران للعام المقبل: إذا أردنا الحكم بناءً على البيانات، فيجب علينا بالتأكيد دراسة مكونات هذا العام والتعليق عليها.

وأكمل: يشعر المواطنين بالانفصال عن بعض المسؤولين الحكوميين، فإذا استمر هذا الانفصال وانعدام الثقة، فستظل المشاكل والإخفاقات قائمة. وهذا ما يجعل البعض يرغب في مغادرة إيران، لأنهم لا يرون مستقبلاً واضحاً لأنفسهم.

وأضاف: كشف خبراء في الشؤون الاقتصادية عن رؤوس أموال كبيرة من إيران، ولم يعد مديرو الأعمال والشركات الاقتصادية قادرين على الاستمرار بنفس الطريقة، وسيزداد هروب رؤوس الأموال وتتفاقم الضغوط الاقتصادية على المواطنين، بحيث تتسرب إلى الأسر الإيرانية واحدة تلوا الأخرى لتشتد معها حالات الطلاق والعنف المنزلي وجرائم القتل.

ويرى عالم الاجتماع هذا أن مشاكل الإيرانيين مع الأفغان الذين يعيشون في إيران تعتمد على سياسات الحكومة تجاه الأفغان، وأوضح: لفترة من الزمن ونحن نطالب بالسيطرة على أعداد المهاجرين، لكن هذا لم يحدث وهو ما يصيب المواطنين بالاستياء.

وأكد: لذلك فإن أزمة المهاجرين الأفغان  بين الشعب والأفغان تعتمد كثيراً على قرارات الحكومة ومدى رغبتها في إجراء المزيد من الاتصالات مع حكومة طالبان أو كيفية تعاملهم مع الأفغان على الحدود في العام المقبل.

واختتم معيدفر بالحديث عن مخاوفه وآماله في العام المقبل: معظم التوترات الموجودة في المجتمع الإيراني سببها الملفات الاقتصادية والسياسية. أعتقد أن المواطنين سيصلون إلى التقارب والتعاطف في مواقف معينة. ليس من الواضح ما هو المستقبل الذي ستخلقه لنا هذه الأحداث القائمة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى