“مسعود بزشكيان”.. هل يتمكن الإصلاحيون من استعادة بريقهم؟

سلطت بعض وسائل الإعلام الإيرانية الضوء على قرار "مجلس صيانة الدستور" بقبول ترشح الإصلاحي مسعود بزشكيان في الانتخابات الرئاسية يوم 28 يونيو/حزيران الجاري.

ميدل ايست نيوز: سلطت بعض وسائل الإعلام الإيرانية الضوء على قرار “مجلس صيانة الدستور” بقبول ترشح الإصلاحي مسعود بزشكيان في الانتخابات الرئاسية يوم 28 يونيو/حزيران الجاري، وذلك بعد تحطم مروحية الشهر الماضي أدى إلى مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي ومسؤولين آخرين.

وسيخوض بزشكيان- وهو المرشح الإصلاحي الوحيد- الانتخابات بجانب 5 مرشحين آخرين حصلوا أيضا على موافقة المجلس، وهم: رئيس البرلمان الحالي محمد باقر قاليباف. وممثل المرشد في المجلس الأعلى للأمن القومي والمحسوب على التيار المتشدد سعيد جليلي. وعمدة طهران علي رضا زاكاني. ورجل الدين المحافظ مصطفى بورمحمدي. ورئيس مؤسسة “الشهيد” حسين قاضي زاده هاشمي.

وأقصى المجلس شخصيات وقيادات بارزة، في مقدمتهم: الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، ورئيس البرلمان السابق علي لاريجاني. ويحظى المجلس بنفوذ كبير، إذ إنه يُشرف على عمل مجلس الشورى الإسلامي، كما أن جميع قوانين البرلمان في إيران يجب أن تحصل على موافقة هذا المجلس قبل اعتمادها.

ونشرت صحيفة “هم ميهن” تقريرا بعنوان “بزشكيان يتمتع بدعم كبير من الإصلاحيين والمعتدلين” في عددها الصادر يوم 11 يونيو. وقال التقرير إن “كل الأحزاب والوجوه الإصلاحية البارزة تدعم المرشح الإصلاحي الوحيد في الانتخابات القادمة، وهو مسعود بزشكيان الذي شكل فريقه الانتخابي بالفعل، وأن التحليلات تقول إن بزشكيان قادر على إحداث تحول في الاتجاهات الحاكمة في البلاد حاليا وأن هناك تكهنات بأن الانتخابات الرئاسية القادمة قد تنجح في كبح التيار الإقصائي الحاكم”.

ويرى محمد قوجاني الصحافي الإصلاحي البارز ورئيس اللجنة السياسية لحزب “كاركزاران” (فصيل الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني) في مقال بصحيفة “سازندكي” المحسوبة على هذا الفصيل أن الإصلاحيين قد يفوزون بشرط واحد وهو اتحاد كل الأحزاب والشخصيات الإصلاحية… ويجب على الإصلاحيين تجاوز الخلافات ومفاجأة “مجلس صيانة الدستور” الذي قام هو بدوره بمفاجأة الإصلاحيين (من خلال تأييد بزشكيان) واستعادة إيران من التيار الأصولي المتشدد واستعادة العاصمة من قبضة السلطة المتشددة الإقصائية الراهنة… إن مسعود بزشكيان بإمكانه أن يكون رئيس إيران القادم وهذه حقيقة ستشكل مفاجأة مدوية للتيار المتشدد و”مجلس صيانة الدستور”.

وأعلن حزب “نداء الإيرانيين” وحزب “الاعتدال والتنمية” دعمهما لبزشكيان. وأعرب حزب “نداء الإيرانيين” في بيان بهذا الشأن عن أمله في أن يتمكن بزشكيان من “إعادة الجهاز التنفيذي في البلاد إلى سكة العقلانية”. وأضاف البيان: “تمثل الموائد الفارغة للطبقة الفقيرة والطبقة الوسطى التي لم تعد تستطيع دفع إيجار البيت وتوقف عجلة الإنتاج والاقتصاد المتهالك حقيقة مريرة تدفعنا نحو مشاركة واسعة وتاريخية في الانتخابات من أجل إحداث تحول في الظروف القائمة من خلال صناديق الاقتراع”.

وتابع: “تعمل ثلاثة وحوش على تدمير الحاضر والمستقبل في إيران وهذه الوحوش هي الحكومة التي تعارض نهج التنمية والسياسة الخارجية المولدة للعقوبات والفساد الداخلي المستشري وذلك في ظل الأزمة الإقليمية الشاملة الراهنة”. واعتبر البيان أن “بزشكيان قد يشكل فرصة للتغيير والتحول إلى الأفضل”.

وأكد حزب “الاعتدال والتنمية” في بيان له على لزوم تحقيق الحد الأقصى من المشاركة الشعبية في الانتخابات القادمة وانتخاب رئيس يتمتع بكل المواصفات اللازمة لرئاسة السلطة التنفيذية وقادر على اتخاذ الإجراءات وتنفيذ الإصلاحات اللازمة للخروج من التحديات الداخلية والأزمات الخارجية”. وأضاف أن “الدكتور مسعود بزشكيان هو الشخصية التي تؤمن بالاستعانة بالسلائق المختلفة في إدارة البلاد وتتمتع بشعبية أكبر من غيرها”.

وأعلنت آذر منصوري الأمينة العامة لحزب “اتحاد الشعب” ورئيسة “جبهة الإصلاحات” عن دعمها لبزشكيان في الانتخابات. وقالت: “نبذل جهدنا ليفوز بزشكيان في الانتخابات وذلك في ظل هذا المشهد غير المتكافئ ونستمر في المطالبة بنيل حقوق الشعب، ومنها: حق إجراء الانتخابات الحرة والعادلة والتنافسية”.

وأعرب “تجمع قوات خط الإمام” (مجموعة إصلاحية) عن دعمه لبزشكيان، مؤكدا على لزوم بذل الجهود لـ”تشكيل حكومة تتبنى العقلانية والسياسة التنموية من خلال الاستعانة بكل الكفاءات العلمية والتنفيذية في البلاد دون الاتجاه نحو المصالح السياسية والفئوية الضيقة… وبالتالي نعلن عن دعمنا للدكتور مسعود بزشكيان وندعو الناخبين خاصة الشباب إلى المشاركة في الانتخابات من أجل تجاوز الظروف الراهنة، حيث إن زيادة نسبة الأصوات لصالح بزشكيان تؤدي إلى منع استمرار التطرف والسياسات غير السلمية في إدارة البلاد”.

من جهته، كتب عباس عبدي الصحافي والمحلل السياسي الإصلاحي مقالا في صحيفة “اعتماد” قال فيه: “لقد فشل مشروع السياسة الإقصائية التي تم اعتمادها خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وتشكل هذه السياسة الإقصائية تهديدا للبلاد والشعب”.

وتابع عبدي قائلا: “خذ ما حققه محمد خاتمي من فوز كاسح في انتخابات 2001 على محمل الجد. لا تطلق وعودا مستحيلة وغير واقعية… لأن الناخبين الذين يريدون التصويت لك سيعتبرون مثل هذه الوعود الفارغة إهانة لهم”.

الأغلبية الصامتة

ويرى المتحدث باسم حزب “اعتماد ملي” الإصلاحي محمد صادق جوادي حصار، في حوار مع موقع “انتخاب” الإخباري، أنه “من غير المعروف مدى تأثير بزشكيان في حث الفئات الصامتة (الفئات المنتقدة للوضع الراهن والتي لم تحسم أمرها بشأن التصويت في الانتخابات والتي تشكل الأغلبية) على الذهاب إلى صناديق الاقتراع ولكنني أعتقد أن بزشكيان قادر على استقطاب الطبقة الرمادية التي لم تحسم أمر مشاركتها في التصويت في حال عدم حصول أية مفاجآت”.

وأضاف: “تعتقد فئات واسعة بأن نتيجة الانتخابات لن تؤثر على سياسات النظام التي تتم إدارتها من قبل آخرين. والجدل الراهن هو أنه هل بإمكان بزشكيان إحداث تحول وتغيير؟ إذا اقتنعت الجماهير بأن هذا المرشح (بزشكيان) يختلف عن غيره فسنجد موجة من الأمل بإحداث تحول ما في المجتمع”.

ويقول المتحدث باسم حزب “اعتماد ملي” الإصلاحي إسماعيل كرامي مقدم، في حوار مع وكالة “إيلنا” للأنباء: “نتوقع أن بزشكيان سيحصل على نسبة عالية من التصويت فهو يتمتع بدعم الأحزاب الإصلاحية وسنشهد استقطابا رئيسا بين بزشكيان وأحد مرشحي المتشددين”.

وأضاف كرامي مقدم أنه “يمكن القول إن الاقتصاد سيكون محور البرامج الانتخابية لبزشكيان. ويستطيع بزشكيان كسب ثقة المواطنين وحثهم على التصويت”.

وكتب الناشط الإصلاحي والقيادي في حزب “اتحاد الشعب” حسين نوراني نجاد في “تلغرام” أن “مسعود بزشكيان هو الفرصة في الانتخابات القادمة لأنه يملك سجلا نظيفا ويتسم بالنزاهة والخطاب المساند للفقراء ويعارض القيود الثقافية والاجتماعية، فيمكن القول إن بزشكيان يقف في وجه المعسكر المسبب للظروف الراهنة والمتجاهل لمطالب الشعب والمنادي بإقصاء المنافسين”. وتابع: “هناك فرصة سانحة للمجتمع لإحداث تغيير ما”.

وأضاف: “يمثل محمد باقر قاليباف الضلع الثاني وهو رمز الأصولية الجديدة… والضلع الثالث هو الأصولية المتشددة ويتشكل من سعيد جليلي، وعلي رضا زاكاني، وأمير حسين قاضي زاده هاشمي… أما الضلع الرابع فهو اليمين التقليدي المتمثل في مصطفى بور محمدي”.

ويعتبر الكاتب أن “السلطة الحاكمة قررت زيادة الإقبال الشعبي على صناديق الاقتراع. وقد يكون السبب وراء ذلك الاستعداد المبكر لعودة ترمب المحتملة للبيت الأبيض من خلال قيام التيار الإصلاحي بإصلاح بعض السياسات التي لم تنفع الشعب بشيء خلال الأعوام الثلاثة الماضية وأدت إلى زيادة الريعية وسوء الإدارة وعدم المنافسة في البلاد”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
المجلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى