من الصحافة الإيرانية: كيف خسرت إيران أسواق أوروبا للغاز؟

قال خبير في شؤون الطاقة إن إيران وبهدف تصدير الغاز بحاجة إلى تطوير حقول مشتركة ومستقلة وتحقيق أقصى قدر من الاستخراج حتى تتمكن من الوصول إلى السوق العالمية.

ميدل ايست نيوز: قال خبير إيراني في شؤون الطاقة لو كنا فطنين وتربطنا علاقات جيدة مع دول العالم لتمكنا من تصدير الغاز إلى أوروبا جنبا إلى جنب مع روسيا ولكان اليوم الغاز الإيراني للأوروبيين بديلا عن الروسي.

وقال هدايت الله خادمي لوكالة إيلنا العمالية، في تقييمه لتجارة الغاز الإيراني: لدينا أكبر احتياطي للغاز في العالم بعد روسيا، لكن الأخيرة كانت تمتلك 19-20% من السوق العالمية قبل أحداث الحرب الأوكرانية. ولأننا قمنا بتزويد جميع المنازل الحضرية والريفية بالغاز، لم نترك أي غاز للتصدير. والآن، من أجل التصدير، نحتاج إلى تطوير حقول مشتركة ومستقلة وتحقيق أقصى قدر من الاستخراج حتى نتمكن من الوصول إلى السوق العالمية، لكن لم يحدث شيء في الواقع إلى الآن.

وأضاف: أحد أسباب عدم تطوير مشاريع الغاز هو نقص التمويل. إذا كانت وزارة النفط تنوي تطوير الحقول البحرية أو البرية منها فإنها تحتاج إلى أموال، وصحيح أنها تنتج وتبيع النفط ومشتقاته، لكن ما يعطى لصناعة النفط نفسها لا يتجاوز 14.5% من عائدات هذا القطاع، في حين أن هذه المشاريع التنموية وحتى لا يبقى الاحتياطي في باطن الأرض ويصبح بلا قيمة فهي بحاجة إلى رأس مال.

وتابع: يختلف اليوم وضع النفط عما كان عليه في الماضي، لأن النفط والوقود الأحفوري سيصبحان تدريجياً لا قيمة لهما في سلة الطاقة العالمية، وستحل الطاقة الجديدة محلهما، ما يعني أن عدم الاستخراج سيحرض الدول المجاورة على الإفراط في الاستخراج وسيشجع على هجرة النفط والغاز إلى هذه الدول. وبالتالي فإن الإجراء الأكثر أهمية لصناعة النفط هو أن تقوم الحكومة بتوفير الأموال اللازمة لتطوير الحقول.

وقال خبير الطاقة هذا: لم نستفد من حقول النفط والغاز الطبيعية في البلاد، بل تقوم الدول المجاورة بالاستفادة القصوى منها وتسيطر على السوق الإقليمية. بدأت قطر في الاستخراج قبل 20 عامًا وتمكنت من الاستيلاء على جزء من السوق الإقليمية والعالمية وتصدير الغاز الطبيعي المسال، أما نحن ما زلنا نعاني من عجز في موارد الطاقة وهذا العجز يتسبب في إغلاق وتعطيل الشركات الصناعية، وهذا هو أكبر ضرر اقتصادي يلحق بهذا البلد. لهذه الصدمات تأثيرات خفية جسيمة، وربما لا يدرك الجميع أهمية هذه القضية ومخاطرها.

وواصل هدايت الله خادمي: لو توفرت لدينا الموارد المالية المناسبة لتمكنا من الاستيلاء على السوق. على سبيل المثال، كان من المفترض أن ننقل الغاز إلى باكستان أو الهند أو الصين عبر خط أنابيب السلام، وقد تم الانتهاء من هذا المشروع وقامت إيران بتنفيذ ما جاء في العقد ومد خطوط الأنابيب إلى نقطة الصفر الحدودية، لكن تم إيقاف هذا المشروع وبعد مدة أعلن الجانب الباكستاني أنه يتطلع إلى تنفيذ المشروع مرة أخرى. لكن في الواقع، هذا الخطط قد يتمكن من إيصال الغاز إلى هذه الدول لأننا فقدنا الأسواق بينما يمكن أن نكون ممر الطاقة ومركزها للمنطقة وحتى آسيا.

وذكر هذا العضو السابق في لجنة الطاقة بالبرلمان الإيراني أن “صناع السياسة أدخلوا الغاز في حالة من الفوضى وأخرجوا البلاد من سوق التصدير بسبب سوء الإدارة وقطع علاقات إيران مع العالم ونقص التمويل”، وقال: قبل 15 عاماً، كانت لدينا علاقة جيدة مع تركمانستان، حيث كانت هذه الدولة تعطي الأولوية لإيران في مجالات النفط والغاز. وكنا حاضرين أيضاً في مشاريع التنمية في هذا البلد وكنا نشتري ونتبادل الغاز. حتى أن تركمانستان قامت بحفر بئر وكانت علاقتنا في مجال الطاقة مواتية. كانت تركمانستان تميل نحو إيران بسبب خلافاتها مع أذربيجان، لكننا قمنا بأمور أدت إلى إغلاق مشاريعنا وعملية المقايضة مع هذا البلد ما دفعها إلى التوجه نحو أذربيجان وتركيا.

وواصل: يأتي هذا في وقت كانت تجمعنا علاقات جيدة في مجال النفط والغاز مع هذا البلد، فتركمانستان كانت مستعدة للتعامل مع إيران بأي شكل من الأشكال، لكننا ارتكبنا خطأ جعلها تقطع هذه العلاقة وتتجه نحو منافسي إيران. مثلا، قامت الصين ببناء خط أنابيب ضخم في تركمانستان وهي الآن تتلقى الغاز.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى