اهتمامات مختلفة بين الأمريكي والبريطاني والإيراني.. سياحة السفراء لدى العراق

يهتم السفراء الأجانب في بغداد بالأنشطة الإعلامية، إذ تُظهر حسابات السفراء الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تجوّلهم في الأسواق وهم يلتقطون الصور في المطاعم ويتحدثون عن الأكلات العراقية الشعبية.

ميدل ايست نيوز: يهتم السفراء الأجانب في بغداد على غير عادتهم في السنوات الماضية، بالأنشطة الإعلامية، إذ تُظهر حسابات السفراء الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تجوّلهم في الأسواق وهم يلتقطون الصور في المطاعم ويتحدثون عن الأكلات العراقية الشعبية.

كما تظهرهم وهم يشاركون كمتحدثين في جلسات نقاشية تنظمها المنظمات المحلية والفرق التطوعية حول مواضيع اجتماعية عديدة، ناهيك عن مشاركاتهم في معارض الرسم والحفلات الموسيقية، ما أثار جدلاً سياسياً جديداً بين مؤيد ومعارض.

ويجد مراقبون أن هذه المشاركات للسفراء ليست مهمة، لكنها تحتوي على جانب إعلامي يستفيد منه السفير وحده، وليس السفارة.

اهتمامات متباينة لدى السفراء الأجانب في بغداد

يُعد السفير البريطاني في العاصمة العراقية بغداد، ستيفن هيتشن، الأكثر ظهوراً على مواقع التواصل، إذ يتحدث عبر مقاطع مصورة عن مواضيع كثيرة، غالبيتها عن الأكل والعادات الاجتماعية العراقية والأسواق والملابس.

وقد ظهر أخيراً في فقرات مصورة ببغداد تحت عنوان “السفير شو”، تحدث فيها عن الأكلات البغدادية والشوارع القديمة ومفردات الحياة اليومية للعراقيين، كأنه مراسل ميداني. أما السفيرة الكندية، كاثي بونكا، فتهتم بالأفلام التي تعرض في سينمات بغداد، والمشاركة في فعاليات مختلفة محلية.

كما يُعرف عن السفير الياباني، ماتسوموتو هوتوشي، ولعه بالتقاط صور السيلفي ومشاركتها على مواقع التواصل. في المقابل، يُعدّ السفير الروسي، إلبروس كوتراتشوف، الأكثر “هدوءاً” بين السفراء، وهو قريب من الصحافيين والصحافيات، ويتبادل الزيارات والظهور معهم في المطاعم.

أنشطة سياسية لسفيرَي واشنطن وطهران

في مقابل ذلك، يبرز السفير الإيراني محمد كاظم آل صادق، من خلال زيارات مكوكية متواصلة للزعامات الدينية والسياسية الشيعية، بالإضافة إلى المشاركة في مجالس العزاء والتجمعات العشائرية.

أما السفيرة الأميركية، ألينا رومانوسكي، فتبدو الأكثر نشاطاً على الساحة السياسية، وتلتقي بأبرز المسؤولين في الحكومة بصورة دائمة، وهي تشارك بقية السفراء في التجوال الخارجي في شوارع بغداد والمساهمة في فعاليات المجتمع المدني.

المجتمع العراقي هو الفئة المستهدفة

ورغم العلامات الإيجابية في حرية أنشطة السفراء الأجانب في بغداد علناً في شوارع العراق، بوصفها دليلاً على تحسّن الوضع الأمني والتعافي الجيد في البلاد، لكن عضواً في لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان العراقي، اعتبر أن هذه الفعاليات “تستهدف المجتمع لا الدولة”.

وأضاف طالباً عدم الكشف عن اسمه، أن “التجوال في المجمعات التجارية وصالات السينما واللقاء بالناشطات والصحافيات وإقامة الفعاليات والولائم، محاولة لتصحيح صورة أو كسر عزلة العراقيين عن تلك الدول، وهي جيدة، لكنها ليست ذات فائدة سياسية للبلاد”.

ولفت إلى أن “الوضع السياسي العراقي حساس، ويبدو أن السفارات الأجنبية لا تريد أن تكون عنصر قلق للعملية السياسية، بالتالي فهي تمارس أنشطة شعبية وتقترب من التجمعات المدنية والمنظمات وتقدّم القليل من الدعم المالي لتنفيذ مشاريع”.

ومن هذه المشاريع “ما يتعلق بحرية الرأي والتعبير، والديمقراطية، ودعم الفئات الضعيفة، ومنهم ذوو الاحتياجات الخاصة”.

تهرّب من الملفات الشائكة

من جهته وصف الناشط السياسي علي الحجيمي، أنشطة السفراء الأجانب في بغداد بأنها “تهرّب من التعمق في ملفات عراقية شائكة”، معتبراً أن هذه الأنشطة “محاولة لإضفاء شرعية على العملية السياسية ورسائل مريحة للحكومات العراقية.

وأضاف أن كثيراً من السفراء في العراق، يظهر أنهم “يعيشون وكأنهم في سفرة مدرسية، إذ يتبادلون الزيارات وباقات الورد مع المسؤولين وزعماء الأحزاب، ثم يزورون الأسواق والمطاعم، بينما حقيقة الأوضاع من فقر وسوء خدمات وتراجع الحريات، لا يتم التطرق لها من قبلهم”.

وبرأي الحجيمي فإن “هذا الأسلوب يمثل حالة تماهي للسفراء مع السلطة الموجودة، ناهيك عن وجود أحاديث غير مؤكدة عن علاقات اقتصادية وتبادل منافع شخصية لبعض السفراء مع مسؤولين عراقيين”.

أما الصحافي العراقي عمر عبد اللطيف، فقد لفت إلى أن “أنشطة أغلب السفارات لا تتعدى كونها أنشطة اجتماعية، وهي غالباً من سفارات بلدان جارة وصديقة للعراق، لخلق حالة انعكاس لما يشهده العراقيون وأفراحهم”.

وأوضح أنه “لذلك، نجد أن سفراء مثل السفير التركي (علي رضا كوناي) يشارك الناس في المطاعم والملاعب والتجوال في الشوارع القديمة”، مضيفاً أن “العراق بلد مكشوف للعالم من خلال نشر الكتب السرية (إفشاء أسرار الدولة)، وبالتالي لا يوجد ما تسعى السفارات للوصول إليه”.

وأكمل عبد اللطيف، أن “السفارات الأجنبية في العراق، ترفع التقارير السياسية والأمنية والاقتصادية عن وضع العراق للبلدان، لكنها لا تعدو كونها وصف لحالة البلاد”.

وتابع: “نحن (المسؤولون العراقيون) حين نلتقي بالسفراء الأجانب فإنهم دائماً يتجنبون الحديث عن أي مواضيع سياسية، ويمكن القول إنه عدا السفارات الكبيرة في البلاد مثل الأميركية والإيرانية، لا توجد أي سفارة أجنبية تتدخل في الشأن السياسي العراقي”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − 14 =

زر الذهاب إلى الأعلى