إيران.. تحذير من انقراض الحياة في أصفهان بسبب التغيرات المناخية

كلما زاد العجز في طبقات المياه الجوفية، كلما زاد جفاف سطح التربة وسيؤدي ذلك إلى تدمير الغطاء النباتي وظهور موجات الغبار والتلوث.

ميدل ايست نيوز: قال خبير إيراني في شؤون البيئة إن عواصف الغبار وتلوث الهواء مستمرة في إيران منذ 20 عاما.

وتشير الإحصائيات إلى أن مصادر ظهور الغبار تتزايد بشكل منتظم ومستمر في إيران، كما يتزايد متوسط ​​درجات الحرارة ومستوى جفاف سطح التربة. السبب الأكثر أهمية لهذه الأحداث هو أزمة طبقات المياه الجوفية. فكلما زاد العجز في طبقات المياه الجوفية، كلما زاد جفاف سطح التربة وسيؤدي ذلك إلى تدمير الغطاء النباتي وظهور موجات الغبار والتلوث.

وتشهد المحافظات الوسطى في البلاد، بما فيها أصفهان والمركزي وطهران ويزد، أزمات جوية حادة. وتسبب تزايد الغبار في أصفهان ويزد في الأيام الأخيرة في خلق ظروف صعبة للمواطنين. كما أن الارتفاع غير المعتاد في درجات الحرارة في أصفهان جعل العيش في هذه المدينة صعبًا، ووفقًا للخبراء، فإن أصفهان والمحافظات الوسطى تتجه نحو وضع غير قابل للتحمل.

وحول ازدياد عواصف الغبار وتلوث الهواء وسط البلاد، قال محمد درويش، الخبير في شؤون البيئة، لموقع انتخاب: تنتشر صناعات المياه والطاقة وسط إيران، بما في ذلك أصفهان ويزد ومركزي وسمنان وطهران والبرز وقزوين، حيث تقع معظم مصانع الأسمنت والصلب والكريات والبتروكيماويات في هذه المناطق، وهي تسبب تراكمًا كبيرًا للملوثات. وقد تسببت خطط نقل المياه إلى هذه المحافظات في تهميش القيود القليلة التي كانت موجودة أمام توسع المصانع. فإذا وصلت أصفهان إلى مؤشر التلوث 500، فذلك بسبب عدم توفر المياه للصناعة، لكن عندما يكون هناك ماء، لأصبح المؤشر أكثر من ألف.

وقال درويش عن دور مصافي التكرير وصناعات الصلب في خلق أزمة المناخ في أصفهان والمناطق الوسطى من البلاد: تتجه أصفهان بمنحدر حاد نحو مرحلة تصبح غير قابلة للعيش. مستقبل هذه المحافظة مرعب جداً بسبب خطورة الصناعات. موارد المياه في أصفهان تنفد بسرعة. ووفقاً لدراسات جامعة نجف آباد، فإن المياه الجوفية في أصفهان ستنضب بين عامي 2030 و2039. وتظهر دراسة الدكتور كندم كار في جامعة نجف آباد أن متوسط ​​ارتفاع درجات الحرارة في الأربعين سنة الأخيرة في أصفهان كان أكثر من 4 درجات، بينما خلال هذه الفترة كان متوسط ​​ارتفاع درجات الحرارة في إيران حوالي 1.5 درجة وفي العالم أقل من 1.1 أعشار.

وأضاف: العالم كله يتكاتف اليوم لمنع ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 4 درجات في عام 2070، لكن أصفهان لا زالت في وجه العاصفة. إن تزايد حالات الاكتئاب وأمراض الجهاز التنفسي في أصفهان يدل على مستقبل هذه المدينة. على المتواجدين في وزارة الصحة ومحافظة وبلدية أصفهان ومن يملكون الإحصائيات وينكرونها، أن يعلموا أن الوضع في أصفهان محرج.

وواصل الخبير الإيراني: يجب علينا تحديد اقتصاد في البلاد لا يعتمد على المياه. يجب ألا تنتهي جميع مسارات إنتاج المال على حساب المياه. يجب أن يتجسد فن الحكم في إيران بتعريف فرص العمل لا تسبب تلوثا للهواء أو نقصا في المياه. وهذا الاحتمال متاح في إيران التي تبلغ مساحتها 165 مليون هكتار وتتمتع بتنوع ثقافي وطبيعي وتاريخي وإنساني استثنائي.

وقال عن استغلال الإمكانات الطبيعية للبلاد للتغلب على الأزمات المناخية: يمكننا التغلب على الوضع الراهن من خلال التحول المناسب في ترتيبات التنمية والتحرك نحو اقتصاد لا يعتمد على المياه. نحن بحاجة إلى نشر أكبر محطات للطاقة الشمسية في أراضي البلاد، فنحن أكبر دولة في المنطقة من حيث الخط الساحلي ونستطيع استخدام طاقة الأمواج.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 + ثمانية عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى