بزشكيان یؤشر على نقاط الضعف والتحديات التي يواجهها النظام ويدعو لتغيير المسار

بدأ البرلمان الإيراني صباح اليوم السبت أسبوعاً من الاجتماعات المكثفة لمراجعة مؤهلات الوزراء التي اقترحتها حكومة مسعود بزشكيان.

ميدل ايست نيوز: بدأ البرلمان الإيراني صباح اليوم السبت أسبوعاً من الاجتماعات المكثفة لمراجعة مؤهلات الوزراء التي اقترحتها حكومة مسعود بزشكيان.

ودافع بزشكيان، في الجلسة العامة للبرلمان عن المرشحين الذي اختارتهم حكومته، قائلا: أمضي على القسم الذي أقسمته. هذه فرصة لنكون أكثر وعيا بالأوضاع الخطيرة والصعبة التي يمر بها الناس ولسماع أصوات كافة شرائح المجتمع ورغباتهم في التحويل والتغيير.

وأضاف: الحكومة التي عرضت على البرلمان اليوم هي حكومة الوحدة الوطنية والتي تعتبر نفسها حكومة الشعب الإيراني كله. هذه الحكومة ملزمة بضمان حقوق المواطنة لجميع الإيرانيين، وتلتزم بأولوية المصالح الوطنية على أي مصلحة أخرى.

وأكد الرئيس الإيراني أن بلاده تمر في أوضاع خطيرة وصعبة وقد عشعش الظلم والعجز على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتعليمية والثقافية جميعها.

وقال: لقد أصبحت مشاكل المجتمع مزمنة والتدابير والإجراءات الحالية غير قادرة على حل المشاكل. يشعر الناس بالاستياء، ولا يرون أننا نستجيب لاحتياجاتهم، ويعتبر إحجامهم عن المشاركة في الانتخابات علامة على الإحباط.

وأوضح: بيت القصيد هو أن الناس يجب أن يكونوا راضين عنا، لكن هل هم راضون بالفعل؟ بالطبع لا. إنه خطأنا، وليس خطأ أمريكا والغرب. يجب أن نرضي الناس ونحبهم من كل قلوبنا ونكون طيبين معهم.

وصرح: من المستحيل إصلاح الأوضاع الحالية باتباع المنهج الماضي، فلو كان من المفترض أن يتم إصلاحه، لكان قد تم إصلاحه ولم يكن ليزداد سوءاً يوماً بعد يوم.

وتساءل الرئيس الإيراني قائلا: ما التهديدات التي نواجهها؟ أمريكا على رأس هذه التهديدات، أمريكا تفرض العقوبات، لكن إذا كنا معًا، ربما يمكننا تقليل كل هذه التهديدات.

وأردف: تعاني المنطقة من التوترات والحروب وسفك الدماء، وعلاقاتنا مع جيراننا ضعيفة، رأس مالنا الاجتماعي انخفض، انهار تماسكنا الداخلي، وتراجعت مصداقية الحكومة تجاه الأمة. هذه هي نقاط ضعفنا.

واعتبر بزشكيان وجود دولة من حيث الجغرافيا السياسية في الجزء الأكثر حيوية من الكوكب، وامتلاك حدود مائية والوصول إلى البحار المفتوحة، والذي يعد حلم للعديد من البلدان، وامتلاك قوة عاملة شابة ومتخصصة ومتعلمة ومتحمسة للعمل، ودولة تحتل المرتبة الثالثة في العلوم الهندسية في العالم والمرتبة 15 في الإنتاج العلمي، ودولة ثرية وغنية بالثروات مثل النفط والغاز والمناجم، من نقاط القوة الأخرى لإيران.

وواصل: إن التأخير الطويل في الدخول في ممرات الشمال والجنوب والشرق والغرب يعني أننا سنفقد بسهولة المزايا التي نتمتع بها وسنخرج من الدورة الاقتصادية في المنطقة. نعاني أيضا من التأخير في تحديث وإعادة بناء وسائل النقل العام، وفي الصناعة، مركباتنا وأدواتنا قديمة ومهترئة، والإنتاج غير تنافسي ويعتمد على الأسعار المرتفعة والجودة المنخفضة.

وتابع بزشكيان:  نتوسط مركز الطاقة الاستراتيجي في العالم، حيث يوجد في هذه المنطقة 71% من احتياطيات النفط و69% من احتياطيات الغاز. نتملك إمكانية للوصول إلى أسواق التصدير في هذه المنطقة وإمكانية الترانزيت على نطاق واسع. نحن أعضاء في مجموعة البريكس الدولية وشانغهاي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي ولدينا تفاهمات طويلة الأمد مع الصين وروسيا، وهي فرصة لا تضاهى.

وأشار إلى أن “امتلاك 70 نوعاً من المعادن و7% من الاحتياطيات المعدنية في العالم، يؤهلنا لامتلاك 60 مليار طن من الاحتياطيات المعدنية، لكننا نستغل 0.8% منها فقط سنوياً”.

وقال: فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، يعود جزء من مشكلة انخفاض معدل النمو الاقتصادي وتقلبه إلى التوترات القائمة في العلاقات الخارجية، وخاصة العقوبات الاقتصادية والظالمة.

وأكد أن إيران استوردت وصدرت، بحسب الإحصائيات الرسمية، نحو 150 مليار دولار العام الماضي، غير أنه قال إن “العقوبات تمنعنا من افتتاح حساب مصرفي في أي دولة من العالم”.

وأوضح: المستهلكون والمصدرون والمنتجون يشترون بسعر مرتفع ويبيعون بسعر رخيص، ولأننا لا نستطيع أن نتاجر بشكل رسمي وعلني، يعترض الشاب المتعلم على عمر قضاه في ظل العقوبات، وقد لامس آثارها بشكل كبير، وبحسب الإحصائيات الرسمية، فإنه يرى تراجع رفاهية في مستوى حياته وحياة أسرته عاما وراء عام.

وشدد الرئيس الإيراني في الختام على ضرورة تغيير المسار الذي تخطو عليه بلاده، مؤكدا أن الخلافات الداخلية والضغوط الخارجية أدت على الحد بشكل كبير من الحيز السياسي لحل المشاكل الاقتصادية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة + 11 =

زر الذهاب إلى الأعلى