“هناك الكثير من الغموض”.. مسؤول إيراني يطرح تساؤلات بشأن حادث تحطم مروحية رئيسي

مع مضي أيام على الحادث الذي أدى إلى استشهاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه يوم الأحد الماضي، تتواصل الروايات المتضاربة حول أسباب الحادث وحيثياته.

ميدل ايست نيوز: مع مضي أيام على الحادث الذي أدى إلى استشهاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه يوم الأحد الماضي، تتواصل الروايات المتضاربة حول أسباب الحادث وحيثياته.

أكد محافظ أذربيجان الشرقية السابق والنائب عن مدينة تبريز في البرلمان الإيراني المنتهية دورته قبل أيام، “أحمد علي رضا بيغي” ردا على سؤال حول سبب التأخير في العثور على موقع الحادث، لموقع “ديده بان إيران” بهذا شأن:  “الأمر غريب بالنسبة لي، لأن لدينا مرافق تقنية كبيرة يمكنها بسهولة تحديد الموقع من إشارة الهاتف المحمول. وأنا الآن في انتظار تقرير هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة”.

وقال أيضًا عن إمكانية الوصول إلى المكان الذي تحطمت فيه المروحية: “لقد حدث نفس الأمر عدة مرات في هذه المنطقة، ولحسن الحظ، لأنها منطقة مأهولة بالسكان والقرى تفصل بينها أربعة إلى خمسة كيلومترات، يمكننا استخدام مجالس القرى الإسلامية وشبكة الاتصالات التي بحوزة الباسيج، طلبنا من سكان القرى المحيطة بالبحث والتحري للحصول على الإشارات والمعلومات. ورغم أننا حصلنا على النتائج بهذه الطريقة عدة مرات، إلا أنني لا أعرف لماذا لم يتم ذلك في هذه الحالة، أو إذا خطر ببالهم ربما لم يكن ممكنا”.

وتابع علي رضا بيغي: “هذه المنطقة ليست مثل الصحراء حيث تفصل القرى عدة مئات من الكيلومترات؛ القرى قريبة من بعضها البعض وفي نفس الوقت لديها مرافق جيدة. حتى أنه كان لديهم هوائي وتم إجراء المكالمة. علاوة على ذلك، كان السيد آل هاشم على اتصال برئيس المكتب رئيسي عبر هاتفه الخلوي والهاتف الخلوي للطيار لمدة ثلاث إلى أربع ساعات”.

وقال ردا على ما إذا كان لهذا الحادث أسباب أخرى إلى جانب العطل الفني: “لدي القليل من المعلومات وأنا في انتظار تقرير هيئة الأركان العامة”.

وردا على سؤال حول سبب إصدار إذن الطيران بسبب تحذير المستوى البرتقالي للأرصاد الجوية، ما يدل على تأثر المنطقة بظاهرة جوية مع وجوب أخذ الحيطة والحذر، قال علي رضابيغي: “معلوماتي غير كاملة وفي نطاق ما سمعته ولاحظته، من غير الواضح بالنسبة لي سبب قطع المسافة بين تبريز وسد “قيز قلعة سي” بالمروحية في حين أن المنطقتين قريبتين جدا وكان يمكن قطع المسافة بالسيارة بسهولة.

وتساءل: لماذا لم تهبط الطائرة في مطار بارس آباد الذي يبعد 20 إلى 25 دقيقة عن مكان الحدث؟ لأن هذا المطار مطار نشط من الناحية التشغيلية. لكنني لا أعرف لماذا قرروا قطع هذه المسافة بالمروحية. في الحالة التي تكون فيها حالة الطقس برتقالية ولا يكون السفر في هذا الطريق بطائرة مروحية اقتصاديا من حيث التكلفة. بالإضافة إلى ذلك، فإن المروحية لها مخاطرها على الشخص الثاني في البلاد”.

وفي النهاية أكد علي رضا بيغي: «مع هذه التفاصيل، من الغريب بالنسبة لي لماذا لم يتم استخدام مطار بارس آباد، وحادث مروحية الرئيس فيه الكثير من الغموض. وعلينا أن ننتظر تقرير هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة للإجابة على هذه الأسئلة والشكوك”.

وكان رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية غلام حسين إسماعيلي أول مسؤول من المرافقين لرئيسي في رحلته روى تفاصيل عن حادث  تحطم مروحية رئيس الجمهورية ومرافقيه.

وقال إسماعيلي خلال مقابلة تلفزيونية: أتيحت لي الفرصة لمرافقة وخدمة الرئيس في معظم زياراته إلى المحافظات. لقد كنت أيضًا في هذه الزيارة الأخيرة. إذ غادرنا إلى تبريز من طهران صباح يوم الأحد ووصلنا حوالي الساعة السابعة صباحًا ثم توجهنا نحو منطقة “آق بند” بواسطة مروحية وكان الطقس جيدا. وحوالي الساعة التاسعة صباحًا ذهبنا إلى منطقة “خدا آفرين” بواسطة مروحية وكان الطقس جيدا أيضا. أنهينا برنامجنا المشترك مع جمهورية أذربيجان وافتتحنا السد. عقدنا اجتماعًا لمدة ساعة مع رئيس أذربيجان وأقمنا صلاة الظهر هناك.

وذكر إسماعيلي: توجهنا مباشرة برفقة فرق الإغاثة والإسعاف والطاقم الطبي من منجم النحاس إلى منطقة الحادث. تحدثنا مع السيد آل هاشم عدة مرات وكانت آخر مكالمة له معنا بعد ثلاث ساعات من الحادثة إلا أنه كان يلفظ أنفاسه الأخيرة ولم يتمكن من الحديث. تبين لنا فيما بعد أن الآخرين استشهدوا فور تحطم المروحية، أما السيد آل هاشم فقد توفي بعد ساعات قليلة. لم نسمع أصوات انفجار ولم نر أي حريق ولا دخان.

واستطرد: بين الساعة الثالثة إلى الثالثة والنصف ظهرا تقريبا، تغير الطقس في المنطقة تماماً. استغرق الأمر بعض الوقت حتى وصلت فرق الإنقاذ إلى المنطقة، وبحلول ذلك الوقت كان الطقس قد تغير. لا أعرف ما هي معايير الطقس لرحلة الهليكوبتر، لكن ما رأيته هو أن الأجواء كانت طبيعية أثناء سفرنا ما عدا وادي ونقطة واحدة محدودة للغاية كانت مليئة بالسحب، لكن لا أستطيع الإجابة فيما إذا كان ذلك هو سبب سقوط المروحية أم لا.

هذا، وقدم وزير الطرق الإيراني مهرداد بذرباش الذي كان برفقة الرئيس الراحل في أذربيجان الشرقية توضيحات حول حادث المروحية التي كانت تقل إبراهيم رئيسي.

وقال: حلقت ثلاث طائرات هليكوبتر إلى تبريز حوالي الساعة 13:15 وكانت مروحية الرئيس هي المروحية الوسطى وفقًا للبروتوكول ووفقًا لمعايير التحليق الرئاسي. وكنت أنا وإسماعيلي (رئيس مكتب الرئيس)، وغيرهم من السادة المسؤولين، ونواب المكتب، والصحفيين، وبعض من الحرس الشخصي للرئيس، في المروحية الأمامية. عند حوالي الساعة 13:40، رأيت طاقم المروحية يتحدثون مع بعضهم البعض، وسألت مهندس الطيران في مروحيتنا عن السبب، وذكروا أننا فقدنا مروحية الرئيس، التي كانت خلفنا.

وأردف وزير الطرق الإيراني: قام طيار مروحيتنا بتفتيش المنطقة لكنه لم يعثر على أي أثر وهبطنا في أقرب نقطة، أي في منجم سونغون للنحاس، حوالي الساعة 1:50 ظهرًا. هنا بدأنا نسعى بالاتصال على هواتف من كان في المروحية، إذ كانت هواتف أمير عبداللهيان ومحافظ أذربيجان الشرقية وآل هاشم ترن، لكنهم لم يكن أي استجابة من قبلهم، وهنا بدأنا بالقلق وتابعنا الاتصال بهم حتى حوالي الساعة 14:30.

ونشرت هيئة الأركان الإيرانية أول تقرير للجنة التحقيق في تحطم مروحية الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي. ومن كانوا معه الأحد الماضي في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران.

وقال التقرير إنه لا توجد أي آثار لإصابة طلقات رصاص أو ما شابه على الأجزاء المتبقية من المروحية، وإن المروحية تعرضت لحريق بعد ارتطامها بمرتفع.

وأشار التقرير إلى أن قائد المروحية تواصل مع المروحيتين الأخريين اللتين كانتا في موكب الرئيس الإيراني قبل 90 ثانية من الحادثة، ولم يعثر على ما يثير الشبهات في المحادثات مع برج المراقبة.

ولفت التقرير إلى أن اللجنة بحاجة إلى مزيد من الوقت وستعلن النتائج في وقت لاحق.

وكان الهلال الأحمر الإيراني أعلن صباح الاثنين أن فرق الإنقاذ انتشلت بعد ساعات من البحث جثة رئيسي و8 آخرين كانوا على متن المروحية التي تحطمت في محافظة أذربيجان الشرقية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى