بعد تبنيه لهجوم موسكو.. ما هو داعش خراسان؟

قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة جمعت معلومات استخباراتية، في مارس، تفيد بأن تنظيم داعش - خراسان، وهو أحد فروع التنظيم في أفغانستان كان يخطط لشن هجوم على موسكو.

ميدل ايست نيوز: يعيد هجوم موسكو، الجمعة، إلى الأذهان الهجوم الذي جرى في يناير الماضي بإيران، حيث يتشاركان بأنهما استهدفا تجمعات حاشدة أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص في كلا البلدين.

وقُتِل “أكثر من 60” شخصا في هجوم شنه مسلحون على قاعة للحفلات الموسيقية في ضواحي موسكو، الجمعة، حسبما نقلت وكالات أنباء روسية، السبت، عن لجنة التحقيق، مؤكدة أن الرقم قد يرتفع.

وفي الثالث من يناير الماضي، لقي نحو 100 شخص حتفهم وأصيب العشرات جراء انفجارين عند قبر القائد الإيراني، قاسم سليماني، في مدينة كرمان بجنوب شرق إيران.

في الهجومين أعلنت داعش عن مسؤوليتها، وفي المرتين كانت الولايات المتحدة، بناء على معلومات استخباراتية، قد حذرت كلا من إيران وروسيا قبل حدوث الهجمات بأسابيع.

وأكدت مسؤولة أميركية لموقع “الحرة“، الجمعة، أن واشنطن حذرت موسكو في وقت سابق بشأن خطط هجمات إرهابية محتملة.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، أدريان واتسون، إن “الولايات المتحدة شاطرت مع السلطات الروسية في وقت سابق هذا الشهر (مارس) معلومات بشأن خطط هجمات إرهابية محتملة في موسكو قد تستهدف تجمعات كبيرة كالحفلات الموسيقية”.

وأكد مسؤولون أميركيون ما أعلنه تنظيم داعش بمسؤوليته عن الهجوم الذي وقع في موسكو وأودى بحياة العشرات، الجمعة، على ما أفاد تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.

وقال مسؤولون أميركيون لم تكشف الصحيفة أسماءهم إن الولايات المتحدة جمعت معلومات استخباراتية، في مارس، تفيد بأن تنظيم داعش – خراسان، وهو أحد فروع التنظيم في أفغانستان كان يخطط لشن هجوم على موسكو، فيما أشار مسؤول إلى أن “أعضاء من داعش ينشطون في روسيا”.

ما هو تنظيم داعش- خراسان؟

داعش-خراسان والذي يعرف باسم (ISIS-K) هو فرع للتنظيم الإرهابي الذي ظهر لأول مرة في سوريا والعراق. في حين أن المنتسبين يشتركون في أيديولوجية وتكتيكات، إلا أن عمق علاقتهم فيما يتعلق بالتنظيم والقيادة والسيطرة لم يتم تحديده بالكامل.

ويأتي اسم التنظيم “خراسان”، من اصطلاحها للمنطقة التي تشمل أفغانستان وباكستان.

ونقل تقرير سابق لشبكة “سي إن إن” عن مسؤولين في المخابرات الأميركية أن فرع تنظيم داعش-خراسان يضم “عددا صغيرا من المتطرفين السابقين من سوريا وغيرهم من المقاتلين الإرهابيين الأجانب”، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة حددت ما بين عشرة إلى 15 من كبار عناصرها في أفغانستان.

الباحث المتخصص في شؤون الحركات المسلحة، أحمد سلطان قال إن “نشأة داعش-خراسان، كانت عبارة عن انسلاخ مجموعة من طالبان في أواخر 2014، حيث نشر في حينها 12 قياديا من طالبان باكستان وأفغانستان مقطعا مصورا يبايعون فيه أبو بكر البغدادي، وفي حينها قام البغدادي بتعيين حافظ سعيد خان ‘واليا’ عليهم، وبدأت بعد ذلك تجمع مكونات تضم متطرفين ناقمين على طالبان، ومتطرفين آخرين كانوا في تنظيمات متشددة مختلفة لتضم مجموعات جاءت من العراق وسوريا العديد من المناطق”.

وأضاف أن داعش-خراسان يمثل “مجموعة متطرفة مسلحة ترتبط بتنظيم مركزي في سوريا والعراق، ولديه رؤية عالمية لإقامة ‘الخلافة’ في جميع أنحاء الأرض”.

وقال سلطان إن تنظيم داعش يتوسع في تكفير الجماعات الإسلامية الأخرى، وعلى سبيل المثال يعتبر حركة طالبان “حركة وطنية مرتدة”، حتى أن “إحدى تبريرات تكفير داعش لطالبان تعود إلى أن الحركة قد تقاتل داعش-خراسان في المستقبل، وتمنع التنظيم من إقامة ‘دولته الإسلامية'”.

وشكّل تنظيم داعش-خراسان خلايا في كابول نفذت عددا من الهجمات الانتحارية المدمِّرة في العاصمة الأفغانية وخارجها منذ عام 2016.

وعززت الجماعة تواجدها في شرق أفغانستان في السنوات الأخيرة، لا سيما في ولايتي ننغرهار وكونار.

استعاد تنظيم داعش-خراسان زخمه مع عودة طالبان إلى السلطة بعد أن أصيب بضعف شديد، في عام 2019، بفضل العمليات التي قام بها الجيش الأفغاني بمساعدة الولايات المتحدة.

ويعد التنظيم، وهو جماعة سنية مثل طالبان، أكثر صرامة ويدعو إلى “الجهاد العالمي”. كما يشكل التهديد الرئيسي لسلطة طالبان وإن كانت الحركة تسعى إلى تقليص نفوذه بحسب تقرير سابق لوكالة فرانس برس.

وفي عام 2021 فرضت الولايات المتحدة عقوبات على ثلاثة من قادة داعش-خراسان، باعتبارهم إرهابيين عالميين.

وشملت العقوبات: سناء الله غفاري، المعروف أيضا باسم “شهاب المهاجر”، هو “أمير” داعش-خراسان، منذ عام 2020، وسلطان عزيز عزام، المعروف أيضا باسم “سلطان عزيز”، وشغل منصب “المتحدث الرسمي” باسم داعش-خراسان، ومولوي رجب، وهو قيادي بارز في تنظيم داعش-خراسان ويعتبر المخطط لهجمات التنظيم وعملياته.

وخلص تقرير الأمم المتحدة إلى أنه منذ يونيو عام 2020، تحت قيادة الزعيم الجديد “المهاجر”، فإن الفرع “لا يزال نشطا وخطيرا” ويسعى إلى تضخيم صفوفه بمقاتلي طالبان الساخطين والمتشددين الآخرين.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة − ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى