ما سبب تعلق العراقي بالسياحة الإيرانية؟
شهد تدفق السياح الأجانب إلى إيران في الفترة الأخيرة موجات صعود وهبوط، لكن رغم هذا حافظ السائح العراقي على مركزه المنافس أمام باقي الجنسيات الأخرى.
ميدل ايست نيوز: شهد تدفق السياح الأجانب إلى إيران في الفترة الأخيرة موجات صعود وهبوط، لكن رغم هذا حافظ السائح العراقي على مركزه المنافس أمام باقي الجنسيات الأخرى.
تظهر بيانات مركز الإحصاء الإيراني لعام 2023 أن غالبية السياح الأجانب كانوا من العراقيين، الذين يدخلون إيران بشكل رئيسي للترفيه والعلاج والتجارة.
ويقول مركز الإحصاء هذا إن ما مجموعه 2.7 مليون عراقي و1.3 مليون أفغاني و800 ألف تركي كانوا من بين 6 ملايين سائح دخلوا إيران العام الماضي 2023. وتظهر هذه الإحصائيات أيضًا أنه في عامي 2020 و2021، أي عندما انتشر وباء كورونا في العالم، احتل الأفغان أكبر نسبة من السياح القادمين.
لماذا يفضل العراقيون السياحة في إيران؟
تعد السياحة محركًا قويًا للنمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي ويمكن أن تساهم بشكل كبير في التنمية الشاملة لأي بلد. في عام 2023، أنفق السياح المحليون في إيران ما يصل إلى 493 ألف مليار تومان، وهو ما يمثل نموا بنسبة 18.7٪ مقارنة بالعام السابق له.
وقالت الأمم المتحدة أن عدد السياح الأجانب في إيران خلال عام 2023 وصل إلى 6 ملايين سائح، مضيفة أن إيران صعدت 6 مراكز في التصنيف العالمي للسياحة. كما قال المجلس العالمي للسفر والسياحة، يونيو المنصرم، إن السياحة في إيران تشهد نموا بنسبة 21% خلال عام 2023، لافتا إلى أن السياح العراقيين يأتون في الصدارة ومن ثم الأتراك في السفر إلى إيران.
وحل العراقيون بالمرتبة الأولى بنسبة 37٪ من إجمالي السياح الأجانب الذين دخلوا إيران في عام 2023، وبعد العراق، احتل السياح الأتراك المركز الثاني من حيث عدد الزيارات إلى إيران عام 2023.
وعن سبب تعلق العراقيين بالسياحة الإيرانية بشتى أشكالها، يقول ولي تيموري، نائب وزير التراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحة الإيراني، خلال حديث خص به صحيفة “دنياي اقتصاد”: ينشط التبادل السياحي بالاتكاء على العلاقات الثقافية والدبلوماسية. وتمتلك إيران روابط استثنائية مع العراق من النواحي الاقتصادية والثقافية والسياسية، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع التبادل السياحي بين البلدين.
وتتمتع إيران بإمكانيات سياحية كبيرة، إلا أنها لا تزال تواجه العديد من التحديات السياسية والاقتصادية والبنية التحتية التي حالت دون التطور الكامل لهذه الصناعة في السنوات الأخيرة، لكن رغم هذا يقبل العراقيون بشراهة على زيارة إيران، والسبب كما يرى تيموري هو “المزيج الخاص من السياحة الذي خلقته إيران لنفسها، والذي يتكون من الزيارة الدينية والترفيهية والعلاج”. والسبب الآخر الذي أشار إليه هذا المسؤول السابق هو التجارة، لكنه أصر على الخيارات الثلاثة تلك، حيث تبرز بشكل واضح أكثر من غيرها. فالسائح العراقي يقصد إيران بهدف الزيارة أولا، ثم يتجه نحو الخدمات الطبية والسفر إلى شمال البلاد ونقاط أخرى.
وسبق أن قال الرئيس التنفيذي لشركة مدينة مطار الإمام الخميني في طهران إن الإحصائيات الأولية توضح أن حركة السياح الأجانب زادت بنسبة 15-20%، مشيرا إلى أن أغلب المسافرين هم من العرب والأفغان.
ويعزي خبراء إيرانيون في شؤون السياحة ارتفاع عدد السياح العراقيين إلى “عنصر الطلب على التجارة في إيران” لاسيما بعد فرض عقوبات على اقتصاد البلد، والذي أجبرها على توجيه جزء كبير من تبادلها التجاري نحو دول الجوار ومنها العراق والإمارات والصين وروسيا.
ويرى الخبراء أن تمتع إيران بسوق سياحي رخيص ومنافس مقارنة بالدول الأخرى وتراجع قيمة الريال الإيراني أمام العملات الأجنبية جعل منها بلدا جذابا للسياح العراقيين.
ومع ارتفاع مبيعات العراق من النفط إلى 4 ملايين برميل يوميا في السنوات القليلة الأخيرة، زاد دخل الفرد في هذا البلد وتحسنت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لجزء كبير من المجتمع العراقي وهو ما جعله يتوجه نحو الطلب على السياحة والترفيه والسفر إلى بلدان أخرى، منها إيران نظرا للقرب الديني والثقافي فيما بينهما.
ويشتري العراقييون العديد من الأراضي والمنازل في شمال إيران، لاسيما “رامسر” و”رودسر” وغيرها من المدن، للاستمتاع بها أثناء سفرهم إلى إيران خلال فترات إجازاتهم.
ورغم إلغاء إيران التأشيرات من جانب واحد للعديد من دول المنطقة والعالم في الآونة الأخيرة، إلا أن سياح هذه الدول لم يختاروا إيران كوجهة لهم. كما تسببت العقوبات على إيران في العقد ونصف العقد الماضيين في خلق أوضاع صعبة أمام الاستثمار في شتى قطاعات الخدمات السياحية والبنية التحتية، وهذا الأمر حال دون رغبة العديد من شعوب العالم بالسفر إلى البلاد.
وتعد إيران إحدى الدول العشر الأولى في قائمة اليونسكو من حيث التراث الثقافي والطبيعي، لكنها لم تنجح تماما في جذب السياح، حيث لم يصل عدد السياح الذين يسافرون إلى إيران الآن حتى إلى خمسة بالمائة لما كان عليه قبل كورونا.
إقرأ أكثر
هل مللت من الأماكن المزدحمة؟ إليك وجهات “بِكر” في قلب طبيعة إيران لم يزرها أحد