دولار واحد يوميا… ما عدد الأفراد الذي يقعون تحت خط الفقر المدقع في إيران؟

إن عدد الإيرانيين الذين يعيشون في فقر مدقع وصل في عام 2022 إلى 17 ألف شخص.

ميدل ايست نيوز: منذ عام 2018، ومع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي والذي أدى لتردي الاقتصاد الإيراني، وصل عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع إلى حوالي 33 ألف شخص.

وقال موقع أكوايران، إن عدد الإيرانيين الذين يعيشون في فقر مدقع وصل في عام 2022 إلى 17 ألف شخص. مع بدء دفع الدعم الحكومي في عام 2010، انخفض عدد هؤلاء الأشخاص. ووصل عدد الفقراء المدقعين في عام 2012 إلى أدنى مستوى له وهو حوالي 8 آلاف شخص. وخلال الفترة التي شهد فيها الاقتصاد ظروفاً غير مستقرة، زاد عدد الإيرانيين الذين يعانون من الفقر المدقع، لأن الدعم لم يزد بما يتناسب مع ارتفاع معدل التضخم، كما انخفضت قدرتهم الشرائية.

دخل يومي لا يتجاوز الدولار الواحد

يحدد البنك الدولي خط الفقر المدقع الدولي عند 2.15 دولار في اليوم. ويبين هذا الرقم الحد الأدنى من الدخل الذي يحتاجه الإنسان لتلبية احتياجاته الأساسية مثل الغذاء والمسكن والصحة. ولكن ثمة مؤشر آخر يقيس مستوى معيشة الأشخاص الذين يقل دخلهم اليومي عن دولار واحد. ويستخدم هذا المقياس عادة للإشارة إلى الفقر المدقع والأوضاع المتأزمة للفرد.

وبما أن الدخل اليومي الذي يبلغ دولاراً واحداً لا يكاد يكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية لأي فرد، فإن هذا المقياس يمثل الأشخاص الذين لا يستطيعون حتى تلبية احتياجاتهم الأساسية. وباستخدام هذا المؤشر يمكن قياس حالة الفقر المدقع وفق المعايير الدولية. وبحسب آخر إحصائيات مركز الإحصاء الإيراني، كان حوالي 17 ألف شخص من السكان الإيرانيين يعيشون في فقر مدقع بدخل يومي أقل من دولار واحد في عام 2022.

التغييرات في عدد السكان الفقراء جدا

وفي عام 2005، كان 27 ألفاً و756 شخصاً في إيران يعيشون في فقر مدقع. وقد زاد عدد هؤلاء في عام 2008 ووصل إلى ذروته عند 130 ألف نسمة. لكنه سرعان ما عاود للانخفاض مجددا.

ففي عام 2010، ومع بداية دفع الدعم الحكومي البالغ 45 ألف و500 تومان، زادت القوة الشرائية للقطاعات الفقيرة جداً في المجتمع. أدى هذا الأمر إلى لتقليل عدد الأشخاص الذين يعيشون بدخل يومي أقل من دولار واحد. وبذلك وصلت هذه الإحصائية إلى أدنى قيمة لها في عام 2012 عند 7608 فرد. وهذا يدل على أنه على الرغم من بدء العقوبات الدولية وارتفاع سعر الصرف والتضخم، إلا أن الفقراء جداً كانوا يتمتعون بسبل عيش جيدة وقدرة شرائية لا بأس منها.

وفي عام 2014، تضاعف عدد هؤلاء الأشخاص تقريباً ووصل إلى حوالي 15 ألفاً و500 شخص. منذ عام 2015 ومع توقيع اتفاقية الاتفاق النووي، تحسن الوضع الاقتصادي للبلاد، وخلال هذه الفترة بلغ عدد الأشخاص الذين يعيشون بدخل أقل من دولار واحد حوالي 8 آلاف شخص.

في عام 2019، ارتفع الدعم المدفوع إلى 100 ألف تومان، ولكن بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي وارتفاع سعر الصرف والتضخم، زاد عدد الفقراء جداً.

ومع تفشي فيروس كورونا واستمرار ارتفاع معدلات التضخم وسوق الصرف، تفاقمت الأوضاع المعيشية لسكان إيران الفقراء جداً. ومن ناحية أخرى، لم ترتفع الإعانات المدفوعة بما يتناسب مع معدل التضخم، كما انخفضت القوة الشرائية للقطاعات شديدة الفقر في المجتمع.

حكومة رئيسي والفقراء

ومع تولي الحكومة الثالثة عشرة مهامها في عام 2021، وصل عدد الأشخاص الذين يعيشون بدخل يومي أقل من دولار واحد إلى أعلى قيمة له في السنوات الأخيرة عند 75 ألف و650 شخصًا.

وكان من أبرز الإجراءات التي اتخذتها حكومة رئيسي إلغاء السعر الترجيحي للعملة وتصحيح أسعار السلع الأساسية، مما أدى إلى تضخم حاد، خاصة في مجموعة الأغذية والمشروبات (القسم الأكبر من سلة استهلاك الفقراء). وبعد ضعف سبل عيش شريحة ذوي الدخل المنخفض في المجتمع، قررت الحكومة زيادة مبلغ الدعم. وعلى هذا الأساس كانت الأسر من العشرية الأولى إلى الثالثة تحصل على 400 ألف تومان للشخص الواحد، والأسر من العشرية الرابعة إلى التاسعة تحصل على 300 ألف تومان. وبهذه السياسة، انخفض عدد الأشخاص الذين يعيشون بدخل يومي أقل من دولار واحد إلى نحو 17 ألف شخص نهاية عام 2022.

وتظهر التحقيقات أنه خلال الفترة التي دفعت فيها الحكومة الإيرانية إعانات معيشة أو زادت مبلغها، انخفض عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع. وهذا يدل على أن هؤلاء الأشخاص تمكنوا من زيادة قوتهم الشرائية وتوفير المزيد من السلع الأساسية بمساعدة الإعانات.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى