ما العوائق التي تقف أمام تطور السياحة الإيرانية؟

تعد السياحة محركًا قويًا للنمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي ويمكن أن تساهم بشكل كبير في التنمية الشاملة لأي بلد.

ميدل ايست نيوز: كان عدد السياح في إيران في عام 2019 وقبل انتشار وباء كورونا يصل إلى 8 ملايين سائح. في حين كانت تركيا تستقبل أكثر من 50 مليون سائحا وأدرجت في قائمة الدول العشر الأكثر زيارة في العالم. وفي العام نفسه، استقطبت السعودية أكثر من 20 مليون سائح، كما بلغ عدد زوار الإمارات ما يقارب 17 مليون سائح.

ما الذي يعيق السياحة في إيران؟

يقول محمد رحيم رهنما، المدير العام السابق للتراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحة في خراسان الرضوية، لصحيفة دنياي اقتصاد: تعد السياحة محركًا قويًا للنمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي ويمكن أن تساهم بشكل كبير في التنمية الشاملة للبلد، فالسياحة باعتبارها صناعة عالمية كبرى لديها القدرة على خلق فرص العمل وتوليد النقد الأجنبي وتحفيز مختلف القطاعات ذات الصلة مما يجعلها تصبح هدف جذاب لاستراتيجيات التنمية الوطنية.

وفي معرض مقارنته للإحصاءات السياحية لإيران وتركيا والسعودية ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط، يوضح: في عام 2019، ساهمت السياحة بحوالي 6.5% من الناتج المحلي الإجمالي لإيران ودعمت 1.2 مليون فرصة عمل مباشرة. بينما ساهمت السياحة بنحو 12.6% من الناتج المحلي الإجمالي لتركيا عام 2019 ودعمت أكثر من 2 مليون فرصة عمل مباشرة. وفي المملكة العربية السعودية، ساهمت السياحة بنحو 3.3% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2019 ودعمت أكثر من مليون فرصة عمل مباشرة. كما ساهمت السياحة في دولة الإمارات خلال ذلك العام بنحو 11.9% من الناتج الإجمالي ودعمت أكثر من 600 ألف فرصة عمل مباشرة.

وأضاف: رغم تمتع إيران بإمكانات كبيرة في صناعة السياحة، إلا أنها ليست من بين قادة العالم من حيث عدد السياح الأجانب وعائدات السياحة (مساهمة هذه الصناعة في الاقتصاد).

وأكد المدير العام السابق للتراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحة في خراسان الرضوية أنه يمكن للجهود الدبلوماسية والحد من التوترات ورفع العقوبات أن تساعد في تحسين صورة إيران الدولية وإمكانية وصول السياح إليها.

ولفت هذا الاستاذ الجامعي إلى تحديات البنية التحتية في البلاد، فقال: تفتقر إيران إلى الفنادق ذات الجودة الكافية والمطارات الحديثة وشبكات النقل الفعالة في أجزاء كثيرة من البلاد. ولحل هذه المشكلة، ينبغي أن تكون هناك زيادة في الاستثمار في تطوير البنية التحتية السياحية، سواء من قبل الحكومة أو القطاع الخاص.

ويرى رحيم رهنما أن القيود المفروضة على التسويق والإعلان والعلامات التجاري تمثل تحديًا آخر أمام تقدم السياحة في إيران، موضحا: لا تزال إيران غير معروفة جيدًا مثل الوجهات الأخرى في الشرق الأوسط مثل الإمارات أو تركيا، مما يحد من جاذبيتها للمسافرين الأجانب. كما لم تبذل صناعة السياحة الإيرانية جهودًا فعالة لتسويق المعالم الثقافية والطبيعية للبلاد بشكل فعال للمخاطب العالمي.

وذكر المسؤول الإيراني السابق أن التحدي الرابع يكمن في القيود المفروضة على تأشيرات الأجانب والبيروقراطية الإدارية، يقول: يمكن أن تكون سياسات التأشيرات الإيرانية مقيدة ومرهقة لبعض الزوار الأجانب. إذ لا تزال عملية الحصول على تأشيرة لزيارة إيران معقدة وتستغرق وقتًا طويلاً بالنسبة للعديد من السياح الأجانب. ولحل هذا التحدي، ينبغي تبسيط عملية طلب التأشيرة وتوسيع خيارات التأشيرة بشأن الدخول المعجل أو التأشيرة الإلكترونية.

واعتبر افتقار القوى العاملة في مجال السياحة الإيرانية إلى المهارة يمثل تحديا آخرا أمام الحركة السياحية، وقال: هناك نقص في المتخصصين المدربين في مجال السياحة مثل المرشدين السياحيين وموظفي الفنادق ومديري دور الضيافة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الكفاءة المحدودة في اللغة الإنجليزية بين مقدمي الخدمات في قطاع السياحة يمكن أن يشكل عائقًا أمام السياح غير الناطقين باللغة الفارسية.

واختتم قائلا: رغم تمتع إيران بإمكانيات سياحية كبيرة، فإنها لا تزال تواجه العديد من التحديات السياسية والاقتصادية والبنية التحتية التي حالت دون التطور الكامل لهذه الصناعة في السنوات الأخيرة.

إقرأ أكثر

إيران: السياحة تعاني من وضع كارثي

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − 8 =

زر الذهاب إلى الأعلى