جلسة “عاصفة” في مجلس الأمن بشأن اغتيال إسماعيل هنية
شهدت الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن الدولي في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" تراشقا بين مندوبي أمريكا وإسرائيل وإيران والسلطة الفلسطينية.
ميدل ايست نيوز: شهدت الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في نيويورك، الأربعاء، في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران تراشقا بين مندوبي أمريكا وإسرائيل وإيران والسلطة الفلسطينية.
فقد حث نائب المندوبة الأمريكية روبرت وود مجلس الأمن على دعم ما أسماه “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات” من قبل جماعات مثل “حزب الله”، كما دعا المجلس إلى “محاسبة” إيران على دعمها لمثل هذه الجماعات، فضلا عن “انتهاكاتها للقانون الدولي”.
وقال وود: “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد هجمات حزب الله والإرهابيين الآخرين، وهذا بالضبط ما فعلته في 30 يوليو/ تموز”.
وأضاف أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة لم تكن متورطة في رد إسرائيل في لبنان “لا شك على الإطلاق في أن حزب الله كان مسؤولاً عن هذا الهجوم، الذي استخدم سلاحا إيرانيا وأطلق من جزء من لبنان يسيطر عليه حزب الله”.
وذكر وود أن إيران “يجب أن تمتثل لقرارات مجلس الأمن الحالية أو تواجه تدابير إضافية”، وأضاف: “الولايات المتحدة لم تكن على علم أو متورطة في موت إسماعيل هنية”، مضيفا أن الولايات المتحدة “ليس لديها تأكيد مستقل بشأن مزاعم حماس بشأن وفاته”.
ومن جانبه، حث مندوب إسرائيل جوناثان ميلر الأمم المتحدة على “محاسبة إيران على جرائمها” المتعلقة بدعمها لجماعات مثل “حزب الله” و”حماس”، وصف ميلر إيران بأنها “المحرك الذي يحرك آلة الموت والدمار التي تهددنا جميعا”.
يذكر أن إسرائيل لم تؤكد أو تنف وقوفها وراء مقتل إسماعيل هنية.
وفي المقابل، دعت فداء عبدالهادي ناصر نائبة المراقب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة إلى المحاسبة عن مقتل هنية وأدانت ما أسمته “الانتهاك الإجرامي” من قبل إسرائيل للسلامة الإقليمية للدول المجاورة لها بالضربات الأخيرة على لبنان وإيران.
وقالت في كلمتها: “ندعو مرة أخرى، وبأقصى قدر من الإلحاح، مجلس الأمن والجمعية العامة وجميع الدول الملتزمة بالقانون والمحبة للسلام إلى التحرك فورا لوقف هذه الاعتداءات الإجرامية المروعة التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ومنطقتنا”.
وأضافت: “نطالب بالمساءلة عن هذا الاغتيال، كما طالبنا باستمرار بالمساءلة عن القتل العشوائي وإصابة أكثر من 130 ألف طفل وامرأة ورجل فلسطيني خلال هذه الأيام الثلاثمائة الماضية من الرعب والجحيم في غزة، ونطالب بالمساءلة عن كل السياسات والممارسات الإجرامية التي تنتهجها إسرائيل في أراضينا على مدى عقود من الزمن”.
ومن جانبه، ألقى سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني باللوم على الولايات المتحدة بشأن مقتل إسماعيل هنية، مدعيا أنه “لم يكن ليحدث بدون إذن الولايات المتحدة ودعم استخباراتها”.
وقال سعيد إيرواني، في كلمته: “لا يمكن التغاضي عن مسؤولية الولايات المتحدة كحليف استراتيجي لها، وداعم رئيسي للنظام الإسرائيلي في المنطقة في هذه الجريمة المروعة”.
وأضاف: “كانت إسرائيل تسعى أيضًا إلى تحقيق هدف سياسي من خلال هذا العمل، بهدف تعطيل اليوم الأول للحكومة الجديدة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي أعطت الأولوية لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، وتعزيز التعاون والمشاركة البناءة مع المجتمع الدولي”.
واغتيل هنية فجر الأربعاء في طهران بغارة إسرائيلية على مقر إقامته. وتوعّدت حماس وإيران بالثأر لاستشهاده، ما أثار مخاوف خاصة من الولايات المتحدة من توسّع النزاع في المنطقة في خضمّ الحرب الإسرائيلية على غزة والمواجهات المتبادلة منذ أشهر عبر الحدود اللبنانية بين حزب الله وإسرائيل.
وقبيل انعقاد المجلس، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه من عمليتي الاغتيال اللتين وقعتا بفارق بضع ساعات في بيروت وطهران وراح ضحية الأولى القيادي العسكري في حزب الله فؤاد شكر وفي الثانية هنية.