النفط الأذربيجاني ومياه الصرف الصحي يهددان باختفاء بحر قزوين

قال خبير في الشؤون المائية إن تصريف مياه الصرف الصحي في بحر قزوين أدى إلى زيادة الفوسفات والنترات في البحيرة.

ميدل ايست نيوز: قال خبير في الشؤون المائية إن تصريف مياه الصرف الصحي في بحر قزوين أدى إلى زيادة الفوسفات والنترات في البحيرة، مضيفا أن الملوثات النفطية التي تنتج عن استخراج النفط الأذربيجاني تصل إلى شواطئ إيران، لذلك يجب أن تؤخذ هذه المسألة بعين الاعتبار في المفاوضات بين البلدين.

وتحدث محمد إبراهيم رئيسي، لوكالة إيلنا العمالية، حول آخر مستجدات تراجع سطح المياه في بحيرة قزوين، فقال: الأهم من تدفق أو جريان مياه البحر، هو جودتها المعرضة للخطر. يتحول بحر قزوين اليوم إلى حوض مليء بالمياه الملوثة ومياه الصرف الصحي، فمن ناحية، يصل التلوث النفطي في أذربيجان إلى شواطئنا، ومن ناحية أخرى، تدخل مياه الصرف الصحي من المدن الساحلية الإيرانية إلى أعماق هذا البحر.

وأضاف: بغض النظر عن التقدم والتراجع؛ يفقد بحر قزوين خصائصه الاقتصادية من حيث إنتاج الكائنات البحرية، فضلا عن أنه لم يعد يتمتع بالازدهاره من حيث النقل البحري كما في السابق. لذا، فبدلاً من القلق بشأن التقدم والتراجع، يتعين علينا أن نقلق بشأن حالة خدمات النظام البيئي التي يقدمها لنا بحر قزوين. بحيث أن عدد الأسماك حاليا منخفض وزاد عدد الصيادين، مما أثر على مصائد الأسماك في بحر قزوين.

وذكر خبير المياه هذا أن الارتفاع المفرط للبناء على الساحل أدى إلى تصريف كمية كبيرة من مياه الصرف الصحي في البحر مما أدى إلى زيادة الفوسفات والنترات، وقال: نتج عن ارتفاع منسوب المياه في السنوات الماضية تدمير العديد من المنازل الساحلية، لكن رغم هذا لا زالت المخاوف قائمة بأن يحل بقزوين ما حل ببحيرة أرومية من جفاف مدقع. والسبب في ذلك هو بناء روسيا قناة لفتح بحر قزوين ووصلها بمساحة أكبر من المياه المفتوحة.

وأكد إبراهيم رئيسي أن التغير المناخي واستخراج المياه الجوفية والسدود التي تم بناؤها كان لها أثر في تراجع منسوب المياه في هذا البحر، قائلا: تلاحظ ببطء التأثيرات الاقتصادية الإجمالية لتراجع منسوب مياه بحر قزوين في خليج جرجان، بحيث أصبحت هذه المنطقة مصدرا للغبار وستؤثر بالتأكيد على المحافظات الساحلية اقتصاديا.

ولفت إلى أن عواصف الغبار تسبب أضرارا للبلاد بنحو 58 تريليون تومان، مضيفا: يمثل هذا الرقم من الضرر 0.10% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وتمتلك مازندران وكلستان 4.5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وإذا تسبب الغبار في أضرار لهذه المحافظات، فسنخسر 2 تريليون تومان من هذا الأمر وحده، وإذا استمرت عملية انحسار البحر، فسيتعين على الموانئ أن تنقل أعمالها إلى نقطة أبعد من ذلك مما سيزيد من تكاليف الشحن والنقل.

ووفقا له، فإن تراجع منسوب المياه في بحر قزوين وانخفاض عدد الأسماك سيؤثر على الدخل السياحي للمحافظات الشمالية.

التفاوض مع أذربيجان

وتطرق خبير المياه هذا إلى مسألة التلوث النفطي الذي يدخل بحر قزوين من أذربيجان وأوضح: من القضايا المهمة التي ينبغي الاهتمام بها والتفاوض بشأنها في العلاقات بين البلدين هي مسألة الملوثات التي تصل إلى شواطئ إيران من الجانب الأذربيجاني. علينا هذا العام أن نستغل فرصة مؤتمر كوب باكو الـ29 الذي يبحث في أهم التغيرات المناخية في العالم، ونتحدث عن هذا الشأن.

واختتم قائلا: بالإضافة إلى التلوث النفطي القادم من أذربيجان، ثمة مشكلة عدم وجود شبكة تجميع ومعالجة مياه الصرف الصحي في المدن الساحلية، مما أدى إلى تصريف مياه الصرف الصحي في البحر. وهذا يزيد من التلوث ويجعل البيئة غير صالحة للسياحة ونمو الكائنات البحرية بما في ذلك الأنواع المهددة بالانقراض.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 − أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى