كيف ستتأثر دول مجلس التعاون بالتصعيد بين “إسرائيل” وإيران وحلفائها؟

مرحلة جديدة دشنتها "إسرائيل" باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، والقيادي في "حزب الله" فؤاد شكر في بيروت، من شأنها أن تحدد مصير الحرب والسلام في الشرق الأوسط.

ميدل ايست نيوز: مرحلة جديدة دشنتها “إسرائيل” باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران، والقيادي في “حزب الله” فؤاد شكر في بيروت، من شأنها أن تحدد مصير الحرب والسلام في الشرق الأوسط.

وبالنظر لخارطة الأحداث يتضح أن دول مجلس التعاون في قلب العاصفة، نظراً لارتباطها جغرافياً بالدول الفاعلة أو المنخرطة في هذا الصراع، وهذا يعني تأثرها مباشرة بتداعياته.

في فجر الـ31 من يوليو الماضي، فتحت “إسرائيل” فصلاً جديداً من الحرب، باغتيال إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، وقبلها بساعات اغتالت القيادي بـ”حزب الله” فؤاد شكر، ما أثار قلقاً إقليمياً ودولياً من احتمال تحول الحرب إلى صراع إقليمي واسع النطاق.

لكن اغتيال هنية يمثل تحولاً جذرياً، كما أنه يمثل تحدياً كبيراً لطهران، التي تعرضت لانتهاك غير مسبوق لسيادتها.

وبعد هذا التصعيد تبدو إيران معنية بلا شك بالرد، وتشير التحليلات إلى عدة سيناريوهات للرد، أبرزها عمليات متزامنة من إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن، لتحقيق أكبر قدر ممكن من التأثير على “إسرائيل”.

وبينما كانت الولايات المتحدة متفائلة إلى وقت قريب بإمكانية وقف انزلاق المنطقة نحو الحرب، فإنها اليوم أقل تفاؤلاً، حيث قال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، لشبكة “سي إن إن” (1 أغسطس): إن “الشرق الأوسط يتجه لمزيد من الصراع، وعلى جميع الأطراف أن تتخذ الخيارات الصحيحة في الأيام المقبلة”.

وحالياً تدرس إيران وحلفاؤها الإقليميون طبيعة الرد على العدوان الإسرائيلي، وبحسب مصادر تحدثت لوكالة “رويترز”، فإن مسؤولين إيرانيين سيلتقون بممثلين من لبنان والعراق واليمن، لمناقشة الرد المحتمل على “إسرائيل”.

وبحسب “رويترز”، فإن المنطقة “تواجه خطر اتساع دائرة الصراع بين إسرائيل وإيران وحلفائها”، حيث اعتبر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في أول تعليق على اغتيال شكر وهنية أنه “لم يعد هناك جبهات إسناد، بل معركة كبرى مفتوحة ساحاتها غزة وجنوب لبنان واليمن والعراق وإيران”.

موقف الخليج

دول مجلس التعاون القريبة جغرافياً وأمنياً وسياسياً مما يحدث، أعادت التحذير من مخاطر التصعيد الحالي، ونددت على لسان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، باغتيال إسماعيل هنية، والذي دعا إلى ضبط النفس، والتخلي عن سياسات العنف واستخدام القوة.

وأكد البديوي أن هذه العملية تأتي ضمن سلسلة جرائم قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أنها مؤشر خطير على عدم جدية الاحتلال في الوصول إلى حل سياسي واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.

كما أكد البديوي موقف دول مجلس التعاون الداعي إلى وقف الحرب في غزة، ووقف فوري ودائم لإطلاق النار، ودعم خيارات الشعب الفلسطيني.

وأصدرت دول مجلس التعاون منفردة بيانات إدانة، ودعت إلى ضرورة وقف إطلاق النار وتجنب التصعيد، وهو موقف تزداد أهميته مع التصعيد الأخير، لكنه يثير تساؤلات عديدة حول كيفية التعامل مع تداعياته الإقليمية.

وخلال اتصال هاتفي بنظيره الأمريكي، أكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان (الخميس 1 أغسطس) “أهمية إنهاء التطرف والتوتر والعنف المتصاعد في المنطقة، الذي يهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين”.

كما بحث الوزيران خلال الاتصال “التطورات الخطيرة في منطقة الشرق الأوسط، وسبل وقف كافة أشكال التصعيد، وتعزيز المساعي المبذولة للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار في قطاع غزة”.

“جزء من تقاطع النيران”

وفي هذا السياق، يقول الباحث أول في مركز الجزيرة للدراسات، لقاء مكي، إن دول مجلس التعاون حالها حال بقية دول الإقليم، ستتأثر بشكل مباشر بأي تصعيد، مضيفاً:

  • دول الخليج بالتأكيد سوف تتأثر بأي حرب واسعة في المنطقة، لأنه في هذه الحالة من الممكن أن تنجر كثير من القوى في دول مختلفة، العراق واليمن وسوريا ولبنان.
  • دول الخليج ربما ستصبح في هذه الحالة جزءاً من تقاطع النيران، ومثل هذه الحروب عادة لا تنتهي بطريقة تصالحية، خصوصاً أن معظم الأطراف المشاركة فيها هي أطراف فاعلة خارج نطاق دولهم، وحتى لو تفاهموا مع الدول الراعية لهم، فإن إيران ستنفي علاقتها بهم بشكل أو بآخر.
  • الحرب من الممكن أن تمتد إلى إيران نفسها، حتى وإن كان هذا الاحتمال ضعيفاً، إلا أنه ممكن.
  • في حال استمرار الحرب على غزة، فإنه قد يكون هناك توسع للحرب إلى لبنان، رغم محاولة تدارك هذا الأمر وجعل المواجهات محدودة بين حزب الله و”إسرائيل”.
  • “إسرائيل” ليست في وارد الدخول في حرب شاملة، لأنه ليس لديها قدرة، حتى وإن كان لديها إرادة، بسبب المستنقع في غزة، وخسارتها الكبيرة، وعدم توحد مجتمعها الداخلي.
  • دول الخليج منخرطة الآن في محاولة إيقاف الحرب في غزة، وهذا ما تقوم به قطر؛ فهي جزء من التفاوض والوساطة، وهناك دعوات من كل دول مجلس التعاون لإيقاف الحرب، والانخراط في ضغوط سياسية من أجل تحقيق هذا الهدف.
  • هناك ربما تدخل خليجي في المستقبل في مجال إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب، وهذا متوقع ومنتظر أيضاً من دول مجلس التعاون.
  • هناك ربما لبعض دول الخليج رؤية لمستقبل غزة ما بعد الحرب، وقد يكون له مشاركة في ذلك، لا سيما أن لبعضها قدرة على تنظيم أطراف داخل غزة بدون خلاف مع حماس من أجل إدارة غزة ما بعد الحرب، لا سيما لتلقي التبرعات وأموال التمويل، لأن هذه الأموال ربما لن تصل أو أن “إسرائيل” ستمنعها في حال استمرار حكم حماس لغزة.
تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الخليج أونلاين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 + 15 =

زر الذهاب إلى الأعلى