هل تتشكل أول انتخابات ثنائية القطب بين جليلي ولاريجاني؟

إذا تمت الموافقة على أهلية لاريجاني أو جليلي وفاز أحدهم في الانتخابات، فسوف يطبقون وجهات نظرهم في مختلف المجالات عبر اللجوء إلى صلاحيات رئيس الجمهورية.

ميدل ايست نيوز: تقدم سعيد جليلي للمشاركة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية في عامي 2013 و2021، لكنه فشل في المحاولة الأولى وأعلن انسحابه في الثانية لصالح إبراهيم رئيسي. أما ظهوره الأخير فقد كان في الانتخابات الرئاسية المبكرة يوم أمس.

ويسعى علي لاريجاني للمرة الثالثة على التوالي لدخول أبواب الرئاسة، فالمرة الأولى كانت في عام 2005 وفشل حينها، والثانية قبل ثلاث سنوات وعندها تم استبعاده من قبل مجلس صيانة الدستور. أما اليوم فالجميع يترقب ما سيقوله مجلس صيانة الدستور بشأن حضور رئيس البرلمان لثلاث دورات في السباق الرئاسي.

علي لاريجاني يترشح لرئاسة إيران.. محافظ معتدل يربك حسابات المتشددين

أول ثنائية قطب انتخابية

وكتبت صحيفة هم ميهن في مقال لها، أن الانقسام بين لاريجاني وجليلي يشكل أهمية كبيرة من عدة جوانب. فهم من نفس التوجه السياسي، وقد نأوا بأنفسهم عن بعضهم البعض، وإذا تمت الموافقة على أهليتهم وفاز أحدهم في الانتخابات، فسوف يطبقون وجهات نظرهم في مختلف المجالات وذلك عبر اللجوء إلى صلاحيات رئيس الجمهورية.

وأشار لاريجاني عقب تسجيل اسمه للانتخابات إلى سبل العيش والاقتصاد ورفع العقوبات. بينما أكد جليلي أهمية المضي قدما على طريق الرئيس الراحل رئيسي، وضرورة وجود خطط لدى رئيس البلاد وأن تكون العدالة والتقدم جوهر سياساته. يمكن اعتبار هاتين النظرتين المختلفتين بداية الانقسام بين لاريجاني وجليلي.

هجوم على لاريجاني

أعلن كل من سعيد جليلي وعلي لاريجاني مشاركتهما في الانتخابات عبر حسابهم الشخصي على منصة إكس (تويتر سابقا). وأرفق جليلي جملة “بسم الله الرحمن الرحيم” أعلى صورة له من مكتبه وهو يقف أمام المرآة ويغلق الزر العلوي لقميصه.

أما لاريجاني، فقد نشر صورة لخريطة تطبيق لخدمات السفر على الهاتف المحمول، وحدد ثلاث نقاط خي الانطلاق والوجهة 1 والوجهة 2. حيث قوبلت هذه الصورة بتفسيرات مختلفة. فالبعض فسر نقطة انطلاق على أنها مكتب المرشد الأعلى، أي موافقة آية الله خامنئي على ترشيح لاريجاني، وآخرون قالوا إنها تعني مكتبه القريب من بيت المرشد الأعلى. الوجهة الأولى كانت وزارة الداخلية والوجهة الثانية شارع البرلمان وديوان الرئاسة. وأرفق جملة “لن نصل إلى وجهتنا بدونكم” أعلى هذه الصورة.

وقوبل هذا منشور لاريجاني بردود فعل مزاحية وجادة من مستخدمي إكس وبعض السياسيين المتواجدين على هذه المنصة. وبدأت معالم الجدية ترتسم على ردود الفعل هذه بشكل أكبر عندما قال خلال خطاب له بوزارة الداخلية: للتغلب على العقبات، علينا أن نتجاوز الأساليب التي عفا عليها الزمن.

وبعد تسجيل اسمه، نشر ذات الجملة وأرفقها بهاشتاغ “ارتفاع_بگیریم”، أي الارتفاع أو التجاوز، واعتبر ناشطون وسياسيون على تويتر تلك الكلمة بمثابة إهانة لإبراهيم رئيسي وضحايا تحطم المروحية وأعربوا عن استياءهم من ذلك.

وتفاعلت صحيفة كيهان المتشددة مع هذه التصريحات خلال منشور لها على تليجرام، وكتبت هذه الصحيفة المنسوبة إلى رئيس مجلس النواب محمد باقر قاليباف: (إنّ الله یدافع عن‌الذین آمنوا). الإنجاز الخالد للشهيد رئيسي في الساحة السياسية للبلاد كان الأخلاق وليس تدمير المنافسين. دعونا لا نقلل من هذا الإنجاز العظيم باللجوء إلى السخرية.

سعيد جليلي يترشّح للانتخابات الرئاسية الإيرانية: محافظ ومفاوض متشدّد

وكتب مالك شريعتي، ممثل طهران في البرلمان: في الماضي، كان يقول من الأعلى: هل تسمعني؟ لكنه بالأمس كتب أنه يريد أن يركب على ظهر المواطن لكي يقتحم المبنى الرئاسي. وقال اليوم إنه يحب المرتفعات ويريد الوصول إلى رأس القمة. لم يفهموا بعد أن الشعب يريد رئيسا خادما وليس سيدا على روؤسهم.

وأضافت كيهان في تعليقها على لاريجاني: قال السيد لاريجاني أنه لكي نتغلب على العقبات، علينا أن نتجاوز الأساليب التي عفا عليها الزمن. لكن الوقوع في فخ الاتفاق النووي والمشاريع الأمريكية والبريطانية كان بمثابة أسلوب جيد؟

وكان مهدي سموعي، المدير العام للعلاقات العامة بوزارة الإرشاد، وعبد المطهر محمد خاني، المتحدث الرسمي ورئيس مركز الاتصال والشؤون الدولية لبلدية طهران، ومحافظ قزوين (رئيس مقر الانتخابات الإقليمية) من بين المسؤولين والشخصيات المعروفة الذين تفاعلوا مع هذه التصريحات.

وعقب هذا الهجوم على لاريجاني، أوضح معنى هذه الكلمة الرئيسية وربما وجه خطابه إلى قاليباف، الذي كان أعلى مسؤول في البلاد بين أولئك الذين تفاعلوا على تصريحاته، فقال:

يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات. الارتفاع أو التجاوز هو استراتيجية للسفر على مسار ما. ومن أجل نمو البلاد وتطورها، يجب أن نتجاوز القضايا الهدامة والسلبية، وأن نغير الأجواء الانتخابية لمرة واحدة على الأقل لتوضيح مشاكل الشعب وتقديم الحلول الحقيقية لها. لقد ضحى شهداء الخدمة بأرواحهم في سبيل تعزيز هذه الاستراتيجية. لتبقى ذكراهم إلى الأبد ولتخسئ أفكار “الشياطين” و”المستغلين” لأسماء الشهداء.

وكتب جليلي: إن قول بعض الجمل اللطيفة والسخرية من الآخرين قد يكون له بعض السحر، لكنه لا يناسب الناس. لا يمكن لأحد أن يقول إنني أسعى لخدمة مصالح الشعب، وعندما كان مسؤولا عن البرلمان لعدة سنوات لم يقدم رقماً قياسياً في مكافحة الفساد.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر − 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى