خسائر بالمليارات… صناعة الصلب الإيرانية تفقد رونقها وتقع في كمائن الموردين الصين والروس

قال عضو مجلس إدارة جمعية مصنعي الصلب الإيراني إن الصين استحوذت حاليا على العديد من أسواق إيران في جنوب شرق آسيا.

ميدل ايست نيوز: قال عضو مجلس إدارة جمعية مصنعي الصلب الإيراني إن الصين استحوذت حاليا على العديد من أسواق إيران في جنوب شرق آسيا، كما استولت روسيا وتركيه على أسواق دول الخليج، لا سيما في عمان والكويت، مؤكدا أن بكين خلقت ضغوطا كبيرة على المصدرين الإيرانيين، خاصة في مجال التسعير، ووضعتهم في مأزق لا يحسدون عليه.

وتحدث أحمد دنيا نور، في مقابلة مع وكالة إيلنا العمالية، عن مستجدات صناعة الصلب في إيران، فقال: تعاني السوق المحلية لمنتجات الصلب من التخبط، لكن ما أصاب هذه الصناعة بالشلل أكثر من أي شيء آخر هو فرض رسوم على الصادرات.

وأضاف: لم يتم تنفيذ التعميم الصادر عن وزارة الصناعة بشأن تخفيض الرسوم الجمركية على صادرات منتجات سلاسل الصلب العام الماضي، ويعود ذلك إلى أداء وزارة الاقتصاد والمالية والبنك المركزي. هاتان المؤسستان حشرتا وزارة الصناعة في الزاوية وضغطتا عليها وتريدان حل مشاكلهما في عدم السيطرة على السيولة والتضخم من خلال الإنتاج.

وصرح دنيا نور: بالإضافة إلى ذلك، فإن سعر الصرف ومستحقات شركات الصلب بتداول العملة التي يتم الحصول عليها من الصادرات بمعدل النصف يعد ظلمًا لصناعة الصلب، التي يجب أن توفر قطع الغيار والمواد الخام ومستلزمات الإنتاج الأخرى بعملة السوق الحرة.

وأردف: يبدو أن الحكومة حولت صناعة الصلب إلى أداة للسيطرة على السوق، وأقولها بكل شفافية أن شركة “مباركه” للصلب ستخر 20 تريليون تومان في حال استمرت تلك الإجراءات في العام الحالي، وستخسر شركة خوزستان للصلب 11 تريليون تومان من دخلها، علما أن هذه الشركات تعتبر من أكبر منتجي الصلب في البلاد.

ضياع الأسواق

وعن حالة صادرات الصلب الإيرانية، قال عضو مجلس إدارة جمعية مصنعي الصلب الإيراني: تتمتع صناعة الصلب الإيرانية تقليديا بأسواق جيدة في جنوب شرق آسيا. وبالإضافة إلى جنوب شرق آسيا، كانت أسواق دول الخليج تعتمد أيضًا بشكل كبير على إيران في توريد منتجاتها من الصلب، لكن العقبات التي وضعت في طريق تجارة الصلب الإيرانية وفرض رسوم على الصادرات أدت إلى إضعاف تدفق الصادرات وأجبرت دول المناطق المذكورة على البحث عن موردين غير إيران.

غلاء الغاز

وأوضح دنيا نور التحديات التي تواجه صناعة الصلب الإيرانية في توفير موارد الطاقة اللازمة للإنتاج، وقال: في العام الماضي، كان لوزارة الطاقة تعاون أكثر مع شركات الصلب في إدارة إمدادات الكهرباء، بمعنى أن انقطاعات الكهرباء كانت متوقعة ومخطط لها ضمن جداول، حيث واجهت شركات الصلب شهرين من الانقطاع فقط في العام الماضي.

وأكمل: لا تزال شركات الصلب تواجه تحديات صعبة في إمدادات الغاز. ففي الماضي، كانت صناعة الصلب تواجه نقصًا في الغاز في الشتاء فقط، ولكن من الآن فصاعدًا، ستواجه نقصًا في الصيف أيضًا، لأنه تم منح الأولوية لإمداد محطات توليد الكهرباء بالمحروقات، لذا، فإن نقص الغاز يهدد بشكل خطير صناعة الصلب، في حين ارتفع سعر الغاز لصناعة الصلب 11 مرة من 2021 إلى اليوم.

وأشار هذا الخبير في صناعة الصلب في الختام إلى تأثير الحظر الأجنبي على هذه الصناعة، فقال: هذه العقوبات مؤثرة للغاية، وتفرض تكاليف على صناعة الصلب الإيرانية، لكنها لا تلعب دورا بارزا في صادرات الصلب الإيرانية، إذ تعاني هذه الصناعة بشكل أكبر من العقوبات الداخلية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى