من الصحافة الإيرانية: محاولات أذربيجانية لمصادرة الممتلكات الإيرانية في باكو

بينما تسعى طهران بكل قوتها لإعادة افتتاح سفارة أذربيجان وتطبيع العلاقات مع باكو، يبدو أن الأخيرة لا تزال تحاول إساءة استخدام سياسة الاسترضاء التي تنتهجها إيران.

ميدل ايست نيوز: بينما تسعى طهران بكل قوتها لإعادة افتتاح سفارة أذربيجان وتطبيع العلاقات مع باكو عقب هجوم فبراير 2022، يبدو أن الأخيرة لا تزال تحاول إساءة استخدام سياسة الاسترضاء التي تنتهجها إيران.

وفي آخر مستجد لسياسة علييف المناهضة لإيران، كشفت صحف إيرانية عن محاولة أذربيجان مصادرة ممتلكات الدولة الإيرانية في باكو، وأكدت أنه “منذ أكثر من عامين، بدأت حكومة أذربيجان باتخاذ إجراءات ملموسة ضد إيران، بسبب بعض الاعتبارات الخاطئة، حيث ترافقت هذه الخطوة مع صمت إخباري كامل في الأوساط الإيرانية”.

وتشمل هذه الإجراءات الاعتداء وتشميع ومصادرة عدد من الممتلكات الحكومية الإيرانية في باكو. وبهدف مصادرة الأراضي الإيرانية، أجرت باكو محاكمات صورية بذرائع واهية وخطط لمصادرة الممتلكات الإيرانية وتحويلها إلى لجنة العقارات الحكومية تحت إشراف وزارة الاقتصاد.

وكشفت صحيفة فرهيختكان أن عقارات الحكومة الإيرانية إما تم تشميعها بالكامل أو تم وضع قيود عليها، والتي تشمل ثمانية عقارات وتبلغ مساحتها عدة آلاف متر مربع، بما في ذلك المبنى التمثيلي للمرشد الأعلى، والمبنى التمثيلي للإذاعة والتلفزيون الإيرانية، ومباني جامعة المصطفى، والممتلكات السابقة لبنك ملي، والعقارات ذات العقد طويل الأمد للجنة الإغاثة، ومبنى المدرسة، والعقارات التابعة لشركة الاستشارات الثقافية الإيرانية.

وأكد مصدر مطلع، كان مشاركا في هذه المحاكم بجمهورية أذربيجان، في مقابلة مع صحيفة “شرق” صحة هذه الأخبار، ولفت إلى أن عملية مصادرة الممتلكات الإيرانية التي قامت بها المحاكم الأذربيجانية لا تقتصر على العامين الماضيين فحسب، فقط بل قبل تولي عباس موسوي (السفير السابق لإيران لدى جمهورية أذربيجان) مهام السفارة ورئاستها.

وأكد سعيد صفاري، هو الآخر، هذا الادعاء لصحيفة شرق، وقال إن عملية مصادرة الممتلكات الإيرانية في أذربيجان بدأت منذ سنوات عديدة. وذكر أن بعض مؤسسات إيران مثل المبنى التمثيلي للمرشد الأعلى في جمهورية أذربيجان مغلق الآن، والذي كان يترأسه حجة الإسلام والمسلمين سيد علي أكبر أجاج نجاد، فيما رفضت باكو تمديد تأشيرته.

وأشار صفاري إلى ممثل إذاعة وتلفزيون إيران في جمهورية أذربيجان ورفض باكو إصدار تأشيرة دخول له. كما سبق أن ضغطت أذربيجان لإغلاق لجنة إغاثة إيران في بلادها.

وبحسب هذا المحلل الكبير لقضايا القوقاز، فإن هناك مؤسسات أخرى مرتبطة بإيران، مثل الهلال الأحمر، ومبنى الشورى، وبنك ملي وغيرها، تتعرض الآن للضغوط، لكن لا تتوفر معلومات مفصلة عنهم.

ووصف صفاري قرار باكو بمصادرة ثمانية ممتلكات إيرانية والتي تعد جزء من التراب الإيراني بالصادم، وأوضح: سوف تتضرر صورة إيران بشكل خطير. بعد مرور عامين على هذه القضية، يجب تقديم التوضيحات اللازمة من قبل المؤسسات المعنية، نظرا لارتباط هذه الخطوة بالأمن والمصالح الوطنية وهي أمر خارج عن المنافسة السياسية والفئوية والحزبية والجماعية.

ورغم إلغاء إيران التأشيرات منذ عام 2011، إلا أن باكو لم تلغي التأشيرات للإيرانيين، بل أغلقت الحدود البرية للبلدين أمام مواطنيها بحجة كورونا. علما أنها ألغت تأشيرات الدخول لـ30 دولة، بما في ذلك ألبانيا التي تستضيف مقر منظمة مجاهدي خلق.

وبقراءة مرضية للبيئة السياسية الداخلية، يشير أحمد كاظمي (خبير سياسي) لصحيفة شرق، إلى الدور التخريبي لجماعات الضغط التابعة لجمهورية أذربيجان في البلاد، والتي تسعى إلى تنقية سياسات باكو التدميرية.

وشكك أحمد كاظمي في وجهة النظر القائلة بأن الهجوم المسلح على سفارة أذربيجان في طهران في فبراير 2022 تم بالتنسيق ما بين الأجهزة الأمنية في أذربيجان والكيان الصهيوني، لأن الهجوم على حد قوله، وقع عشية الوقت الذي حاولت فيه باكو فتح سفارتها في تل أبيب، عندما تم فجأة تنفيذ هذا الهجوم المسلح على سفارة جمهورية أذربيجان في طهران.

ويذكر كبير المعلقين على القضايا الأوراسية أنه لا ينبغي لإيران أن تنخرط في دبلوماسية الاسترضاء تجاه جمهورية أذربيجان؛ لأن دبلوماسية التسول، بحسب الكاظمي، تتعارض تماماً مع تصريحات المرشد الأعلى وتأكيده على الدبلوماسية المبنية على العزة والنفعية والحكمة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر + 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى