من الصحافة الإيرانية: ما سيناريوهات رد “المقاومة” المحتمل على عمليات الاغتيال الإسرائيلية؟
تظهر البيانات أن الولايات المتحدة متورطة في العمليات الإسرائيلية منذ القدم، وخاصة الاغتيالات الأخيرة.

ميدل ايست نيوز: قال خبير في القضايا الإقليمية إن الولايات المتحدة تدعي عدم ضلوعها في أي دور في عمليات الاغتيالات، غير أنه أكد أن البيانات تظهر أن الولايات المتحدة متورطة في العمليات الإسرائيلية منذ القدم، وخاصة الاغتيالات الأخيرة.
وأشار مصدق مصدق بور، خلال مقابلة مع وكالة إيلنا، إلى السيناريوهات المتاحة للرد على العمليات الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران: إن الاغتيالات الأخيرة التي نفذتها إسرائيل تظهر أنها تعمل على تصفية أصحاب النفوذ في محور المقاومة. ويرى العديد من المحللين أن الكيان الصهيوني يتبع هذا السيناريو بالتنسيق والتعاون مع الولايات المتحدة، بحيث يتم في هذا الصدد استهداف المدنيين بشكل أقل، وذلك في وقت تتزايد فيه الانتقادات الدولية لقتل المدنيين ضد إسرائيل بشكل حاد.
وأضاف: زودت وكالة المخابرات المركزية والبنتاغون تل أبيب بمعدات وأجهزة متطورة لتنفيذ الاغتيالات. وتستمر هذه العملية برمتها بينما لا يسعى نتنياهو إلى الدخول في مفاوضات مع حماس أو أطراف الصراع الأخرى في غزة، ولهذا السبب لا بد من القول إن إسرائيل خلقت مسافة طويلة بينها وبين مفاوضات وقف إطلاق النار. وفي هذا الصدد، لا شك أن محور المقاومة سيتخذ إجراءً محدداً ضد إسرائيل، وفي هذه الأثناء أشارت إيران بوضوح إلى أنها سترد.
ويرى خبير القضايا الإقليمية أنه من الآن فصاعدا ستنخلق ردات فعل موحدة في ساحات الحرب مع تل أبيب بعد الأعمال الإسرائيلية الأخيرة وهو ما أثار قلقا واسعا لدى الولايات المتحدة، يوضح: تنقل القنوات الدبلوماسية الإقليمية رسالة إلى طهران حتى تتمكن من إثناء إيران عن الرد على إسرائيل أو الحد من عمق واتساع الرد المذكور. على سبيل المثال، أرسلت مصر رسالة من الولايات المتحدة إلى طهران بهذا الخصوص، لكن طهران أعلنت أنها لن تتراجع عن حقها الطبيعي. هذا يعني أن محور المقاومة سيتخذ بلا شك إجراءات ضد إسرائيل في الأيام وربما الأسابيع المقبلة، قد يتم تنسيقها فيما بينها ضد تل أبيب أو مصالحها في المنطقة.
وقال: السيناريو الأول لرد محور المقاومة على الهجمات الإسرائيلية هو شن جميع فصائل المقاومة الموجودة في سوريا والعراق واليمن ولبنان وحتى في الأراضي المحتلة في وقت واحد ومع بعضها البعض هجوما على إسرائيل واتخاذ إجراءات واسعة النطاق، وذلك عبر الصواريخ والطائرات المسيرة، فضلا عن تحرك حزب الله لاستخدام الهجمات المدفعية على النقاط المتاخمة للحدود اللبنانية.
وعن السيناريو الثاني، يذكر مصدق بور: إن العمليات الفردية التي يقوم بها كل فصيل من فصائل المقاومة من شأنها أن تجعل إسرائيل تسقط في نوع من حرب استنزاف طويلة الأمد وأعمق مما كانت عليه في الماضي. بطبيعة الحال، إن ردة فعل حزب الله مهمة جداً أيضاً، وينبغي أن نرى كيف سيكون رد فعلهم ضد الكيان الصهيوني وعلى أي مستوى.
وأكد الخبير الإيراني أن نتنياهو وإسرائيل سعوا إلى تغيير الوضع السياسي والميداني في حرب غزة لصالحهم، وبالنظر إلى نتائج هذه الإجراءات خلال الأشهر العشرة الماضية، يمكن أن نرى أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء إيجابي في هذا الصدد.
وتابع: تظهر الأرقام العديدة في الميدان السياسي أن تكاليف الحرب بالنسبة للكيان الصهيوني كانت أعلى بكثير من فوائدها ومخرجاتها. هذا في حين أظهرت تطورات الأيام الأخيرة بوضوح أنه لن يكون هناك مزيد من محادثات وقف إطلاق النار، إذ توصلت حماس وفصائل المقاومة الأخرى إلى نتيجة مفادها أن نتنياهو لا ينوي القيام بهذه الخطوة بل يجب مخاطبته بلغة السلاح.