الألعاب الأولمبية: عندما يتخطى “الرياضيون الإيرانيون المهاجرون” عدد البعثة الإيرانية

ستنطلق فعاليات الألعاب الأولمبية في بارس بعد أقل من ثلاثة أشهر، لكن هناك مفاجأت لم تكن في الحساب ستواجه البعثة الإيرانية.

ميدل ايست نيوز: ستنطلق فعاليات الألعاب الأولمبية في بارس بعد أقل من ثلاثة أشهر، لكن هناك مفاجأت لم تكن في الحساب ستواجه البعثة الإيرانية.

وكتبت وكالة خبرآنلاين في تقرير لها، أن إيران سيكون لها بعثة صغيرة جدًا في باريس لا تملك أي فرصة للحصول على ذهبية. فعلى الرغم من أن المصارعة لا تزال الأمل الأول لبعثة إيران في هذه الألعاب، ولكن كما تنبأ اتحاد المصارعة الإيراني، لا ينبغي للمرء أن يكون لديه توقعات غير معقولة، فأكثر التحليلات تفاؤلا تتوقع حصولها على ميداليتين ذهبيتين لا أكثر.

ومع انعدام فرصة الحصول على ميدالية ذهبية، انخفض عدد الرياضيين المرسلين من إيران تحت عنوان بعثة إيران الأولمبية. لكن هل يعني هذا أننا لن نشاهد عددا كبيرا من الرياضيين الإيرايين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية في باريس؟

وبغض النظر عن الشخصيات الإيرانية البارزة التي ستشارك في هذه الألعاب الأولمبية “بأعلام الدول الأخرى”، مثل “كيميا علي زاده” التي ستخوض ألعابها بعلم بلغاريا أو سعيد ملائي الذي سيمثل أذربيجان، فإن فريق لاجئين اللجنة الأولمبية الدولية سيكون حاضرا أيضا، وسيلعب الإيرانيون فيه دوراً هاماً.

ظهر فريق اللاجئين لأكثر من مرة في الألعاب الأولمبية، وسيحضر في باريس بتشكيلة 36 رياضياً. لكن ما يثير الاهتمام في تشكيلة هذا الفريق، أن ما يقرب من نصف أعضاءه من الإيرانيين، أي 14 عضوا.

ووفي القائمة المعلنة لهذا الفريق، من المفترض أن تتولى “درسا ياوري وفا” فقرة كرة الريشة، والتي هاجرت إلى بريطانيا وستكون حاضرة في باريس برفقة فريق اللاجئين.

الرياضي الإيراني أوميد أحمدي صفا، مهاجر إيراني يعيش في ألمانيا، سيتنافس في فقرة الملاكمة في الأولمبيات العالمية بوزن 51 كجم.

أمير رضا نجاد هو إيراني آخر موجود في هذا الفريق. ومثل بعض الشخصيات الرياضية الإيرانية الأخرى التي هاجرت، اختار ألمانيا وسيشارك في سباق التجديف المتعرج.

سامان سلطاني، الذي هاجر إلى النمسا، سيكون حاضرا في فقرة الزورق وفي سباق السرعة في باريس. ومحمد رشنو نجاد هو أحد الشخصيات البارزة في الرياضة الإيرانية، فبعد هجرته إلى هولندا أصبح عضوًا في فريق اللاجئين ويتنافس في الجودو تحت 60 كجم.

محبوبة بربري جرفي، هي لاعبة جودو إيرانية أخرى من فريق اللاجئين، والتي ستشارك في باريس بوزن إيجابي 78 كجم. علما أنه لم يمض الكثير على هجرة محبوبة إلى ألمانيا.

وثمة أيضا مهدي بور نجاد ودينا بور يونس، الأول هاجر إلى ألمانيا والثانية إلى هولندا، وكلاهما سيكون حاضراً في فريق اللاجئين للتايكوندو. وبصرف النظر عن هذين الشخصين، فإن هادي تيران ولي بور موجود أيضًا في هذه الرياضة، قد هاجر منذ فترة إلى إيطاليا.

وفي قائمة هذا الفريق، يمكن رؤية أسماء اثنين من المصارعين الإيرانيين. الأولة هي إيمان مهدوي التي ستتنافس في المصارعة الحرة. وكانت قد هاجرت سابقاً إلى إيطاليا. وسيواجه جمال ولي زاده، القادم من فرنسا، المنافسين في ميدان المصارعة في وزن أقل من 60 كجم.

لم تنته القائمة بعد، فإيران لديها وجهان آخران في هذا الفريق لم يمض وقت طويل على هجرتهما. الأولة هي يكتا جمالي، لاعبة رفع أثقال شابة هاجرت إلى ألمانيا. والآخر هو متين بالسيني البالغ من العمر 23 عاماً، والذي هاجر إلى بريطانيا بعد أن قدم نفسه كأحد الشخصيات الواعدة في مجال السباحة، وهو الآن يتولى فقرة السباحة ضمن فريق اللاجئين.

وبعيدا عن الأسباب الكثيرة التي طُرحت لهجرة هذه الشخصيات الإيرانية، سواء كانت سياسية او اجتماعية، فضل الشخصان الأخيران، أي يكتا ومتين، الهجرة على البقاء بسبب المعاملة السيئة لهما من قبل الجهات المشرفة على البعثة الإيرانية وتردي الأوضاع في إيران القاسم المشترك بينهما هو أنهما اشتكيا من سوء الوضع الغذائي في معسكر المنتخب الإيراني عدة مرات.

وحصلت يكتا جمالي، لاعبة رفع الأثقال الإيرانية البالغة من العمر 19 عاما، على أول ميدالية في هذه الرياضة، لكنها بعد مشاركتها في البطولة اليونانية، غادرت معسكر المنتخب الوطني سرا وتوجهت إلى ألمانيا. وقالت لاحقاً في إحدى المقابلات الصحفية: بسبب الظروف الصعبة التي كنت أعيشها في إيران، قررت الهجرة إلى ألمانيا. كانت خدمات الفريق الوطني لرفع الأثقال للسيدات الإيرانيات محدودة للغاية لدرجة أننا اضطررنا إلى إحضار الطعام من المنزل لمعسكراتنا. يأتي هذا في حين يكتب مسؤولو اتحاد رفع الأثقال الانجازات باسمهم.

لكن قصة متين بالسيني مثيرة للجدل أكثر من يكتا. قد لا يكون الأمر معروفا لدى الوسط الرياضي الإيراني، حيث تتركز معظم الأخبار على كرة القدم والمصارعة، لكن دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو جعلت الرياضة الإيرانية تواجه ظاهرة جديدة. ففي غضون بضعة أشهر، تمكن بالسيني من تحسين سجل إيران في السباحة ثماني مرات، كما فعل ذلك مرة أخرى في الألعاب الأولمبية وحسّن سجل بلاده في هذه الرياضة.

الجزء المحزن من قصة بالسيني هو أن شهرته لم تأت من إنجازاته التي حطمت الأرقام القياسية في الألعاب الأولمبية، بل من انتقاداته للمنتخب الوطني الإيراني في الألعاب الأولمبية. فقد ذكر بشكل رسمي أنه بسبب عدم امتلاكه لحوض ثلج لتخفيف التشنجات، اضطر سراً إلى استخدام حوض ثلج البرازيليين في طوكيو!

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − اثنا عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى