إيران.. وزير جديد للاتصالات يواجه تحدي القيود على الإنترنت

ميدل ايست نيوز: فيما اقترح الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان على برلمان البلاد تعيين ستار هاشمي وزيرا للاتصالات، أصبح تطوير منظومة للاقتصاد الرقمي أكثر صعوبة في ظل استمرار حجب مواقع التواصل والقيود على الإنترنت.

وقالت صحيفة دنياي اقتصاد، إن معظم النشطاء في هذا القطاع يرون في “هاشمي” الخيار الأفضل المتاح لهذه الوزارة، لكنهم قالوا إن لدى هاشمي دور حاسم في حل مشكلة “حجب الإنترنت” لكنه غير كافي، لأن هذا الملف يتطلب تكاتف جماعي من قبل رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء.

ولم يفاجئ الناشطون بترشيح ستار هاشمي لوزارة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لأنهم اعتبروه الخيار الأرجح والأكثر جدية، لاسيما أنه يمتلك الشهادة الأكاديمية المناسبة والخبرة العملية في مجال التكنولوجيا والمعلومات.

ستار هاشمي

ستار هاشمي هو وزير الاتصالات المقترح. ولد في ياسوج جنوب إيران عام 1976 وأنهى دراسته في فرع الذكاء الاصطناعي في جامعة موناش في أستراليا وجامعة علم وصنعت الإيرانية.

وفي عام 2014، شغل منصب المدير العام لشركة فارس للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وفي عام 2016 كان مساعد رئيس تكنولوجيا شركة البنية التحتية للاتصالات. أصدر محمد جواد آذري جهورمي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الحكومة الثانية عشرة، مرسومًا في أكتوبر 2019، بتعيين ستار هاشمي نائبًا لوزير التكنولوجيا والابتكار في وزارة الاتصالات.

وكان هاشمي أيضًا رئيسًا لمجلس إدارة شركة إيرانسل، وعرف بأنه أعلى مدير للسلطة القضائية في عام 2023. بالإضافة إلى ذلك، لعب هاشمي أيضًا دورًا في تأسيس جمعية الذكاء الاصطناعي الإيرانية.

وبالمرور على تصريحات هاشمي يتبين أن الالتفات إلى إنتاج هواتف محلية، وإنترنت الجيل الخامس، والذكاء الاصطناعي واستخدام التكنولوجيا، هي من أبرز محطات مسيرته المهنية. في السنوات الأخيرة، عرضت خطوة الإنتاج المحلي للهواتف المحمولة ودعم صناع القرار لهذا الأمر سوق الهاتف المحمول في إيران لتحديات خطيرة. لكن ستار هاشمي كان يولي اهتماما خاصا بهذا الملف خلال فترة وجوده في وزارة الاتصالات.

ويعد توطين شبكة الإنترنت 5G وشبكة المعلومات الوطنية من الاهتمامات الأخرى لهاشمي وقد أشار إليها في كثير من المقابلات الصحفية.

وبغض النظر عن ما سبق، فإن ستار هاشمي معروف بأنه أصغر أستاذ للذكاء الاصطناعي في إيران، وعدد الأبحاث وتدريسه لهذا التخصص والمناصب الإدارية تؤكد خبرته في هذا المجال.

وعقب ترشيح اسمه لمنصب وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كتب على منصة إكس (تويتر سابقا): أقدر ثقة الرئيس الإيراني وترشيحه إياي لأكون وزيرا للاتصالات، وأتمنى أن أحظى بثقة البرلمان. أنا على دراية تامة بصعوبات هذا المسار، ولكنني عازم على حل مشاكل الناس وتصحيح الإجراءات الخاطئة. سأستمع إلى الخبراء وجميع المواطنين.

وفي الوقت الذي يعلق الوزير المقترح على تويتر ويدلي بوجهة نظره، يمنع الإيرانيون منذ فترة طويلة من الوصول إلى هذه المنصة الأمريكية بسبب قوانين الحجب.

ويفضل رجال الدولة في إيران باستخدام المنصات التي قاموا بحجبها بأنفسهم، وهو التناقض الذي طالما انتقده الإيرانيون والرأي العام في البلاد.

بالتالي، يترقب الإيراني وينتظر ما إذا كان البرلمان سيوافق على رئاسة ستار هاشمي لوزارة الاتصالات ويسعى لرفع الحجب عن مواقع التواصل، مثل إنستغرام وتليجرام، أو سيعطي الأولوية للمنصات المحلية على غرار حكومة رئيسي السابقة.

أعلن مازيار نوربخش، رئيس لجنة التطور والابتكار في غرفة تجارة طهران وأحد أعضاء فريق العمل لاختيار وزير الاتصالات، في مقابلة مع “دنياي اقتصاد” أن معايير اختيار وزير الاتصالات هي: إلمامه بالاقتصاد الرقمي وتكنولوجيا المعلومات والمناصب التنفيذية المتعلقة بهذه المجالات. وأضاف أن ستار هاشمي كان الخيار الأقرب الذي يتوفر به هذه المعايير.

وأشار إلى أن “هاشمي لديه القدرة على إدارة وزارة الاتصالات، لكن علينا أن ننتظر ونرى كيف سيتصرف على أرض الواقع”.

وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي بدأت فيه عملية فحص أعضاء مجلس الوزراء في اللجان البرلمانية، وبحسب أحمد راستينه المتحدث باسم اللجنة الثقافية في البرلمان، فقد حضر ستار هاشمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المقترح الاجتماع الأول للجنة.

وبحسب راستينه، فإن إنشاء نظام تشغيل في محرك البحث الوطني لتطوير برامج شبكة المعلومات الوطنية وضرورة التوجه نحو إنشاء إنترنت نظيف للأطفال وتطوير الاقتصاد الرقمي ووضع قانون لبيع وشراء كواسر الحجب كانت من بين الملفات التي أثيرت في هذا الاجتماع. ويقال إن وزير بزشكيان المقترح قدم برنامجه بشأن تلك الملفات، لكن تفاصيل تصريحات ستار هاشمي حول هذه القضايا لم تنشر بعد.