هل تستغل إيران “الرد على اغتيال هنية” لصحالها على الساحة السياسية والدبلوماسية؟

يجب على إيران أن تستغل الفرصة سياسيا ودبلوماسيا إلى أقصى حد من الرد والهجوم المضاد على إسرائيل في الأوضاع الراهنة "دون أن تتطرق إلى تنفيذ هجوم مباشر".

ميدل ايست نيوز: قال ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أمس الاثنين، في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين إنه “لابد أن نفصل بين الرد الإيراني على إسرائيل لاغتيالها الشهيد إسماعيل هنية (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) وبين المفاوضات”.

وأضاف هذا الدبلوماسي الإيراني: نحن (إيران) كدولة عضو في الأمم المتحدة وتتمتع بجميع الحقوق التي تتمتع بها أي دولة عضو في هذه المنظمة، لدينا الحق في الدفاع ضد الأعمال العدوانية. لقد كنا نتبع القوانين الدولية، ولهذا السبب سعينا لعقد اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي، لكن أعضاء هذا المجلس لم يتمكنوا من الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الإيراني بسبب الضغوط التي يفرضها الكيان الصهيوني وداعميه.

وأكد كنعاني مجددا أن “هاتين المسألتين منفصلتان (الرد الإيراني ومفاوضات الدوحة)، وأن إيران سترد على اغتيال هنية لكنها لا تسعى إلى التصعيد والحرب في المنطقة”.

الفرصة الأفضل وربما الأخيرة

بالتزامن مع تصريحات كنعاني، أفادت يورونيوز يوم الاثنين أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال زيارته لإسرائيل واجتماعه بمسؤولين في تل أبيب، وصف جهود واشنطن الأخيرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بأنها الأفضل وربما الفرصة الأخيرة، مطالبا جميع الأطراف المشاركة في الحرب الموافقة على الاتفاق المقترح.

ومع انتهاء مفاوضات الدوحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، من المقرر أن تستأنف هذه المحادثات نهاية الأسبوع الجاري في القاهرة للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة.

ووصل بلينكن إلى إسرائيل يوم الأحد هذا الأسبوع، في زيارته التاسعة إلى الشرق الأوسط منذ بدء حرب غزة في أكتوبر. وتأتي هذه الزيارة في إطار الجهود الدبلوماسية التي تبذلها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وعلى وقع هذا، يرى علي بيكدلي خلال حديث لصحيفة شرق الإيرانية، وفي معرض تقييمه لتصريحات كنعاني الأخيرة وارتباطها بزيارة بلينكن إلى إسرائيل: بعيدا عن تصريحات ناصر كنعاني، يجب على إيران أن تستغل الفرصة سياسيا ودبلوماسيا إلى أقصى حد من الرد والهجوم المضاد على إسرائيل في الأوضاع الراهنة “دون أن تتطرق إلى تنفيذ هجوم مباشر”.

يكمل هذا الاستاذ الجامعي: إن الحزب الديمقراطي في الأشهر التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية في حاجة ماسة إلى إنهاء الحرب في غزة كي يضاف إلى قائمة إنجازات كاملا هاريس.

واعتبر كبير محللي القضايا الدولية “الظروف الحالية في المنطقة فرصة كبيرة لإيران وحكومة بزشكيان”. وبحسب قوله، “في ظل الدبلوماسية الخفية وغير المباشرة مع أميركا ومن خلال وساطة أوروبا والقطريين والعمانيين، يمكن لطهران استخدام حق الرد في مهاجمة إسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية لتخفيف العقوبات وخلق ظروف أفضل وأجواء مواتية والاستفادة من بداية المفاوضات بين حكومة بزشكيان والولايات المتحدة”.

وأشار بيكدلي إلى التغيير في التشكيل العسكري للمنطقة من قبل الأميركيين، وهو ما «يظهر، حسب قوله، أن أي هجوم إيراني على إسرائيل هذه المرة سيكون مختلفاً عن الهجوم الإيراني والذي أطلق عليه اسم “الوعد الصادق”. ولهذا السبب، يخلص كبير المعلقين على السياسة الخارجية إلى أن “طهران يجب أن تتمتع بأقصى قدر من الذكاء والمرونة واستغلال الفرص”.

طهران وتفسيراتها المتعددة للمادة 51 من ميثاق الأمم

من ناحيته، قال يوسف مولائي، خبير في الشؤون السياسية، لصحيفة شرق: التفسير القانوني للمادة 51 واسع جدًا ومتنوع ومتعدد وحتى متناقض. بحيث يكون لدى الغربيين قراءة متناقضة تماما لإيران فيما يتعلق بالمادة 51. تعتقد طهران، أنها لا تستطيع الدخول في حق الرد من ميدان القانون الدولي.

وأضاف: لا ينبغي خلق بيئة خصبة لنتنياهو في ظل الأوضاع الراهنة من خلال مهاجمة إسرائيل، فهو يخطط بسهولة لمشروعه المنشود لتقويض الحرب.

ويرى مولائي أنه “بدلا من المناورة في القضايا القانونية أو قضايا مثل الرد العسكري والهجوم المباشر على إسرائيل، يجب على طهران استخدامها كورقة سياسية رابحة من خلال اعتماد سياسة الغموض للرد ومهاجمة إسرائيل مع بداية الحكومة الرابعة عشرة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 − ستة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى