كيف انعكس انتصار “بزشكيان” في وسائل الإعلام الغربية؟
كان لفوز مسعود بزشكيان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية تأثير واسع في وسائل الإعلام الغربية.

ميدل ايست نيوز: كان لفوز مسعود بزشكيان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية تأثير واسع في وسائل الإعلام العالمية، حيث قامت العديد من القنوات التلفزيونية والصحف ووكالات الأنباء في العالم بتحليل هذا الحدث من زوايا مختلفة.
واعتبرت وكالة رويترز في تقرير لها بزشكيان سياسي من “الطبقة المتوسطة المعتدلة” ولم يكن بارزا كثيرا في البيئة السياسية الإيرانية، لكنه استطاع الفوز بأكثر من 50% من الأصوات من خلال الوعود بتحسين علاقات إيران مع دول العالم وإرساء الحرية في البلاد.
وتتوقع رويترز أن يتبنى بزشكيان سياسة خارجية عملية ويخفف من وطأة التوترات بشأن المحادثات المتوقفة مع القوى العالمية لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة.
وأضافت هذه الوكالة أن العديد من الناخبين الإيرانيين يشككون في تنفيذ الوعود التي أطلقها بزشكيان، خاصة فيما يتعلق بالحريات الاجتماعية، وقائلة إنهم غير متأكدين من نيته مواجهة رجال الدين والقيادات العسكرية في الحكومة الإيرانية.
وأشارت أسوشيتد برس هي الأخرى إلى بزشكيان على أنه مرشح إصلاحي فاز على الراديكالي سعيد جليلي من خلال الوعود بتحقيق علاقات أفضل مع الغرب وتخفيف القيود على الحجاب.
وكتبت وكالة الأنباء هذه أيضًا أن بزشكيان لم يعد بأي تغييرات جوهرية خلال حملاته الانتخابية بل شدد مرارًا وتكرارًا على أنه ينبغي اعتبار المرشد الأعلى الحكم النهائي للنزاعات الداخلية.
واعتبرت صحيفة الغارديان في تقرير لها فوز بزشكيان علامة على الاستياء العميق للمجتمع الإيراني من التوجهات العامة للبلاد في السنوات القليلة الماضية، وأضافت أن الناخبين يأملون أن يتمكن هذا السياسي الإصلاحي من فتح آفاق جديدة ومسارات للتفاعل مع الغرب.
كما أشارت الغارديان إلى شعارات بزشكيان ضد شرطة الأخلاق والقيود على وسائل التواصل، وأضافت أنه على الرغم من أن شريحة في إيران وصفته بالساذج وعديم الخبرة في مجال السياسة، إلا أن معظم لجان بزشكيان أسسوا حملتهم الانتخابية على الشفافية والصدق.
ووصفت صحيفة نيويورك تايمز في مقال لها بزشكيان بأنه سياسي معتدل يدعم تحسين العلاقات مع الغرب.
وكتبت وسيلة الإعلام الأمريكية هذه أنه على الرغم من أن المرشد الأعلى يتمتع بأكبر قدر من السلطة كزعيم في إيران، إلا أن المحللين يعتقدون أن الرئيس يمكنه أيضًا تحديد السياسات الداخلية وتشكيل السياسة الخارجية.
وأشارت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها إلى انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات الإيرانية، خاصة في الجولة الأولى، وكتبت أنه إبان هذه الانتخابات كان بزشكيان شخصا غير معروف لدى الغرب، ويعتبر فوزه هزيمة كبيرة للمتشددين المحافظين في إيران.
وأضافت هذه الصحيفة أن هذا الموضوع مهم لأن إيران تمر بمرحلة حرجة مع تصاعد التوترات فيما يتعلق بالبرنامج النووي والقضايا الإقليمية.
وفي إسرائيل، أشارت صحيفة “تايمز الإسرائيلية” إلى بزشكيان كسياسي إصلاحي وعد بتحسين علاقات إيران مع جميع دول العالم باستثناء إسرائيل. كما توقعت هذه الصحيفة أن بزشكيان سيواجه تحديات من قبل المتشددين حتى في تحقيق أهدافه الصغيرة.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز في تقريرها إن انتصار بزشكيان سيعني وجود رئيس إصلاحي في إيران بعد عقدين من الزمن. وكتبت وسيلة الإعلام هذه أن بزشكيان سيواجه تحديات كبيرة، وأن انخفاض مشاركة الشعب هو علامة على شعور المجتمع بالإحباط السائد تجاه قياداته، سواء من الإصلاحيين أو الأصوليين.
وكتبت صحيفة فايننشال تايمز أيضًا أن “جزءًا من المجتمع الإيراني اعتبر أي تواجد في صناديق الاقتراع علامة على إضفاء الشرعية على النظام السائد في إيران وأظهروا نفورهم من الحكومة من خلال مقاطعة الانتخابات”.
وتوقعت وسيلة الإعلام هذه أن أي محاولة لإصلاح البلاد ستقابل بمقاومة قوية من المتشددين الأصوليين، وبالنظر إلى أن المرشد الأعلى هو صاحب القرار النهائي في الشؤون الداخلية والخارجية، فإن بزشكيان سيكون لديه صلاحيات محدودة للتأثير على لهجة ونهج الحكومة المحلية والسياسات الخارجية.