الإحصاءات تظهر فشل سياسة حجب مواقع التواصل الاجتماعي في إيران

أظهر تقرير نشرته إحدى وكالات التسويق الرقمي أن 80٪ من الأشخاص في مختلف الفئات العمرية يستخدمون VPN.

ميدل ايست نيوز: في أواخر أغسطس من عام 2022 وبعد الاحتجاجات التي جابت شوارع إيران قررت سلطات البلاد حجب تطبيقي إنستغرام وواتساب. أدى هذا القرار خلال فترة قصيرة إلى إبعاد العديد من المستخدمين الإيرانيين عن هذه التطبيقات، لكن بعد مرور بعض الوقت في شتاء العام نفسه، عاد حوالي 90% من هؤلاء المستخدمين بعد انتشار خدمات كاسر الحجب (VPN) بشكل كبير.

وارتفعت مبيعات تطبيقات كاسر الحجب بين الإيرانيين بنسب غير مسبوقة، بحيث أظهر تقرير نشرته إحدى وكالات التسويق الرقمي أن 80٪ من الأشخاص في مختلف الفئات العمرية يستخدمون VPN، وأكدت أن حجم المبيعات السنوية لبيع وشراء VPN في إيران في عام 2022 بلغ حوالي 25 إلى 30 تريليون تومان.

بالإضافة إلى ذلك، زاد عدد مستخدمي خدمات كاسر الحجب منذ فرض قيود على تطبيقات المحادثة ووسائل التواصل الاجتماعي في إيران، وبحسب التقرير الذي نشرته جمعية التجارة الإلكترونية في طهران في يوليو 2023 حول حالة الإنترنت، فإن 96% من الإيرانيين يستخدمون كاسر الحجب.

وإلى جانب الأرقام الكبيرة للمعاملات المالية وحجم استخدام کواسر الحجب، تشير التقارير الأخيرة للقطاعين العام والخاص إلى استمرار فشل سیاسة مواقع التواصل.

في الآونة الأخيرة، نشرت شركة تحليل وسائل الإعلام ومراقبة الفضاء الافتراضي التابعة لشركة “ديتاك” تقريرًا عن حالة وسائل التواصل الاجتماعي في إيران في عام 2023، والذي يوضح أنه من بين 46 مليون مستخدم إيراني لديهم حسابات على إنستغرام، هناك 31 مليون مستخدم نشط في الوقت الحالي. ومن بين 60 مليون مستخدم إيراني لديهم حسابات على تليجرام، هناك 24 مليون مستخدم نشط.

ومن بين الشركات النشطة التي سجلت الدخول في إنستغرام، فإن الحصة الأكبر بنسبة 33% مخصصة للأزياء والملابس. وبعد ذلك أتت حسابات الجمال والصحة بنسبة 25% في المركز الثاني، والمواد الغذائية بنسبة 12% في المركز الثالث، وأدوات المنزل والمطبخ بنسبة 11% في المركز الرابع، والقرطاسية والتعليم بنسبة 8% في المركز الخامس، والسلع الرقمية بنسبة 7% في المركز السادس والساعات والمجوهرات في المركز السابع بنسبة أربعة بالمئة.

وفي جزء آخر من هذا التقرير، يتم الإشارة أيضًا إلى حجم التداول المالي للإيرانيين في شبكات التواصل الاجتماعي في عام 2023، والذي يصل إلى 130 تريليون تومان (ملياري دولار). ومن هذا المبلغ، كان أكثر من 70 تريليون تومان من حصة سوق التجزئة (المتاجر النشطة في شبكات التواصل الاجتماعي)، و40 تريليون تومان من حصة البنية التحتية والإنترنت (مشغلي الاتصالات)، و20 تريليون تومان كانت حصة الخدمة التكميلية لسلسلة المبيعات (الإعلان والخدمات اللوجستية).

وبناءً على إحصائيات تقرير ديتاك، يبدو أن حجب مواقع التواصل لم يكن له تأثير سلبي كبير على الإقبال على إنستغرام وتليجرام، إذ لا تزال شبكات التواصل الاجتماعي هذه هي الأكثر استخدامًا من قبل الأشخاص والشركات في إيران.

كما تظهر الإحصائيات التي نشرها موقع “تيليمتر” حول عدد القنوات وإجمالي عدد أعضائها في مختلف دول العالم، أن هناك حاليا 210 ألف و800 قناة إيرانية نشطة على تيليجرام وتحتوي على مليار مستخدم.

ولذلك تحتل إيران المرتبة الثالثة في العالم من حيث عدد قنوات التلغرام وأعضائها رغم القيود المفروضة على هذه المنصة.

على الضفة الأخرى، فإن التقرير الأخير لمركز تنمية التجارة الإلكترونية عن حالة هذا المجال العام الماضي، والذي بحث طرق الاستلام وحالة النشاط في شبكات التواصل الاجتماعي، يوضح أن 43% من وحدات التجارة الإلكترونية استخدمت شبكات التواصل الاجتماعي لعرض سلعهم أو خدماتهم كمساحة عمل تكميلية بالإضافة إلى استخدام الموقع الإلكتروني. ومن بين شبكات التواصل الاجتماعي وبرامج المراسلة المختلفة، يحظى إنستغرام بأكبر حصة من الاستخدام بين وحدات التجارة الإلكترونية بنسبة 54%.

بالتالي، يبدو أن خطط الدعم الحكومية في إيران لم تكن تهدف إلى حل التحدي الرئيسي الذي يواجه الشركات فحسب، بل كانت عائقا أمام خلق فرص العمل وتوفير التسهيلات للشركات النشطة على المنصات المحلية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − اثنا عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى