الرد آت.. سيناريوهات الردّ الإيراني على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق

تترقب الأنظار ما إذا كانت طهران، التي تملك تسعة صواريخ إيرانية يصل مداها إلى الكيان الصهيوني، ستردّ، سواء بضربة صاروخية مباشرة أو عبر حلفاء إيران في المنطقة، أو عبر استهداف مصالح الاحتلال الإسرائيلي خارجًا.

يدل ايست نيوز: وسط حالة تأهب قصوى وتهديدات إيرانية متصاعدة بالرد على الهجوم الصهيوني الاثنين الماضي، الذي استهدف المبنى القنصلي للسفارة الإيرانية في دمشق، تترقب الأنظار ما إذا كانت طهران، التي تملك تسعة صواريخ إيرانية يصل مداها إلى الكيان الصهيوني، ستردّ، سواء بضربة صاروخية مباشرة أو عبر حلفاء إيران في المنطقة، أو عبر استهداف مصالح الاحتلال خارجًا.

وأدى الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق إلى مقتل سبعة جنرالات وضابط لها. ولا تزال السلطات السياسية والعسكرية الإيرانية على سمفونية “الرد الباعث على الندم”، من دون أن تحدد بعد طبيعة هذا الرد. وترجح أوساط إعلامية وسياسية قريبة من صناع القرار الإيراني وتقارير غربية أن يكون الرد مباشرا.

ويرى أستاذ الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية في جامعة طهران هادي برهاني أن الهجوم الصهيوني على مبنى السفارة الإيرانية في دمشق “وضع صناع القرار الإيراني أمام وضع غير مسبوق”، مشيرا إلى أن “ثمة إجماعا واسعا داخل إيران على الرد على الهجوم بشكل حازم، إذ إنه ضروري لوضع حد للكيان الصهيوني وخلق حالة ردع” أمام هجماتها.

ويضيف برهاني أن الهجوم الإسرائيلي على المبنى القنصلي الإيراني أظهر أن ردود إيران السابقة على هجمات الكيان الصهيوني “لم تترك تأثيرا يذكر، الأمر الذي دفعها إلى أن تصبح أكثر جرأة في المضي قدما في الهجمات”.

ويلفت برهاني إلى أن “ثمة قناعة بأن استمرار هذا الطريق لم يعد منطقيا، وأنه يجب الرد على الكيان الصهيوني على نحو مؤلم ومكلف جدا”، قائلا إن المعطيات تشير إلى أن إيران هذه المرة لا تريد “ردا عاديا وسريعا”.

وتبحث إيران، وفق المحلل السياسي برهاني، “جميع الطرق والأساليب لتحقيق الرد المطلوب من خلال اختيار هدف دقيق واستهدافه بشكل مؤلم”.

وفيما يرى مراقبون أنه كلما طال أمد عدم الرد قلت فرص رد مؤلم ويكون قد انتهى “الوقت الذهبي” للرد، يقول برهاني إن ذلك “سيزيد من الأثمان النفسية والأمنية والاقتصادية للكيان في ظل حالة التأهب القصوى التي تعيشها”.

ويشكل الردّ المباشر إن حصل اختبارا للأسلحة الإيرانية الصاروخية ومدى نجاحها في تخطي أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي. ويعزو البعض أحد أسباب عدم الردّ الإيراني، أقله حتى اللحظة، إلى وجود مخاوف من إسقاط صواريخها من دون أن تصل إلى الأهداف، وبالتالي يكشف ذلك عن نقاط ضعف محتملة في الأسلحة الإيرانية، ما من شأنه أن يضرّ بمصداقيتها ويجرّأ الاحتلال الإسرائيلي على المزيد من الهجمات.

لكن المحلل الإيراني هادي برهاني ينفي، وجود سبب كهذا وراء التأخر، مستعرضا هجمات صاروخية إيرانية استهدفت مواقع داخل العراق وسورية في السنوات الأخيرة. ويقول إن هذه الصواريخ أصابت أهدافها “بدقة”. وعليه، يضيف الخبير الإيراني أن هذه الحوادث تؤكد صحة التصريحات الإيرانية بأن صواريخها تصل إلى الكيان الصهيوني وأنها تتمتع بقدرة توجيه وإصابة دقيقتين.

مع ذلك، لا يخفي برهاني أن الاحتلال الإسرائيلي أيضا يملك “قدرة دفاع جوي جادة ولديه تجربة في التصدي للهجمات الصاروخية”، مشيرا إلى أن تجاوز الصواريخ الإيرانية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية “بحاجة إلى تخطيط عملياتي دقيق ومعقد مع توظيف نقاط ضعف هذه الأنظمة”.

من جهته، يرى الخبير العسكري الإيراني مرتضى موسوي أن الردّ الإيراني “آت لا محالة”، قائلا إنه حسب معلوماته، على الأغلب سيحدث الرد من خلال إطلاق هجمات مركبة تستخدم فيها الصواريخ بشكل مكثف على عدة مراحل؛ من ثلاث إلى خمس، وإطلاق عدة مسيرات. ويلفت إلى أن الهجمات الإيرانية ترافقها عمليات سيبرانية في إطار الحرب الإلكترونية، قائلا إنه يتوقع أن تستخدم القوات العسكرية الإيرانية معدات وتكتيكات لم تستخدمها من قبل.

ويؤكد أنه “حسب ما هو مخطط، فإن جميع جبهات محور المقاومة في العراق وسورية ولبنان واليمن ستدخل على الخط إذا ما قرر الكيان الصهيوني الرد على الهجمات الإيرانية”، مشيرا إلى أن بلاده أسمعت الولايات المتحدة الأميركية “رسالة قاسية” بهذا الخصوص، وحذرتها من وقوع مواجهة شاملة في المنطقة إذا ما تدخلت إلى جانب الكيان.

9 صواريخ إيرانية يصل مداها إلى الكيان الصهيوني

صواريخ إيرانية تصل إلى الكيان الصهيوني

وعن أهم الصواريخ الإيرانية التي يمكنها الوصول إلى الكيان الصهيوني واستهدافها، يشير موسوي إلى عدة صواريخ يمكنها قطع مسافة تتراوح بين 1400 وأكثر من ألفي كيلومتر، بينما تبلغ المسافة بين تل أبيب وأقرب قاعدة صاروخية إيرانية نحو 1100 كليومتر.

يضيف الخبير الإيراني أن الصناعة الصاروخية الإيرانية “تعد أهم ركيزة في العقيدة الدفاعية الإيرانية”، لافتا إلى أن المصانع العسكرية الإيرانية أنتجت خلال السنوات الأخيرة “جيلا جيدا أكثر تقدما من الصواريخ، بعضها أنتج خصيصا لاستهداف أهداف في الأراضي المحتلة”. ويشير موسوي إلى أن هناك تسعة صواريخ باليستية وكروز على الأقل يمكنها الوصول إلى الكيان الصهيوني وضرب أهداف فيها وهي:

صاروخ “سجيل”

الصاروخ الأول، حسب الخبير الإيراني، هو “سجيل” الباليستي أرض أرض بعيد المدى، الذي يبلغ مداه من ألفين إلى ألفين و500 كيلومتر. يبلغ طول الصاروخ 57.17 مترا وقطره 1.25 متر ووزنه 23 طنا.

ويحمل “سجيل” رأسا حربيا بوزن أكثر من 500 كيلوغرام وسرعته من 12 إلى 14 ماخاً (كل ماخ يعادل 1225 كيلومترا في الساعة). “سجيل” من إنتاج صناعات الجوفضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني، وأزيح عنه الستار عام 2009. ويقول موسوي إن الصاروخ يقطع المسافة بين منشأة نطنز النووية في أصفهان وسط البلاد وتل أبيب في 7 دقائق.

صاروخ “خرمشهر 4”

أما الصاروخ الثاني، فهو “خرمشهر 4” أو ما يعرف أيضا باسم “خيبر” من فئة الصواريخ أرض أرض، يصل مداه إلى ألفي كيلومتر، وهو بطول 13 مترا وقطر 1.5 متر ووزن 30 طنا.

يحمل الصاروخ رأسا حربيا بوزن 1500 كيلوغرام وسرعته خارج الجو تفوق 16 ماخاً وداخل الجو 8 ماخات، وفق موسوي. و”خرمشهر 4″ من إنتاج وزارة الدفاع الإيرانية، وأزاح وزير الدفاع محمد رضا آشيتاني الستار عنه في 25 مايو/أيار 2023.

صاروخ “الحاج قاسم”

والصاروخ الثالث هو “الحاج قاسم” الذي يبلغ مداه 1400 كيلومتر بطول 11 مترا وقطر 85 إلى 95 سنتيمترا وسرعته تبلغ 5 ماخات. يقول الخبير العسكري الإيراني موسوي إن رأس الصاروخ يحمل متفجرات بوزن 500 كيلوغرام.

ويضيف موسوي أن هذا الصاروخ الذي دخل الخدمة اعتبارا من سبتمبر/أيلول 2023 يعد أول صاروخ باليستي إيراني تكتيكي يعمل بالوقود الصلب، وهو من الصواريخ الباليستية الإيرانية الأكثر تطورا وأنتج خصيصا لضرب الأهداف داخل الأراضي المحتلة.

يشير إلى أن الصاروخ جاء مكان صاروخ “دزفول” الذي يبلغ مداه ألف كيلومتر وكان يمكن أن يطلق من الحدود الإيرانية لاستهداف أهداف على حدود الأراضي المحتلة، لكن صاروخ “الحاج قاسم” يطلق من وسط البلاد وهذا يقلل من رصده ويمنحه ميزة استهداف أهداف وسط الكيان الصهيوني.

صاروخ “خيبر شكن”

الصاروخ الإيراني الرابع هو “خيبر شكن” (كاسر خيبر) بمدى 1450 كيلومترا وطول 5.10 أمتار وقطر 800 ملم ووزن 4500 كيلوغرام. ويحمل الصاروخ رأسا حربيا بوزن 500 كيلوغرام، فضلا عن أن سرعته تصل إلى أكثر من 5 آلاف كيلومتر في الساعة، وفق موسوي. وأنتجت صناعات الجوفضاء للحرس الثوري الإيراني هذا الصاروخ، وأزاحت الستار عنه في 11 فبراير/شباط 2022.

صاروخ “باوه”

الصاروخ الإيراني الخامس الذي يصل إلى الكيان الصهيوني هو “باوه” المجنح من نوع كروز وليس باليستيا، وهو أحدث صاروخ كروز إيراني، يبلغ مداه ألفاً و650 كيلومترا، حسب موسوي. ويضيف أن الصاروخ قادر على المناورة خارج الغلاف الجوي والتحرك في مختلف الاتجاهات، مشيرا إلى أن محرك الصاروخ يبدأ بالعمل عند اقترابه من الهدف مسافة 300 أو 400 أو 500 كيلومتر، ويبدأ بالمناورة.

وأزاح السلاح الجوي للحرس الثوري الإيراني الستار عن هذا الصاروخ في الأول من مارس/آذار 2023. ويؤكد الخبير الإيراني أن الحرس الثوري زاد من مديات صواريخ كروز الإيرانية بنسبة 22 في المائة بإنتاج صاروخ “باوه”.

صاروخ “فتاح 2”

أما الصاروخ السادس فهو “فتاح 2” الفرط صوتي، الذي يبلغ مداه أكثر من 1400 كيلومتر وطوله 12 مترا وقُطر جزئه الأول 80 سنتيمترا وجزئه الثاني 50 سنتيمترا. له رأس حربي يزن 500 كيلوغرام وتبلغ سرعته أكثر من 5 آلاف كيلومتر في الساعة.

ويشير الخبير العسكري موسوي إلى إن هذا الصاروخ الفرط صوتي أو هايبر سونيك قادر على تخطي مختلف أنظمة الدفاع الجوي، فضلا عن قدرته على استهداف تلك الأنظمة. وكشف الحرس الثوري الإيراني في 6 يونيو/حزيران 2023 عن هذا الصاروخ.

صاروخ “قدر”

أما الصاروخ الإيراني السابع بعيد المدى الذي يمكنه استهداف الكيان الصهيوني، حسب موسوي، فهو صاروخ “قدر” أرض – أرض الباليستي، الذي يبلغ مداه 2000 كيلومتر. ويرى موسوي أن هذا الصاروخ يعد نسخة متطورة من صاروخ شهاب 3 الإيراني، ويبلغ طوله 15.86 مترا، وقطره 1.25 متر ويزن رأسه الحربي 700 إلى ألف كيلوغرام. وتبلغ سرعة الصاروخ نحو 9 ماخات.

ويشير إلى أن “قدر” يعمل بالوقود السائل في المرحلة الأولى، والوقود الصلب في المرحلة الثانية، قائلا إنه قادر على التخفي عن الرادارات ويمكن إطلاقه من منصات متحركة.

صاروخ “عماد”

والصاروخ الثامن هو “عماد” الذي يصل مداه إلى 1700 كلم، وطوله إلى 5.15 أمتار وقطره 2.18 متر. يضيف موسوي أن وزن الصاروخ يصل إلى 1750 كيلوغراما، مشيرا إلى أنه صاروخ باليستي أرض أرض والنموذج المتطور من صاروخ قدر.

ويؤكد أن الصاروخ يتمتع بقدرات توجيه وتحكم عالية منذ إطلاقه ويمكنه إصابة الهدف بدقة، لافتا إلى أن “عماد” من صنع وزارة الدفاع الإيرانية التي كشفت عنه في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2015.

صاروخ “شهاب 3”

الصاروخ التاسع والأخير هو “شهاب 3″، صاروخ أرض أرض، يبلغ مداه أكثر من ألفي كيلومتر وهو النسخة المتطورة من شهاب 1 و2. يبلغ طول الصاروخ 16 مترا وقطره 1.2 متر ووزنه 1780 كيلوغراما. يقول موسوي إن هذا الصاروخ يمكنه حمل رأس حربي بوزن نحو ألف كيلوغرام، مشيرا إلى أنه يتمتع بسرعة فائقة ودقة عالية.

وكشفت وزارة الدفاع الإيرانية خلال يوليو/تموز 2003 عن هذا الصاروخ.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − ستة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى