دار المخطوطات العراقية تنهي عملية تصوير وتوثيق نحو 47 ألف مخطوطة

كنوز لا تقدّر بثمن، يتعامل معها اليوم المختصّون، موجودة في دار المخطوطات العراقية، التي تأسست عام 1940 وسط بغداد، وتعدّ واحدة من أكبر دور المخطوطات في العالم.

ميدل ايست نيوز: يسبر الباحثون في أغوار المعرفة والعلوم المختلفة في بغداد، في عوالم نحو 47 ألف مخطوطة أثرية ثمينة ونادرة، تصل الواحدة منها إلى 500 صفحة، تتوزّع على القصص والحكايات، والشعر والأدب والموسيقى، والتاريخ والوثائق التسجيلية، وعوالم بمختلف اللغات.

تنضح تلك المخطوطات بالمعلومات والشواهد والآثار التي تعود لأكثر من ألف عام، ثروات زاخرة شملت حقباً زمنية وعصوراً متنوّعة من الخلافة الأموية، ثم الخلافة العباسية، وصولاً إلى نحو 200 عام مضت.

كنوز لا تقدّر بثمن، يتعامل معها اليوم المختصّون، موجودة في دار المخطوطات العراقية، التي تأسست عام 1940 وسط بغداد، وتعدّ واحدة من أكبر دور المخطوطات في العالم، لجهة عددها وندرتها وقيمتها المعرفية.

الدار التراثية كانت سابقاً مسكناً لرئيس الوزراء الأسبق توفيق السويدي، الذي ترأس أربع حكومات عراقية (1929، 1930، 1946، 1950)، يدير فيها العمل للحفاظ على هذه الكنوز المعرفية، فريق من المختصّين والباحثين.

في عملية دقيقة، تمّت أرشفة تلك المخطوطات ضمن إجراءات خاصة، استغرقت أكثر من 6 أشهر، وتمّ الانتهاء من تصويرها وتوثيقها بنسخ إلكترونية، وبدقة عالية قبل أيام قليلة من قِبل فرق علمية.

وبحسب إدارة دار المخطوطات، “فإن هذه المخطوطات لا نسخ لها سابقاً، وعمليات حفظها دقيقة، وتحتاج إلى جهد كبير، وتوثيقها إلكترونياً سيسهّل الكثير من عمل الباحثين، ويقلّل من مخاطر تعرّضها للتلف أو الضرر النسبي”.

وفي مقابلة خاصة مع قناة “الشرق“، أشار مدير دار المخطوطات العراقية الدكتور أحمد العلياوي، إلى أن المخطوطات الأثرية النادرة، تتضمّن أكثر من 30 موضوعاً وفئة علمية، تتوزّع بين الفلسفة والأدب والشعر والموسيقى والغناء والسياسة والزراعة والصحة والأوبئة وغيرها، وهي بعدة لغات، منها العربية، الفارسية، التركية، الأوردو، العبرية، السريانية، الكردية، ولغات أجنبية أخرى”.

أضاف: “نحن نتحدث عن بغداد، حاضرة الثقافة العربية والإسلامية، وما تمتلكه هذه الدار من مؤشرات حول التنوّع الثقافي في هذا البلد، يمتدّ لألف عام، ولدينا عدد من الصحف الموجودة عن القرآن الكريم، يعود تاريخها إلى القرن الأول للهجرة، قبل اختراع التنقيط في اللغة العربية”.

ويؤكد العلياوي “أن التحديات لحفظ هذه الكنوز كثيرة، ومنها تحديات مناخية وأمنية، ومسألة توفير متطلبات الصيانة والترميم، وكذلك قلة الأيدي العاملة المتخصّصة في هذا المجال الدقيق، فضلاً عن الحاجة إلى مباني خاصة أكبر من الموجودة حالياً لحفظها”.

وأكد العلياوي على “الحاجة إلى مبنى متكامل، يوفّر الحماية اللازمة بمعايير دولية، ويفعّل نشاطات متقدّمة، منها متحف خاص بالمخطوطات لجذب الزوّار والباحثين والسيّاح والمحققين المختصين بشكل مباشر”.

وفي ما يخص ندرة الخبرات والمحققين والعاملين، أفاد العلياوي “أنه لم تكن هناك دورات تخصّصية في حفظ وترميم وأرشفة المخطوطات لنحو 40 عاماً، وأن الدورات بدأت منذ نحو 10 أعوام فقط، بالتعاون مع جهات إيطالية مختصّة بالترميم والحفظ، وكذلك جهات فرنسية، وبعض الجهات العربية”.

وأعلن عن “انطلاق دورات جديدة بالتعاون مع دار الشؤون الثقافية، وبالاتفاق مع مديرها العام د. عارف الساعدي، ستبدأ في أواخر يونيو، بمشاركة كبار أساتذة التحقيق في العراق”.

من جانبها، أعلنت دار الشؤون الثقافية العراقية، عن فتح أبواب الدورات التدريبية المختصّة مجاناً، بالتعاون مع دار المخطوطات، وأشارت إلى عزمها بناء وتأهيل فرق جديدة من الأجيال الشابة، لمواصلة عمليات الحفظ والترميم والأرشفة.

وأشارت الدار إلى أن هذه الدورات، سيقدّمها عدد من المحقّقين والخبراء، لتزويد المتقدّمين بكافة المعارف والتقنيات والمعلومات اللازمة، ومدّ الجسور المعرفية بينهم وبين الأجيال السابقة، ونقل الخبرات التراكمية للملتحقين.

سيتم تخصيص جوائز مالية للمتفوّقين في هذه الدورات التدريبية، وهي ستكون منطلقاً لسلسة دورات أخرى لاحقة في هذا المجال.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الشرق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة + ثمانية =

زر الذهاب إلى الأعلى