مشروع داب التركي يقلل من حصة إيران المائية بـ30%

صرح عضو لجنة الطاقة في غرفة إيران التجارية أن استكمال تركيا لمشروع داب سيقلل من حصة إيران من الموارد المائية في حوض نهر اراس.

ميدل ايست نيوز: صرح عضو لجنة الطاقة في غرفة إيران التجارية أن استكمال تركيا لمشروع داب سيقلل من حصة إيران من الموارد المائية في حوض نهر اراس بنسبة 25-30% وسيخلق مشاكل خطيرة في إمدادات مياه الشرب والزراعة في مناطق المصب.

وخلال مقابلة مع وكالة إيلنا، قال فرشيد شكرخدايي، في تقييم بناء سد تركيا على نهر اراس: من بين الدول المجاورة لإيران، تتمتع تركيا بأعلى كمية من الأمطار بمعدل 593 ملم من الأمطار السنوية وتركمانستان لديها أقل كمية من الأمطار السنوية بمعدل 161 ملم. مع ذلك، فإن لدى الفرد من موارد المياه المتجددة في تركمانستان أكبر حصة مياه تقدر بـ 4302 متر مكعب سنويا، وباكستان لديها أقل كمية تبلغ 1253.

وواصل الحديث حول نهر اراس: تشترك إيران وأذربيجان وأرمينيا وتركيا في حوض كورا-اراس مع بعضها البعض، ويعتبر هذا النهر الحدودي الجزء الرئيسي المشترك بين هذين البلدين. يقع 31% من مساحة هذا الحوض في أذربيجان، و23% في إيران، و16% في جورجيا، و16% في أرمينيا، و14% في تركيا، يتدفق في هذا الحوض نهران رئيسيان، كورا واراس، ويصبان في بحر قزوين بعد مرورهما بأذربيجان.

وأضاف: تم اختيار هذا النهر ليكون الحدود بين إيران والإمبراطورية الروسية عام 1828 بعد معاهدة تركمانشاي، وتم فصل جميع المناطق الواقعة شمال هذا النهر عن إيران وإضافتها إلى أراضي روسيا. وفي وقت لاحق، قامت إيران والاتحاد السوفيتي ببناء سد في منطقة “بُل دشت” يسمى سد اراس بالتعاون مع بعضهما البعض. ثم تم بناء سد “خداآفرين” و”قيزقعله سي” بالتعاون مع أذربيجان على نهر اراس. كما تم بناء خمسة جسور على اراس حتى الآن.

وقال عضو لجنة الطاقة في غرفة إيران التجارية: أدت التدخلات البشرية في نهري كورا واراس إلى انخفاض كمية المياه الداخلة إلى بحر قزوين بنسبة 40% و27% على التوالي. وكان أساس تحديد الحدود في نهر اراس هو معاهدة تركمانشاي عام 1828 وبروتوكول عام 1829.

وأشار إلى نتائج وعواقب بناء السدود على “اراس” بالنسبة لإيران، وقال: سيؤدي استكمال تركيا لمشروع داب من تقليل حصة إيران من الموارد المائية في حوض اراس بنسبة 25-30%، مما يهدد مسألة تحصيل حقوق المياء التاريخية والقانونية والعرفية لأراضي نهر اراس، سواء في إيران أو في اذربيجان. ويمكن أن تخلق هذه المشكلة تحديات خطيرة في المنطقة خلال فترة استهلاك السدود للمياه.

وأكد شكرخدايي أن تقليص الحقوق المائية من حوض نهر اراس، بالإضافة إلى التأثير على مياه الشرب، سيقلل أيضًا من خصوبة الأراضي الزراعية في إيران والدول الأخرى الواقعة أسفل هذا الحوض، وأوضح: بالإضافة إلى ذلك، فإنه يشكل تهديدًا للأمن الغذائي للبلاد، وسيكون تشكيل ظاهرة الهجرة من بين التحديات المتوقعة في هذا الحوض، والتي ستؤثر على ثلاث محافظات على الأقل، أردبيل وأذربيجان الشرقية والغربية وشرق وغرب أذربيجان.

وأكمل: بالإضافة إلى انخفاض التدفق السنوي لهذا النهر يمكن أن يؤدي إلى زيادة تركيز الملوثات في النهر وجفاف الأراضي المحيطة به وخلق عواصف ترابية، مما يترك العديد من الأراضي الزراعية مهملة مثل الزراعة والصناعات في المنطقة بسبب محدودية المياه، وانخفاض مصادر إمدادات مياه الشرب للمجمعات السكنية، وانخفاض الموارد المائية والمزيد من الضغط على المياه الجوفية، بالتالي، تتكثف الانخسافات الأرضية وتنخفض المياه الداخلة إلى بحر قزوين. ونتيجة لذلك، فإنه يؤدي إلى اضطراب في تكاثر الحياة المائية في بحر قزوين وغيرها، كما أن اجتماع هذه العوامل يمكن أن يؤدي إلى توترات اجتماعية وهجرات واسعة النطاق. وبطبيعة الحال، تنطبق هذه العواقب أيضا على البلدان المجاورة عند مصب حوض المياه هذا، بما في ذلك أذربيجان.

وتعد تركيا في طليعة الدول التي تهدد الأمن المائي للمنطقة بغطرستها وانتهاكها حقوق دول المصب عبر بناء العديد من السدود على الأنهار الحدودية.

ومع شروعها في مشروع “داب” في اراس ودجلة والفرات، بدأت تركيا حربا مائية مع الدول المجاورة واستخدمت المياه كأداة لممارسة السلطة في المنطقة.

وظهرت الآثار الكارثية لبناء هذه السدود في حوضي دجلة والفرات في سوريا والعراق، لتستهدف سبل عيش المزارعين والصيادين، وتسهم في زيادة العواصف الترابية والتصحر وتهدد صحة وسلامة الشعوب وتفاقم من أمراض العيون والجهاز التنفسي وما إلى ذلك، فيما لم تواجه الخطوات التركية هذه إلى الآن ردات فعل ومواقف جادة من قبل الحكومات في سوريا والعراق.

وصلت مدخلات مياه “اراس”، وهو نهر إيراني تركي مشترك، للأراضي الإيرانية إلى 2.7 مليار متر مكعب في الوقت الحالي، بعد أن كانت تتجاوز الـ 80 مليار متر مكعب عام 2000، علماً أن تلك الكميات لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات إيران.

وبعد أن قامت تركيا مؤخراً بتخزين أكثر من 500 مليار متر مكعب من المياه في خزانات بلادها، اعتبر مراقبون هذا الكم الهائل من التخزين الموجّه بمثابة إعلان حرب مياه على دول المنطقة.

إقرأ أكثر

“أخطر من الحروب العثمانية”.. السدود التركية تنذر بإنقراض مائي لمناطق واسعة في إيران

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى