كيف تتبعت الحسابات الأمنية زاهدي من إيران حتى لحظة اغتياله؟

ربما كان محمد رضا زاهدي هو الهدف الذي كان الكيان الصهيوني يبحث عنه في الهجوم الجوي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.

ميدل ايست نيوز: ربما كان محمد رضا زاهدي، أحد كبار قادة فيلق القدس، هو الهدف الذي كان الکیان الصهیوني يبحث عنه في الهجوم الجوي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق. الهجوم الذي نفذته عصر الاثنين، مقاتلة إسرائيلية من طراز إف 35 من هضبة الجولان بـ 6 صواريخ من مسافة حوالي 70 كيلومترًا.

وحسب تقرير لموقع “فراز” الإيراني، راح ضحية هذا الهجوم سبعة عناصر من الحرس الثوري الإيراني، وبحسب بيان الحرس الثوري، فإن “اثنين من كبار القادة و5 من ضباط فيلق القدس كانوا من بين شهداء هذا الهجوم”.

وكان زاهدي من أبرز الشخصيات التي اغتيلت في هذا الهجوم، فضلا عن نائبه أيضا محمد هادي حاجي رحيمي، حيث تواجدا برفقة عدة قيادات أخرى في نفس الزمان والمكان. وهو حدث تكرر منذ أقل من ثلاثة أشهر، حيث قامت الطائرات الإسرائيلية في أواسط يناير المنصرم بالهجوم على منزل سكني في أحد أحياء دمشق، واستهدفت قيادي استخباراتي في فيلق القدس ونائبه.

وفي ديسمبر 2023، أي قبل حوالي 4 أشهر، نشر حساب أمني إسرائيلي على منصة إكس (تويتر سابقا)، يدعى “اينتل تايمر”، بعض المعلومات حول قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وبحسب هذا الحساب، فإن زاهدي هو أهم قائد لفيلق القدس في سوريا ولبنان. وذكر الحساب المزعوم أن القيادي الإيراني يقيم في بيروت ويعرف بـ “حسن مهدوي” وهو مسؤول عن “وحدة القوات 2000” ومكتب المساعدات للبنان في دمشق (2250).

وجاء في نص تلك التغريدة أن زاهدي كان قائد “سيد رضي موسوي” الذي قتل في الغارة السابقة على دمشق. كما نشر هذا الحساب صورتين له، والتي كانت أيضا تحتوي على أشخاص آخرين. ويظهر وجه زاهدي في إحدى تلك الصور بطريقة غير واضحة خلف “الجنرال قاسم سليماني”، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والآخرى بجوار إسماعيل قاآني، القائد الحالي لفيلق القدس.

وفي تغريدة أخرى، نشر هذا الحساب الإسرائيلي صورة للمرشد الأعلى وهو يؤدي صلاة الجنازة على جثمان سيد رضي موسوي في نفس يوم مراسم التشييع، حيث كان “زاهدي” يقف في الصف الرابع ورأسه إلى الأسفل. وزعم صاحب الحساب أن “زاهدي يبذل قصارى جهده كي لا يعرف أنه متواجد الآن في طهران”.

وغداة الهجوم الإسرائيلي عصر الاثنين، كان هذا الحساب أول من نشر خبر اغتيال زاهدي، لتأكده بعدها مصادر إيرانية “لكن بعد فترة طويلة نسبيا”.

وبالتزامن مع المحتوى الذي نشره هذا الحساب على منصة إكس، تطرقت القناة التليفزيونية الإسرائيلية 14 أيضًا في تقرير لها إلى الحديث عن دور عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني في المنطقة. وورد في هذا التقرير أسماء محمد رضا زاهدي، وعبد الرضا مسكران، ومحمد سعيد إيزدي، وعبد الرضا شهلائي، كما ظهرت وجوه بعضهم أيضا.

لذلك، يمكن القول أنه لعدة أشهر والإشارات حول الخطر المداهم لهذه الشخصيات قد ظهرت أمام العيان. والمثير في الموضوع أن القيادي زاهدي كان في مدينة مشهد يزور الإمام الرضا قبل أقل من 24 ساعة من الاغتيال، أي قبل ليلة فقط من الهجوم، ما يعني أن عملاء المخابرات الإسرائيلية كانوا يراقبون هذا القيادي عن كسب حتى لحظة استهدافه.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى