من الصحافة الإيرانية: خسائر تريليونية لصنّاع السيارات في إيران

بالنظر إلى مبالغ خسائر شركات السيارات الإيرانية، يتضح أن الشركات الكبيرة منها والتابعة للحكومة، والتي تعتبر جهات اقتصادية مدرّة للمال، تعاني من شلل في تحقيق الأرباح وتفوقا في تكبد الخسائر.

ميدل ايست نيوز: من المحتمل أن يبدأ وزير الصناعة والتعدين والتجارة في الحكومة الإيرانية الجديدة عمله مطلع سبتمبر المقبل. وذلك في ظل الخسائر الفادحة التي لحقت بصناعة السيارات – باعتبارها ثاني أكبر صناعة في إيران – ويبدو أن علاج أزمات هذا القطاع يجب أن يوضع في أولويات عمله.

وقالت صحيفة دنياي اقتصاد في تقرير لها، إن أهمية التعامل مع خسائر صناعة السيارات ترجع إلى آخر الإحصائيات الرسمية التي أعلنتها شركات السيارات الكبرى في إيران، فقد تكبدت خسائر بقيمة 9 تريليون تومان في الأشهر الثلاثة الماضية فقط. بمعنى أن “إيران خودرو وسايبا وبارس خودرو”، باعتبارها أكبر ثلاث شركات تصنيع سيارات تابعة لحكومة البلاد، تكبدت خسائر بأكثر من 3 تريليونات شهريا، و700 مليار أسبوعيا، ونحو 100 مليار يوميا، و4.2 مليار في الساعة، ونحو 70 مليون في الدقيقة، وما يقرب من مليون و200 ألف تومان في الثانية.

وبالنظر إلى مبالغ خسائر شركات تصنيع السيارات في إيران، يتضح أن شركات صناعة السيارات الكبيرة والتابعة للحكومة، والتي تعتبر جهات اقتصادية مدرّة للمال، تعاني من شلل في تحقيق الأرباح وتفوقا في تكبد الخسائر.

وبما أن صناعة السيارات هي ثاني أكبر صناعة في إيران وتعتمد عليها الكثير من فرص العمل، فإن استمرار الخسائر قد يؤدي يومًا ما إلى إغلاقها أو شبه إغلاقها،ما يعني أن عشرات الآلاف من الوظائف المباشرة وغير المباشرة معرضة لخطر الانقراض.

وبالإضافة إلى تصوير مستقبل غامض لهذه الصناعة، فإن الخسارة الفادحة لصناعة السيارات تركت أيضًا أثرًا عميقًا على كمية ونوعية المنتجات المصنعة، والتي يكون العملاء هم ضحاياها الرئيسيون.

ويرى خبراء ونشطاء صناعة السيارات في إيران أن سبب الخسائر الجسيمة لمصنعي السيارات هي السياسات التوجيهية في مجال الأسعار التي تطبق منذ سنوات. يقول مصنعو السيارات إن “الأسعار المحددة لبيع منتجاتهم بموجب هذه السياسة لا تتناسب مع تكلفة الإنتاج، وقد سبب لهم هذا الأمر خسائر فادحة”.

بالإضافة إلى التسعير الإلزامي، تمت الإشارة إلى قضايا أخرى مثل وجود فائض في القوى العاملة وضعف الإنتاجية، فضلا عن عدم كفاءة النظام المالي، وهي تعتبر عوامل ثانوية أخرى تسببت في تعرض شركات تصنيع السيارات للخسائر.

خسائر شركات تصنيع السيارات

دعونا نلقي نظرة على تفاصيل خسارة صانعي السيارات في الموسم الأول من هذا العام (من أبريل إلى يونيو) لمعرفة حجم الخسارة في كل موسم وشهر وأسبوع ويوم وساعة ودقيقة وثانية.

وبحسب البيانات المالية لشركات صناعة السيارات، خسرت شركات إيران خودرو وسايبا وبارس خودرو نحو 9200 مليار تومان خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الإيراني الجاري. وبناءً على هذا الرقم، خسرت أكبر ثلاث شركات مصنعة للسيارات في البلاد ثلاثة تريليونات تومان إجمالاً وفي المتوسط ​​كل شهر منذ ربيع هذا العام.

بشكل منفصل، تكبدت شركة إيران خودرو أكبر الخسائر هذا الربيع، ومن ثم تأتي شركتا سايبا وبارس خودرو. وبحسب البيانات المالية لشركة إيران خودرو، أكبر شركة مصنعة للسيارات في إيران، فقد خسرت أكثر من 5.6 تريليون تومان خلال الفترة المذكورة.

وبالتالي فإن هذه الشركة خسرت نحو 1870 تريليون شهرياً منذ الربع الأول من العام الجاري، أي 423 مليار في الأسبوع وأكثر من 60 مليار و500 مليون تومان في اليوم، ومليار تومان كل ساعة، و4.2 مليون تومان كل دقيقة، و700 ألف تومان كل ثانية.

دعنا نتخطى إيران خودرو ونذهب إلى سايبا. فبحسب البيانات المالية لشركة سايبا، فقد خسرت هذه الشركة 2.755 مليار تومان في المدة المذكورة. مما يعني أن خسارة سايبا الشهرية هذا الربيع بلغت 918 مليار تومان، والأسبوعية أكثر من 207 مليار تومان، واليومية 30 مليار تومان، وما يقرب من مليار و235 مليون في الساعة، و20 مليون تومان في الدقيقة، ونحو 333 ألف تومان في الثانية.

أما بارس خودرو، ثالث أكبر شركة مصنعة للسيارات في إيران، فقد بلغت خسائرها بارس خودرو في الأشهر الثلاثة تلك أكثر من 783 مليار تومان. وبالتالي فإن هذه الشركة تخسر 261 مليار تومان شهريا، وأسبوعيا نحو 58 مليار تومان، واليومية نحو 8.2 مليار تومان، ونحو 340 مليون تومان في الساعة، و6 ملايين تومان في الدقيقة، و95 ألف تومان في الثانية.

إقرأ أكثر

من الصحافة الإيرانية: كيف يبدو إرث قطاع السيارات الذي ستتسلمه حكومة بزشكيان الجديدة؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى