الانتخابات الرئاسية الإيرانية: ماذا يريد الناخب الإيراني من رئيسه المقبل؟
تقترب الساعات الأخيرة للانتخابات الرئاسية في إيران من الانتهاء وسط تكهنات كثيرة عن صاحب الحظ الأوفر فيها.
ميدل ايست نيوز: تقترب الساعات الأخيرة للانتخابات الرئاسية في إيران من الانتهاء وسط تكهنات كثيرة عن صاحب الحظ الأوفر فيها والذي سيتولى قيادة هذه البلاد بعد انتخابات فجائية مبكرة جاءت في ظل ظروف اقتصادية وسياسية غير مستقرة وهو ما جعلها محورية لمستقبل البلاد.
وتوجه الناخبون الإيرانيون، اليوم الجمعة، ابتداء من الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي، إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس التاسع للبلاد منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
انطلقت الانتخابات الرئاسية الإيرانية عند الساعة الثامنة من صباح اليوم الجمعة، بالتوقيت المحلي، في 59 ألف مركز اقتراع في إيران وأكثر من 95 دولة حول العالم لاختيار الرئيس التاسع للبلاد منذ الثورة الإسلامية عام 1979، والتي يتنافس فيها أربعة مرشحين، ثلاثة منهم محافظون، هم: رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، والأمين السابق لمجلس الأمن القومي سعيد جليلي، ورئيس جمعية العلماء المناضلة رجل الدين مصطفى بور محمدي، إضافة إلى المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان، وذلك بعد انسحاب المرشح المحافظ أمير حسين قاضي زادة هاشمي مساء الأربعاء، ورئيس بلدية طهران علي رضا زاكاني أمس الخميس.
وفي وقت متأخر من مساء اليوم الجمعة أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية الإيرانية تمديد الاقتراع لساعتين حتى الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي.
ويواجه الإيرانيون عدة تحديات، ما جعلهم يعبرون عن تطلعاتهم وآمالهم في رئيس يمكنه تحقيق التغيير والإصلاح في فترة حرجة من تاريخ إيران. وهنا سنسعى في هذه المادة أن نسلط الضوء بإيجاز على أهم رغبات الشعب الإيراني التي عبّر عنها على وسائل التواصل الاجتماعي أو أثناء المقابلات التلفزيونية أو عبر مقالات الرأي على وسائل الإعلام والصحف.
الأوضاع الاقتصادية والتحديات المعيشية
أولى الأولويات لدى الإيرانيين هي تحسين الأوضاع الاقتصادية وخفض معدلات التضخم المرتفعة التي تنهش اقتصاد البلاد والقضاء على البطالة وإعادة الأمجاد لقيمة الريال الإيراني المتدنية. تفاقمت هذه المشكلات بسبب العقوبات الدولية المفروضة على البلاد والتي أدت إلى تقليص الإيرادات من قطاع النفط الحيوي. لذلك، يطمح الإيرانيون لرئيس يتمكن من إعادة إحياء الاقتصاد من خلال سياسات فعالة وتنويع مصادر الدخل، والحد من الاعتماد على النفط.
الحاجة إلى الإصلاح السياسي
يتطلع الإيرانيون أيضاً إلى إصلاحات سياسية تعزز من الحريات العامة والحقوق المدنية. الشكاوى من غياب الحريات الأساسية تزايدت في السنوات الأخيرة، مما دفع بالكثيرين إلى المطالبة بحكومة أكثر شفافية ومساءلة. الأمل يكمن في رئيس يمكنه فتح قنوات الحوار مع مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية، والعمل على تعزيز سيادة القانون ومكافحة الفساد.
السياسة الخارجية والعلاقات الدولية
على الصعيد الخارجي، يتمنى الإيرانيون رؤية رئيس يتمكن من تحسين العلاقات الدولية المعقدة، خاصة مع الدول الغربية. إحياء الاتفاق النووي مع القوى الكبرى يعتبر خطوة مهمة لتحقيق هذا الهدف، إذ يمكن أن يسهم في تخفيف العقوبات وفتح الباب أمام استثمارات أجنبية جديدة، مما سيعود بالفائدة على الاقتصاد المحلي.
التكنولوجيا والتعليم
يعتبر كثير من الإيرانيون قطاع التعليم والتكنولوجيا أولوية يجب على رئيس البلاد المقبل أن يضعها على جدول أعماله. فالشباب في إيران، والذين يشكلون نسبة جيدة من السكان، يطمحون إلى نظام تعليمي يوفر لهم فرصاً أفضل ويعزز من قدراتهم التنافسية في سوق العمل، ويشددون على أهمية تطوير قطاع التكنولوجيا والابتكار الذي يعتبر من الأمور التي قد تساعد في تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتوفير فرص عمل جديدة.
ويرى صحفيون خلال منشورات لهم على إكس (تويتر سابقا) أن إزالة القيود على مواقع التواصل الاجتماعي وإتاحة المجال للتعبير عن الرأي والاستفادة من منصات المراسلة هو أمر لا يجب على رئيس البلاد المقبل أن يغفل عنه، محذرين من العواقب التي يتعرض لها اقتصاد البلاد من حجب مواقع التواصل الاجتماعي والتي تشجع مافيات وحيتان خدمات كاسر الحجب على توسيع نطاق عملهم واستغلال هذا القرار لصالحهم.
الصحة والرعاية الاجتماعية
في ظل جائحة كورونا، أصبحت الرعاية الصحية أكثر أهمية من أي وقت مضى. وهو ما دفع الإيرانيين للمطالبة بتحسين النظام الصحي وتوفير رعاية صحية متكاملة لكل المواطنين. التحديات التي فرضتها الجائحة أبرزت الحاجة إلى تعزيز قدرات النظام الصحي لمواجهة الأزمات المستقبلية وتقديم خدمات أفضل.
وستكون هذه الانتخابات بمثابة اختبار لقدرة الحكومة الإيرانية على الاستجابة لطموحات الشعب وإحداث التغيير المطلوب في فترة تتسم بالتحديات الكبيرة.