من الصحافة الإيرانية: ما هي أفضل خيارات إيران في الرد على هجوم دمشق؟
قال قيادي سابق في الحرس الثوري إن أفضل رد على الهجوم الصهيوني على القنصلية الإيرانية هو إبقاء الجيش الصهيوني في حالة تأهب.
ميدل ايست نيوز: قال محلل إيراني في الشؤون السياسية والدولية إن أفضل رد على الهجوم الصهيوني على القنصلية الإيرانية هو إبقاء الجيش الصهيوني في حالة تأهب وإرهاق الجنود الصهاينة عقليا وجسديا.
غداة الهجوم الصاروخي الصهيوني على مبنى القنصلية الإيرانية في سوريا واستشهاد المستشارين العسكريين الإيرانيين، يكرر المتشددون في إيران المطالبة بالانتقام الفوري من مختلف المنابر، في المقابل، يشدد بعض المسؤولين والسياسيين والمحللين على “الصبر الاستراتيجي” والرد بحكمة وذكاء وحذر.
في هذا الصدد، يقول حسين علائي، القائد السابق للبحرية في الحرس الثوري الإيراني، في حديث لوكالة خبرآنلاين: إن أفضل رد على أي نوع من الجرائم الصهيونية، بما في ذلك الهجوم الذي شنه الكيان الصهيوني على قنصلية الجمهورية الإسلامية في دمشق واستشهاد القادة الإيرانيين، هو الرد الفوري والمناسب على جرائم القتل هذه. وبالطبع إن مثل هذا الرد يكون ممكنا عندما تكون إيران قد أعدت نفسها بالفعل من كافة النواحي ومن مختلف الأبعاد السياسية والعسكرية والدعائية.
وأضاف: إن الرد الإيراني الفوري على عملية الاغتيال الصهيونية يكون فعالا ومؤثرا عندما يكون خاتمة للعمليات الصهيونية التي تستهدف قادة الحرس الثوري الإيراني ومجاهدي المقاومة. ولكن إذا لم يكن هناك يقين من التوصل إلى مثل هذه النتيجة، فإن أفضل رد على الاغتيالات الصهيونية هو انتظار بقاء حكومة نتنياهو وإبقاء الجيش الصهيوني في حالة تأهب وإرهاق الجنود الصهاينة عقليا وجسديا.
وبحسب علائي، بهذه الطريقة، تتاح لإيران الفرصة للتخطيط لعملية ذكية ورادعة وتنفيذها في الوقت المناسب وضد أهداف معينة.
يكمل هذا المحلل: بالتالي، ليست هناك حاجة لإحداث ضجيج أو تصريح صحفي أو خطب دعائية أو إبراز موقف أو تحذير. فعندما يتم تنفيذ العملية، فإن الشعب والكيان الصهيوني سيفهمان أنه لن تمر أي جريمة دون رد مناسب. ولذلك فمن الأفضل عدم زرع فكرة الرد الفوري في أذهان الرأي العام.
وردا على التكهنات بأن روسيا والكيان الصهيوني تحاولان توسيع نطاق الحرب إلى إيران من أجل صرف انتباه المجتمع الدولي عن الحرب في أوكرانيا وغزة، قال: لطالما كانت علاقات روسيا مع الكيان الصهيوني جيدة على الدوام، حيث أنها لم تدافع قط عن الأراضي السورية ضد الهجمات الصهيونية. لكن عدم مبالة الدفاعات الجوية الروسية بالهجمات الجوية الصهيونية على أهداف لبنانية وإيرانية في سوريا هو أمر يلفه الغموض. وقد يكون من غير المناسب أن تناقش وزارة الخارجية الإيرانية هذه القضية مع روسيا.
وتابع: على أي حال، فقد أفضت الحرب الصهيونية على أهل غزة لصالح روسيا في ظل حربها على أوكرانيا. فالأسلحة والمساعدات المالية التي قدمتها أمريكا وأوروبا للكيان الصهيوني لنشر الإبادة الجماعية في قطاع غزة قللت من حساسية الحكومات الغربية تجاه الأحداث في أوكرانيا وجعلتها تدعم جرائم القتل الصهيونية بشكل أكبر.
وعن مدى جدية نشوب حرب في المنطقة، قال علائي: إن السياسة الأساسية للجمهورية الإسلامية هي تجنب الحرب، سواء مع الكيان الصهيوني أو أمريكا. لكن الكيان الصهيوني تسعى إلى تصعيد التوترات مع إيران منذ سنوات. بطبيعة الحال، ترى إيران أن أزمة الشرق الأوسط لن تحل دون تشكيل دولة فلسطينية في جميع الأراضي المحتلة منتخبة من قبل جميع أبناء الشعب الفلسطيني، بما في ذلك المقيمين واللاجئين، ولن يتحقق السلام والهدوء في المنطقة ما لم يتم ذلك. لكن بما أن الكيان الصهيوني يرى أن وجوده في خطر في ظل المشروع الإيراني للرأي العام، فهو يرى الحل الوحيد في توسيع الحرب.
وأكمل: لهذا السبب، كان الكيان الصهيوني ينفذ هجمات إلكترونية على المنشآت النووية الإيرانية لسنوات، وتخريب الصناعات النووية الإيرانية، واغتيال علماء إيران النوويين والمختصين في الصواريخ والطائرات المسيرة، وبمساعدة أمريكا، حاولت أيضا اغتيال قادة ميدانيين إيرانيين.