من الصحافة الإيرانية: منافسة محتدمة بين المرشحين للرئاسة وتخبط بين الناخبين الإيرانيين

ستلعب المناظرات المتلفزة دورا رئيسيا في عملية انتخاب المرشح الرئاسي لإيران خلال الأسبوعين المقبلين.

ميدل ايست نيوز: يمكن اعتبار يومي الجمعة والسبت بمثابة مرحلة ما قبل المناظرة الرئاسية الإيرانية. وفي اليومين الأولين لما بعد الموافقة على مؤهلات المرشحين، بدأت الأصوات المؤيدة لبزشكيان تتعالى، أما في المرحلة الثانية، وقبل أي مناظرة، حدثت بعض الأمور، فمثلا، تمكن بورمحمدي من احتلال الشاشات في البلاد بعد عدة تصريحات مثيرة للجدل تتعلق بمعارضته لحجب وسائل التواصل الاجتماعي وأمور أخرى. كذلك أعلن الإصلاحيون دعمهم لمسعود بزشكيان وتعزيز مكانته، الذي يقف الآن بين مرحلة الصعود والهبوط، حيث يمكن لمناظرة قوية أن تمده بدفعة للأمام.

أما قاليباف، رئيس البرلمان الحالي، فعلى الرغم من تقدمه، إلا أنه لم يتمكن من استقطاب دعم النخب الأصولية وتعزيز موقفه، حيث جعل وجود منافس إصلاحي وآخر أصولي موقفه أكثر هشاشة. ونشط جليلي بين صفوف الأصولية. فقد قام برحلة إلى مدينة قم، معقل الأصوات الأصولية، وطلب ضمناً من أنصاره الضغط على الزعماء الأصوليين لجعله المرشح الرئيسي. كما أعلن زاكاني أنه لن ينسحب هذه المرة.

ويبقى أن نرى ما إذا كانت المناظرات المتلفزة ستغير هذه الأوضاع أم لا. ونظرا لارتفاع نسبة الأصوات المترددة، فإن المناظرات المتلفزة ستلعب دورا رئيسيا في العملية الانتخابية خلال الأسبوعين المقبلين. فإذا خرج قاليباف قوياً وكسر دوامة صمت الأصوليين عنه، فمن الممكن أن ينافس بزشكيان بشدة. وإذا أصبح جليلي صانعا للمفاجآت، فإن الضغط على قاليباف للانسحاب لصالح جليلي سيزداد ويفاقم من صعوبة تصميم الأصوليين معه، الذين يعلمون أن الأخير لا يحظى بشعبية من قبل المتدينين في إيران، فالمرشح المحبب يجب أن يكون قادرا على تخويف الطبقة الوسطى وزيادة المشاركة الانتخابية بحيث يتكرر سيناريو 2013.

لا يرى الإصلاحيون أي معضلة في هذه الانتخابات، فهم يملكون القدرة المحكمة والقوى على التأثير على مشاركة الطبقة الوسطى الحضرية. فمن ناحية، يتنافسون مع المرشحين الأصوليين، ومن ناحية أخرى، مع المعارضة الأجنبية المؤيدة للعقوبات. السياسة ليست سوى مواجهة التحديات باستمرار وإيجاد الحلول لها. إن بدء المناظرات المتلفزة يوم الاثنين سيدخل الحملات الانتخابية إلى مرحلة جديدة. بزشكيان وزكاني وبورمحمدي من بين المرشحين الذين يتمتعون بخبرة أكبر على التحدث،  وينبغي أن نرى ما إذا كان بإمكانهم استخدام هذه الميزة النسبية في المناظرات أم لا؟

المرشح الذي يرتكب أخطاء أقل ويستفيد من الفرص يفوز في الانتخابات. ونظراً للوقت المحدود المتاح للمرشحين للاستعداد، فإن جودة الحملات الانتخابية والرسائل والشعارات هذا العام ليست بالمستوى المطلوب. على الضفة الأخرى، لم يتم الربط بعد بين احتجاجات 2022 والحملات الانتخابية. في حين أن كل عمل جماعي كبير له تأثيرات معينة على الناخبين. يمكن أن تصبح قضية الحجاب والقيود على وسائل التواصل أبرز بحث يطرح في هذه الانتخابات لكن ذلك يعتمد في ما إذا أراد المرشحون الحديث عنها. وإلا فإن قضايا مثل العقوبات أو الفساد يمكن أن تصبح القضية الحاسمة في الانتخابات. وكلما انعكست اهتمامات الناخبين في الحملة الانتخابية للمرشح، كلما زادت الرغبة في المشاركة والتصويت. كما أن الحديث عن قضايا لا علاقة لها بحياة الناخبين يقلل من الأمل في فعالية الانتخابات ويقلل من الرغبة في المشاركة. وتشير الدلائل والشواهد إلى أن إطار الانتخابات لم يتخذ شكل له بعد بين أبناء المجتمع.

وأجريت الانتخابات النيابية قبل شهرين ولم تختف بعد أجواء عدم المشاركة في الانتخابات النيابية عن أعين الرأي العام. من الصعب إقناع الناخب الذي قيل له قبل شهرين أنه لا فائدة من التصويت، وأن الظروف تغيرت وأن الانتخابات أصبحت ذات أثر. يجب أن تكون الانتخابات ساحة لتجلي وتمثيل القضايا المتعلقة بالمصير الجماعي، بحيث تزداد مشاركة الطبقة الوسطى الواعية سياسيا فيها. ولكن المشكلة هي أن الإصلاحيين لا يتحدثون كثيراً مع الناخبين، كما أن بعض الأصوليين ليس لديهم وجهة نظر إيجابية بشأن هذه المحادثة.

 

رحمن قهرمان بور
محلل في شؤون الانتخابات والسياسة الخارجية

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − 13 =

زر الذهاب إلى الأعلى