هل مللت من الأماكن المزدحمة؟ إليك وجهات “بِكر” في قلب طبيعة إيران لم يزرها أحد

ميدل ايست نيوز: تزخر إيران بالمناطق السياحية في مختلف بقاعها، من قشم جنوبا إلى أصفهان ثم بحيرة أرومية وصولا إلى بحر قزوين والغابات والقرى القديمة شمالا.

يتداول نشطاء ومصورون العديد من الصور واللقطات على مواقع التواصل لهذه المناطق لكنها تكاد تنفجر من شدة الازدحام وحشود السياح التي تأتي من كل حدب وصوب خلال أيام العطلة، وهو أمر قد لا يتيح لنا الشعور بالهدوء والراحة والاستمتاع بالوقت كما خططنا.

لكن، هل يعلم القارئ أن في هذه البلاد القديمة أماكن “بكر” لم يمسسها إلا عدد قليل من الناس، بل تكاد تخلو من طوابير السياح وحشود المسافرين بشكل شبه كامل؟ أماكن ربما لم يتم نشر حتى صورة واحدة لها على الإنترنت وقليل من الإيرانيين أو من زار إيران يعرف أنها موجودة.

السياحة في أكثر النقاط بِكرا في مازندران

تنتشر المناطق البكر في جميع أنحاء إيران وتنتظر المسافرين والرحالة لاستكشافها. بعض هذه المعالم البكر والفريدة من نوعها تقع في المدن الشمالية وتستتر بالكثافة التي تشكلها الغابات في هذه المنطقة. حيث ينصح لمن يقبلون على التوجه لهذه المناطق استئجار منزل في إحدى المناطق القريبة وتخصيص يوم واحد لرؤية هذه الأماكن.

في بداية مسارنا، نقترح عليك زيارة برج “رسكِت” أحد العجائب التاريخية لمحافظة مازندران، فقد بني هذا البرج على سفح جبل شديد الانحدار ويعتبر من المباني التاريخية القيمة في إيران بسبب هندسته المعمارية الاستثنائية. يبلغ ارتفاع برج رسكِت التاريخي حوالي 18 متراً، وبحسب المؤرخين يعود تاريخه إلى القرن الخامس والحقبة الساسانية.

وفي الجزء السفلي من قبة هذا البرج يمكن رؤية نقوش عليها كتابات بالخط الكوفي والساساني البهلوي. وقد قام العديد من الخطاطين والمؤرخين بترجمة هذه الكتابات إلى اللغة العربية كأدعية وسور. وكما ورد في الكتب التاريخية فإن القدماء استخدموا هذا البرج كمكان لدفن أحد الملوك القدماء.

حسنا، ماذا عن الموقع؟ يقع هذا البرج القديم والمجهول على بعد 40 كيلومتراً جنوب غرب مدينة “ساري” قضاء دودانجه قرية رسكِت ويمكن زيارته في جميع ساعات النهار.

كردان: قرية قديمة قدم التاريخ

قد يتساءل الكثيرون عن سبب تطرقنا إلى اسم كردان، فهي وجهة غير شهيرة ومجهولة بالنسبة للسائح الأجنبي بل وتعرف من الأماكن البكر في إيران لندرة عدد زوارها. تعتبر هذه القرية من المناطق السياحية القريبة من العاصمة وقبلة لكل محب للطبيعة سواء في الربيع أم في الصيف، إذ يكفي هناك أن تبحث عن مكان تقيم فيه وتسترخي وسط غاباتها العذراء ذات الطقس المثالي.

يوجد في كردان بعض الأثار التاريخية القديمة جدا التي لم يطأها إلا عدد قليل من السواح. على سبيل المثال جسر “بانوا صحرا” (سيدة الصحراء) الذي يقع على بعد كيلومترين من قرية كردان ويعتبر من الآثار القديمة المجهولة.

وعلى الرغم من أن هذا الجسر قد تم بناؤه من قبل مهندسي العصر الصفوي، إلا أنه كان صالحًا للاستخدام حتى عام 1974 وكان الإيرانيون في ذلك الوقت يستخدمونه لعبور نهر كردان. وفي الوقت الحالي، تدمر الجزء الرئيسي من هذا الجسر بسبب إهماله من قبل الجهات المعنية، ولم يتبق منه سوى أساسين يمكن رؤيتهما من خلال الهندسة المعمارية المبنية من الطوب.

إلى جانب ذلك الصرح التاريخي، ثمة أثر قديم آخر يعرف ببرج “المقبرة”. وهو مبنى مذهل ذو هندسة معمارية فريدة من نوعه، وكان بحسب سكان المنطقة مكان دفن أحفاد الإمام زين العابدين بن علي. يقع هذا البرج الأسطواني على بعد 800 متر من مدينة كردان.

كهف آويشو ماسال: أطول كهف في محافظة جيلان

أحد أكثر الأماكن الطبيعية غير المعروفة في إيران هو كهف آويشو. كهف مثير ومفعم بالأجواء الحماسية يصل عمقه إلى 740 مترا ويعرف بأنه أطول كهف في محافظة جيلان.

آويشو عبارة عن كهف من الحجر الجيري والماء حيث يمكن رؤية تدفق سبعة ينابيع من النهر. تعتبر الفوانيس والأشكال الحجرية من عوامل الجذب في هذا الكهف، والتي إما تتدلى من السقف على شكل أعمدة أو على الجدران والأرضية. ويصل عمر هذا الكهف إلى ملايين السنين، ويقول العديد من الجيولوجيين أن عمره حوالي 75 مليون سنة.

لم يتم التحقيق والاستكشاف الكامل لهذا الكهف بعد. في الواقع، لم يتمكن مستكشفو الكهوف ومتسلقو الجبال سوى استكشاف جزء صغير فقط من أعماق كهف آويشو والتنقل فيه. يعد هذا الكهف موطن للعديد من الحيوانات والحشرات المختلفة، وقد تصادفك بعض الخفافيش والحلزونات والبعوض وصرارة المساء أثناء التجوال فيه.

ويعد كهف آويشو وأحد المعالم الطبيعية في منطقة ماسال التي تقع على بعد 40 كيلومترًا جنوب غرب شاندرمن. يقوم العديد من الرحالة والسياح بحجز مكان للإقامة ثم يتجهون نحو هذا الكهف.

إقرأ أكثر

السياحة في إيران… ما هي المدن الإيرانية “الرخيصة للسفر” خلال فصل الصيف؟