بالتفاصيل.. من هم المرشحون الـ6 في الانتخابات الرئاسية الإيرانية؟

سمّى مجلس صيانة الدستور اليوم الأحد، ستة شخصيات إيرانية من أصل 80 تقدموا بطلبات ترشح لخوض الانتخابات الرئاسية الإيرانية المزمع عقدها في 28 يونيو/حزيران الجاري.

ميدل ايست نيوز: سمّى مجلس صيانة الدستور اليوم الأحد، ستة شخصيات إيرانية من أصل 80 تقدموا بطلبات ترشح لخوض الانتخابات الرئاسية الإيرانية المزمع عقدها في 28 يونيو/حزيران الجاري.

والمرشحون الستة، وفقاً للداخلية الإيرانية، هم: رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، والبرلماني الإصلاحي البارز مسعود بزشكيان، ورئيس بلدية طهران علي رضا زاكاني، والأمين السابق لمجلس الأمن القومي سعيد جليلي ووزير الداخلية السابق مصطفى بور محمدي ورئيس مؤسسة الشهيد مساعد الرئيس الإيراني أمير حسين قاضي زادة هاشمي.

وبذلك، أقصى مجلس صيانة الدستور شخصيات وقيادات بارزة، في مقدمتهم، الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد ورئيس البرلمان السابق علي لاريجاني والقيادي الإصلاحي البارز إسحاق جهانغيري. علماً بأن المجلس سبق أن رفض ترشح هؤلاء أيضاً في الدورة السابقة من الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2020.

محمد باقر قاليباف

سياسي محافظ بارز يبلغ من العمر 63 عاماً، ويُعَدّ أبرز المرشحين المحافظين في هذه الانتخابات، وهو حاصل على الدكتوراه في الجغرافيا السياسية من جامعة “تربية المدرس” في طهران. شغل قاليباف المقرّب من قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني، مناصب قيادية في الحرس الثوري الإيراني، منها قيادة السلاح الجوي في الحرس، وقيادة مقر خاتم الأنبياء؛ قبل أن يُعيّن قائداً لقوات الأمن الداخلي (الشرطة) من المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي عام 2000، حيث بقي في المنصب لخمسة أعوام. كذلك ظفر قاليباف عام 2005 بمنصب رئيس بلدية طهران لمدة 12 عاماً خلفاً للرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد الذي انطلق نحو الرئاسة من المنصب نفسه.

ترشّح قاليباف للرئاسة الإيرانية جاء بعدما جدّد المشرعون في مجلس الشورى الإسلامي الجديد (البرلمان)، في 28 مايو/ أيار الماضي، رئاسته للبرلمان بدورته الجديدة الثانية عشرة بعد حصوله على 198 صوتاً من مجموع 287 صوتاً مشاركاً في عملية التصويت، من أصل 290 نائباً في البرلمان الإيراني الذي يسيطر عليه المحافظون.

وترشّح رئيس البرلمان الإيراني سابقاً أربع مرات لخوض الانتخابات الرئاسية الإيرانية، إلا أنه أخفق فيها. ورغم أنه شخصية محافظة متنفذة، فاز بمقعد عن طهران في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت مطلع مارس/ آذار الماضي، لكن مراقبين ووسائل إعلام إيرانية اعتبروه خاسراً فيها، بعدما حل في المركز الرابع في قائمة الفائزين، وتقدمه متشددون محافظون، أمثال حميد رسائي المعارض له. كذلك أخفق أعضاء قائمته في الفوز من بين ثلاثين نائباً عن طهران. لكن رغم ذلك تجددت رئاسته للبرلمان الإيراني بحصوله على 198 صوتاً.

ويُحسب قاليباف على معسكر المحافظين التقليديين، ويصوّر نفسه على أنه سياسي تنموي. ويعارضه محافظون متشددون. ووجه ناشطون وإعلاميون إيرانيون خلال السنوات الأخيرة اتهامات له ولأسرته بالفساد، لكنه رفضها.

مسعود بزشكيان

برلماني وطبيب إصلاحي بارز والمرشح الإصلاحي الوحيد في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة، وكانت قد سمته جبهة الإصلاحات، الجمعة الماضية، ليكون أحد مرشحيها الثلاثة إلى جانب إسحاق جهانغيري وعباس أخوندي، رابطة المشاركة في هذه الانتخابات بضرورة أن يصدّق مجلس صيانة الدستور على واحد من الثلاثة. سبق لبزشكيان الترشح في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مرتين، حيث انسحب من دورة 2013 بعد إعلان ترشحه، وفشل في إكمال خوض انتخابات 2021، التي فاز فيها رئيسي، بعد رفض مجلس صيانة الدستور أهليته.

وفي الدورة الحالية، أعلن بزشكيان في حديث لموقع “العربي الجديد” في 31 مايو، أنه سيتوجه في اليوم التالي إلى مقر الداخلية الإيرانية لتسجيل ترشحه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، مؤكداً أنه في حال ظفره بمنصب الرئاسة سيعطي الأولوية في سياسته الخارجية لتوسيع العلاقات مع الدول العربية والإسلامية.

بزشكيان من مواليد عام 1954 في مدينة مهاباد الكردية في محافظة أذربيجان الغربية شمال غربيّ إيران، وهو سياسي إصلاحي ينتمي إلى القومية التركية في إيران وعضو في البرلمان الإيراني منذ 2006 عن دائرة مدن تبريز وآذر شهر وأسكو محافظة آذربيجان الشرقية، وفي انتخابات البرلمان في مارس/ آذار الماضي انتُخب مرة أخرى، وقال وقتها إن مجلس صيانة الدستور رفض أهليته لخوضها، بدعوى عدم التزامه العملي بنظام الحكم، غير أن المرشد الإيراني علي خامنئي تدخل وأوصى بالتصديق على أهليته.

تخرج بزشكيان عام 1985 من كلية الطب البشري في جامعة تبريز، وشارك في أثناء الدراسة في الحرب الإيرانية العراقية حيث قاد فرقاً طبية لمعالجة الجرحى قبل أن يواصل دراسته الجامعية ليحصل في 1990 على تخصص الجراحة العامة ثم اختصاص جراحة القلب في 1993. بعد رئاسة جامعة تبريز للعلوم الطبية لستة أعوام، انتقل بزشكيان إلى طهران لتولي منصب نائب وزير الصحة لستة أشهر، وبدأ مشواره السياسي عندما انضم لاحقاً إلى حكومة الرئيس محمد خاتمي الثانية عام 2001 وزيراً للصحة، كذلك حاز في 2016 منصب النائب الأول لرئيس البرلمان المحافظ علي لاريجاني، واستمر في هذا المنصب حتى عام 2020 قبل إجراء الانتخابات التشريعية الـ11 في البلاد.

سعيد جليلي

من مواليد 1965 في مدينة مشهد شمال شرقيّ إيران، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في فرع المعارف الإسلامية والعلوم السياسية من جامعة الإمام الصادق في طهران، وهي جامعة حكومية خاصة لتخريج كوادر النظام، وكان معظم أعضاء الحكومة الإيرانية الـ13 من خريجيها.

وسبق أن ترشح جلیلي أيضاً مرتين لخوض الانتخابات الرئاسية الإيرانية في عامي 2013 و2021، لكنه انسحب لصالح الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي. ويُعَدّ جليلي ثاني أبرز المرشحين المحافظين بعد قاليباف في السباق الرئاسي الإيراني المرتقب.

كان جليلي أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني من 2007 إلى 2013 في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وقاد خلال هذه الفترة المفاوضات النووية مع المجموعة الدولية من دون أن تُسجل خلال هذه الفترة نجاحات في حلحلتها، بل زاد الأمر تعقيداً، حيث صدرت ضد إيران 3 قرارات أممية في مجلس الأمن الدولي، فضلاً عن عقوبات أميركية وأوروبية وأممية.

وفي 2013، عيّنه المرشد الأعلى الإيراني عضواً في مجلس تشخيص مصلحة النظام، وفي عام 2014 أصبح عضواً في المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية. وسبق أن ترشح سعيد جليلي مرتين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية عامي 2013 و2021، في المرة الأولى حصل على أكثر من 4 ملايين صوت، وحلّ ثالثاً بين المرشحين، لكن في ترشحه الثاني انسحب من السباق الرئاسي قبل يومين من إجراء الانتخابات لصالح أبرز المرشحين المحافظين، إبراهيم رئيسي.

وشارك جليلي في الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي، وفقد فيها ساقه اليمنى في الـ21 من عمره، وأصبح يلقبه أنصاره بـ”الشهيد الحي”.

والتحق عام 1989 بالخارجية الإيرانية، وسرعان ما تقلد المناصب العليا فيها، ليتولى في الـ26 من عمره رئاسة دائرة التفتيش بالوزارة، وبقي في المنصب حتى عام 1996. وفي عام 1997، في عهد حكومة الرئيس السابق محمد خاتمي، أصبح نائب رئيس الدائرة الأولى لأميركا. ولاحقاً في عام 2001، انتقل إلى مكتب المرشد الإيراني الأعلى، وتولى إدارة التحقيقات الجارية في مؤسسة القيادة.

وفي حكومة الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، عاد سعيد جليلي إلى الخارجية الإيرانية، وأصبح عام 2005 نائب الوزير لشؤون أوروبا وأميركا في الخارجية، ثم بعد استقالة علي لاريجاني، عيّنه أحمدي نجاد بعد موافقة المرشد عام 2007، أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وظل في المنصب خمسة أعوام، فضلاً عن أنه بعد تعيينه أميناً للمجلس بعام، عينه المرشد الإيراني أيضاً أحد ممثليه الاثنين في مجلس الأمن القومي.

سعيد جليلي
سعيد جليلي

علي رضا زاكاني

علي رضا زاكاني، يشغل حالياً منصب رئيس بلدية طهران، وهو سياسي إيراني محافظ متشدد، ولد عام 1965 في مدينة ري الملاصقة لطهران جنوباً. هذه المرة الرابعة التي يتقدم فيها زاكاني بطلب الترشح للرئاسة الإيرانية الجديدة، حيث رفض مجلس صيانة الدستور الإيراني أهليته للترشح في 2013 و2017، ورغم موافقة المجلس على ترشحه لانتخابات 2021 إلى جانب مرشحين محافظين آخرين إلا أنه عاد فانسحب قبيل الانتخابات لصالح رئيسي. وخلال الحملات الانتخابية عام 2021 اتهم المرشح الرئاسي السابق عبد الناصر همتي، زاكاني بأنه “مرشح الظل”، وأنه ترشح فقط لدعم رئيسي في المناظرات الرئاسية بأدبياته ومفرداته الخاصة.

نجح زاكاني في دخول البرلمان عن مدينة قم جنوب العاصمة طهران في الانتخابات التشريعية 2020، ثم عينه رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف رئيساً لمركز بحوث البرلمان، واستمر في هذا المنصب حتى أغسطس/ آب 2021 قبل أن يختاره مجلس بلدية طهران، الذي يسيطر عليه المحافظون، رئيساً للبلدية. وجاء تعيين زاكاني رئيساً لبلدية طهران بعد أن استقال من تمثيل مدينة قم في البرلمان وسط انتقادات له على شبكات التواصل بترك التمثيل لقاء منصب أمين العاصمة، فضلاً عن حديث خبراء قانون إيرانيين عن وقوع مخالفة قانونية بتعيينه في هذا المنصب، لكون شهادته الجامعية لا تتناسب مع المؤهلات العلمية لشغل موقع أمين العاصمة طهران.

أمير حسين قاضي زادة هاشمي

طبيب وسياسي محافظ أو أصولي حسب التسمية الدارجة في البلد للتيار المحافظ. ولد عام 1971 في مدينة فريمان بمحافظة خراسان الرضوية شمال شرقي إيران، وحصل على شهادة الطب الاختصاصي والجراحة في الأذن والأنف والحنجرة.

هذه هي المرة الثانية التي يترشح فيها قاضي زادة هاشمي لخوض الانتخابات الرئاسية الإيرانية بعد ترشحه لانتخابات عام 2021 أيضاً وحصوله على المركز الرابع بين المرشحين السبعة آنذاك، أبرزهم كان الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي الذي فاز فيها.

ضمّه رئيسي إلى الحكومة التي شكلها في أغسطس 2021 مساعداً للرئيس ورئيساً لمؤسسة الشهيد والفدائيين. وكان قاضي زادة هاشمي نائباً في البرلمان الإيراني لأربع دورات متتالية، من دورته الثامنة إلى الحادية عشرة، وفي الدورة الأخيرة شغل حتى مايو/ أيار 2021 منصب النائب الأول لرئيس البرلمان.

كان قاضي زادة هاشمي من قيادات جبهة الصمود (بايداري) المحافظة، وكان ناطقاً باسمها من 2012 إلى 2013 قبل أن ينفصل عنها وينضم إلى حزب قانون الإسلامي الجديد. وهو ابن عم وزير الصحة الإيراني السابق حسن قاضي زادة هاشمي الذي ألغت الحكومة الكندية العام الماضي إقامته.

مصطفى بور محمدي

رجل دين وسياسي بارز ينتمي إلى التيار المحافظ من مواليد عام 1960 في مدينة قم الدينية معقل الثورة الإسلامية الإيرانية جنوب العاصمة طهران.

يترشح لأول مرة لخوض الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وكان قد ترشح لانتخابات مجلس خبراء القيادة الإيراني خلال مارس/ آذار الماضي، لكن مجلس صيانة الدستور رفض ترشحه في بادئ الأمر، قبل أن يعود عن قراره ويصدّق على ترشحه، غير أنه لم يفز في هذه الانتخابات.

يترأس بور محمدي حالياً جمعية العلماء المناضلة المشكلة من رجال الدين المحافظين وهو جسم سياسي يحسب على التيار المحافظ، وتنافسه في التيار الإصلاحي جمعية علماء الدين المناضلين. كان بور محمدي وزيراً للداخلية الإيرانية، من 2005 إلى 2008 في حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الأولى، ثم عيّنه الرئيس السابق حسن روحاني، وزيراً للعدل من 2013 إلى 2017.

وشغل أيضاً مناصب أخرى، منها نائب الشؤون الخارجية لوزير الأمن، ومستشار رئيس السلطة القضائية ورئيس منظمة التفتيش العام، فضلاً عن منصب النائب العام في محافظات خوزستان وهرمزجان وكرمانشاه وخراسان، في العقد الأول من الثورة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة − ستة =

زر الذهاب إلى الأعلى