من الصحافة الإيرانية: كيف ستؤثر وفاة رئيسي وعبداللهيان على سياسة إيران الخارجية؟

أثارت وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته في حادث جوي مخاوف بشأن تأثير هذا الحدث على العلاقات الدولية وساحة السياسة الخارجية.

ميدل ايست نيوز: أثارت وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته في حادث جوي مخاوف بشأن تأثير هذا الحدث على العلاقات الدولية وساحة السياسة الخارجية.

وتحدث دبلوماسيون سابقون وخبراء في القضايا الدولية لموقع فراز الإيراني عن تأثيرات وفاة رئيس البلاد على علاقات طهران الدولية.

يقول عبد الرضا فرجي راد، سفير إيران السابق لدى النرويج: لبلادنا سياسة إقليمية وسياسة خارجية. تشمل السياسات الخارجية أوروبا وأمريكا وروسيا والصين وبعض دول الشرق الأقصى الإفريقي، أما السياسات الإقليمية فتشمل الدول المجاورة والدول العربية. لن يغير هذا الحدث كثيرا في سياسات إيران، إذ لا تزال الحكومة ووزارة الخارجية على رأس عملهما، فنائب الرئيس السياسي يتولى مهام وزارة الخارجية ويتابع العمل في ساحة التطورات التي شهدتها المنطقة في الأشهر الثمانية الماضية عندما اندلعت حرب غزة وخاصة في المناطق العربية ومناطق خط المقاومة.

وأضاف: لن يتغير شيء مقارنة بأحداث ما قبل المروحية المنكوبة. فالمفاوضات التي كانت تجري مع الدول الكبرى مثل أوروبا ستتأخر قليلا لكنها ستعود إلى شكلها الطبيعي. لن يكون هناك تغيير كبير في علاقات إيران مع الصين. كما ستستمر المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة في مسقط؛ ولذلك لن يكون لدينا تغيير في القطاع الدبلوماسي والقطاع الموجود تحت تصرف الميدان السياسي.

وأكمل هذا الخبير الدبلوماسي: يتبع نفس الأفراد السياسات ذاتها التي كان يتبعها السياسيون السابقون. نحن على اطلاع أننا قمنا بتوقيع اتفاقيات أو عقود مع دول محدودة بسبب العقوبات المفروضة علينا. معظم هذه العقود مع دول مجاورة وبعضها مع دول مثل الصين. ولذلك، لن يكون هناك أي تغيير في هذا الصدد أيضا.

مخبر يتولى زمام الأمور

يقول جلال ساداتيان، السفير الإيراني السابق لدى المملكة المتحدة: إن السياسة والعلاقات الخارجية في بلادنا ليست على هذا النحو الذي نعتقد أنه يحدث فقط تحت سقف وزارة الخارجية. وزارة الخارجية هي الجهة التنفيذية، وبإمكانها تقديم المقترحات والخطط وتحليلها حسب أجواء السياسية. يمكنها أيضا تقديم المقترحات والحلول وفقًا للسياسات التي سيتم اعتمادها من قبل السلطات ذات الصلة ولعلّ أهمها المجلس الأعلى للأمن القومي، الذي يجب أن يوافق المرشد الأعلى على قرارته، ولكن بشكل عام، يقوم مختلف الأشخاص والمسؤولين الآخرين بإبداء رأيهم أيضًا.

يردف ساداتيان: من هذا المنطلق يمكن القول إن تلك الحادثة لن يكون لها تأثير كبير، على الأقل على المدى القصير. أما إذا تغيرت السياسات في الانتخابات وسادت آراء مختلفة في بحث السياسة الخارجية وأصبحت تلك الآراء واقعا، فسيكون لدينا تغييرات في السياسة الخارجية والتنفيذية. كما أنه إذا تغيرت الظروف التي تحدث في المنطقة والعالم، فستحدث هذه التغييرات.

وأوضح: دوليا، إذا واصل نتنياهو أعماله المصعدة للتوترات وهاجم رفح، فمن الممكن أن يكون لذلك تأثير على نوع التفاعل وسياساتنا في المستقبل. ولكن إذا بقي الاتجاه كما هو عليه الآن، فمن غير المرجح أن يكون هناك أي تغيير في سياستنا وعلاقاتنا الخارجية إذا جاء رئيس جمهورية آخر ورئيس وزارة خارجية.

لرئيس الجمهورية صوت واحد فقط

يقول المحلل في شؤون السياسة الخارجية، حسن بهشتي بور: رئيس البلاد ووزير الخارجية جزء من مجلس الأمن القومي. فما يجب وما لا يجب فعله في السياسة الخارجية للبلاد، وخاصة السياسات، أي ما يجب أن نفعله فيما يتعلق بالقضايا الأساسية، يتم مناقشته في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ودور الرئاسة هناك هو التصويت فقط. صحيح أن الرئيس كان رئيساً للمجلس الأعلى للأمن القومي، لكنه لم يكن له سوى صوت واحد، ولم يكن له حتى حق النقض.

وأكمل: في الدستور، حق النقض لرئيس الجمهورية هو في يد المرشد الأعلى. ولذلك فإن تغيير الرئيس يمكن أن يكون له تأثير على السياسة الخارجية، لكن تأثيره ضئيل للغاية. لأنه يملك صوتاً وعليه أن يقنع الآخرين باعتماد النهج التفاعلي بدلاً من سياسة المواجهة.

ويتابع محلل السياسة الخارجية: البعض يلوم الدول الغربية على هذه الحادثة ويتحدثون عنها لأسباب لا يعلمها إلا هم. ومع احترامي لمن يراجع الأدلة بتروي ويعطي آراء خبيرة، أقول إنه في هذه الحالة لا يوجد دليل على أن الأميركيين هم المسؤولون عن هذه القضية. ولذلك فإن إلغاء المفاوضات هو عمل احتجاجي، ويتم هذا الاحتجاج عندما يعتقد الناس أن أحد جوانب القصة هو مؤامرة من قبل الأميركيين.

ويرى بهشتي بور أنه “في حال كانت هذه المؤامرة صحيحة فقد تم تجاهلها، لأن البلاد أمام تحديات أكبر ويجب عليها الالتفات إليها. على سبيل المثال، ستكون البلاد مليئة بالتوتر خلال الخمسين يومًا القادمة، وهي فترة تستغرق عادةً عامًا أو عامين حتى تتم الموافقة على تأهيل المرشح الرئاسي وبدء المنافسة، لكن اليوم يجب إكمال العملية في أقل من شهرين.

وبحسب الخبراء، فإن هذه القضية قد لا يكون لها تأثير كبير على العلاقات الدولية في الوقت الحالي، لكن إذا تغيرت سياسات الرؤساء المقبلين وبعض المسؤولين، فإنها بالتأكيد لن تؤثر على السياسات الخارجية فحسب، بل ستؤثر أيضًا على العلاقات على المدى الطويل.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر + 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى