إيران.. المناظرة الثانية للانتخابات الرئاسية تتحول إلى ساحة خلاف ومشادات كلامية

تحولت المناظرة الثانية والأخيرة بين مسعود بزشكيان وسعيد جليلي إلى ساحة خلاف بين الطرفين حول السياسة الخارجية وتأثيراتها الاقتصادية.

ميدل ايست نيوز: تحولت المناظرة الثانية والأخيرة بين مسعود بزشكيان وسعيد جليلي، المرشحين المتأهلين للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، إلى ساحة خلاف بين الطرفين حول السياسة الخارجية وتأثيراتها الاقتصادية.

وظهر هذا الاختلاف في وجهات النظر في المناظرة السياسية بين المرشحين ليلة الاثنين الماضية، لكنه استمر بقوة أكبر في المناظرة الثانية التي جرت مساء أمس الثلاثاء.

وفي بداية تصريحاته، اعتبر مسعود بزشكيان سياسات سعيد جليلي السبب وراء بقاء إيران تحت العقوبات الدولية، وقال “لا يمكننا أن ننمو ونحن في قفص”.

ورداً على مستضيف المناظرة حول ما إذا كان بإمكانه رفع جميع العقوبات المفروضة على إيران، أكد هذا المرشح الرئاسي: ليس من المقرر أبدا أن نلغي جميع العقوبات أو نبقيها. إنه حوار وتفاوض ويعتمد على ما يقدمونه (ويقصد الغرب) وعلى ما نقدمه.

وردا على ذلك، انتقد سعيد جليلي بزشكيان لقوله “إننا في قفص”، واتهمه ومستشاريه، كما في المناظرة الأولى، بالتخطيط لتقديم تنازلات جديدة لرفع العقوبات الغربية.

وفي هذه الحلقة أصبحت المناظرة مسرحاً للجدال بين المرشحين للرئاسة.

وقال جليلي: فيما يتعلق بملف العقوبات، أنتم تعرفون طريقاً واحداً وتقولون وتذهبون لكنم لا تحصدون أي نتيجة بل تزيد العقوبات أكثر فأكثر، وتصرون مرة أخرى على السير في نفس الطريق.

وردا على جليلي، تساءل مسعود بزشكيان: هل هذا يعني أنكم ستطيرون مع العقوبات؟

وأشار جليلي أيضًا إلى حكومات أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي وحسن روحاني، وقال إن “البلاد” كانت في أيدي أصحاب التفكير المماثل لمسعود بزشكيان منذ 40 عامًا، وهو لا يزال “مدينًا”.

ولم يذكر حكومة محمود أحمدي نجاد، الذي كان مسؤولاً عن الملف النووي الإيراني في معظم وقته.

كما ادعى جليلي أن حكومة الراحل إبراهيم رئيسي كانت قادرة على خلق “طوفان من الاستثمارات والصادرات الأجنبية” حسب تعبيره.

وبعد أن انتقد نبرة حديث منافسه، قال بزشكيان إذا تحسن الوضع الاقتصادي فلماذا لا يشعر الناس بنفس الشعور؟

وتساءل بزشكيان مخاطبا الإيرانيين هل كان وضعكم أفضل في حكومة محمد خاتمي أم الآن؟ ثم قال لجليلي، إذا كانت لديك خطة، فلماذا لم تجعلها متاحة لحكومة رئيسي؟

وفي الجزء التالي من المناظرة، اتهم سعيد جليلي منافسه بـ«المراوغة» في حلوله لرفع العقوبات، وأضاف أن «الحل الوحيد كان أن نذهب ونعطي النقاط مرة أخرى ونضغط عليهم للانسحاب».

كما ادعى أنه لم يصدُر أي قرار ضد إيران خلال فترة ولايته. ويبدو أنه كان يشير إلى الفترة التي كان فيها أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي وصدرت عدة قرارات في مجلس الأمن الدولي ضد البرنامج النووي الإيراني.

وتماما مثل مناظرة الاثنين الماضي، ذكر أن خطته هي جعل أمريكا “تندم” على فرض عقوبات على إيران، وفي الوقت نفسه، وصف أداء وزير الخارجية محمد جواد ظريف بأنه “مثير للاشمئزاز”.

في المقابل، اعتبر مسعود بزشكيان أن تقدم البلاد هو “التواصل مع العالم ورفع العقوبات”، مشيراً إلى خطة المرشح المقابل لتحقيق نمو اقتصادي بنسبة 8%، وقال: إنه يتخيل أن بإمكانه تحقيق 8% من النمو دون ترسيخ علاقات مع دول العالم.

وفي جزء آخر من تصريحاته أشار إلى مستوى المشاركة الشعبية في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وقال: رغم كل معاركنا الدعائية، جاء فقط 40% من الناس؛ 60% من الإيرانيين لم يأتوا ولا يقبلون أحداً منا. لكن في حال سيطر فكركم على أجواء البلاد، ستصبح هذه النسبة 20٪.

وفي تتمة المناظرة نشبت مشادة كلامية بين المرشحين للرئاسة.

واعتبر مسعود بزشكيان أن المسبب لمشاكل إيران هو “مديرون غير أكفاء وعديمي الخبرة”، وأضاف: يقولون إن الناس من حولي سيئون. هل يعلم هؤلاء من يجتمع خلف هذا (ويقصد منافسه جليلي)؟ الأفراد الذين اقتحموا السفارة (ويقصد السفارة السعودية).

يعلق جليلي: اذكر لي اسماً.

وقال بزشكيان إن الناس تعلم من اقتحم السفارتين البريطانية والسعودية.

وفي ختام حديثه قال مسعود بزشكيان: لم آت لأصبح خطرا آخر على إيران. جئت لأجعل الحكومة تسمع الأصوات التي لم تُسمع”.

وأضاف هذا المرشح الإصلاحي: لقد جئت لأكون المتحدث الرسمي وأحقق رغبات جميع المحرومين والمطرودين بالتفاهم والوحدة الوطنية. إنني أعتبر استمرار الوضع الحالي غير العادل أمراً خطيراً وغير محتمل بالنسبة للشعب.

وأوضح بزشكيان أن “أغلبية المواطنين” في إيران محرومون من التمتع بحياة طبيعية خالية من الهموم، وتم تجاهل “حقوقهم القانونية ومطالبهم القديمة والجديدة” في مختلف المجالات.

وفي الجزء الأخير من هذه المناظرة، خاطب سعيد جليلي “شعب إيران” وشدد على أن وقت “الاختيار” قد حان.

وقال هذا المرشح الأصولي إن الوقت قد حان “للاختيار بين العودة إلى فترة تعطيل البلاد التي استمرت 8 سنوات (ويقصد دورتا حسن روحاني) أو تمديد حكومة إبراهيم رئيسي.

وتابع: إن تجربتي التي تمتد لـ 35 عاماً من العمل في السياسة الخارجية أوصلتني إلى هنا ولكي نحل هذه القضايا يتطلب منا أن نمتلك النبل والشجاعة للوقوف في وجه الفساد الداخلي والضغوط الخارجية. مع القفزات في الإنتاج ولعب الأدوار من قبل الشعب في العدالة، وفي التقنيات المتقدمة وفي العلاقات الواسعة مع العالم وفي عدم التخلف عن الركب. هذا الحل يحتاج إلى دعم شعبي.

إقرأ أكثر

أول مناظرة بين بزشكيان وجليلي: انتقادات لاذعة ومخاوف من الاتفاق النووي وفاتف

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر − أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى