ستة أسباب لتأخير الرد الإيراني على اغتيال هنية في طهران

بعد مرور ثلاثة وعشرين يوماً على اغتيال إسماعيل هنية، يتساءل الرأي العام والناشطون السياسيون المحليون والأجانب عن سبب تأخر الرد الإيراني على إسرائيل.

ميدل ايست نيوز: بعد مرور ثلاثة وعشرين يوماً على اغتيال إسماعيل هنية، يتساءل الرأي العام والناشطون السياسيون المحليون والأجانب عن سبب تأخر الرد الإيراني على إسرائيل.

ووعد كبار المسؤولين الإيرانيين بالانتقام من إسرائيل، المشتبه الرئيسي في اغتيال هنية. لكن مع مرور الوقت، أصبحت التكهنات حول كيفية رد إيران وسبب تأخر الرد العسكري على إسرائيل أقوى في الأجواء الغربية.

وفي الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة، تمت إدانة جريمة اغتيال إسماعيل هنية بالإجماع، واعتبرتها الدول الأعضاء انتهاكا واضحا للقوانين الدولية وسيادة إيران ووحدة أراضيها وأمنها القومي.

وأخذ الغرب والدول الداعمة لإسرائيل الوعيد الإيراني بالرد على اغتيال إسماعيل هنية على محمل الجد، لاسيما بعد الهجوم الإيراني واسع النطاق على إسرائيل الذي جاء بعد 12 يوما من الغارة الجوية الإسرائيلية على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، حيث استخدمت إيران حينها أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصاروخ. ولذلك فإن تأخير إيران لمدة 20 يوما أثار تكهنات حول السبب، وسنتناول بعض أهم الأسباب فيما يلي:

أولا، من القضايا التي اكتسبت قوة في إيران بالتزامن مع اغتيال إسماعيل هنية، قضية المتسللين في الجهات الأمنية الحساسة في إيران. ويرى كثير من المنتقدين أنه من الضروري فهم أسباب اختراق النظام الأمني ​​داخل البلاد والذي شوهد أثناء تواجد هنية في طهران قبل تنفيذ أي ضربة على إسرائيل.

ثانيا، نظراً لتزامن اغتيال هنية مع مفاوضات حماس مع إسرائيل، فإن أي رد إيراني غير دقيق على إسرائيل سيؤثر على مفاوضات السلام. لذا فإن اختيار الوقت المناسب للرد سيزيل احتمال أي سوء استغلال من قبل المفاوض الإسرائيلي. أصدرت الولايات المتحدة ومصر وقطر، الجمعة، بيانا مشتركا بشأن محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن، جاء فيه أن المحادثات كانت بناءة وجادة وجرت في أجواء إيجابية، وأن الولايات المتحدة بدعم من قطر ومصر، قدمت اقتراحا من شأنه تقليص الفجوة بين الجانبين (إسرائيل وحماس). وفيما يتعلق بما إذا كانت إيران تريد تأجيل الرد على إسرائيل حتى محادثات الأسبوع المقبل حول وقف إطلاق النار في غزة، صرح مندوب إيران لدى الأمم المتحدة: “إن التوصل إلى وقف مستقر لإطلاق النار في غزة هو أولويتنا؛ وأضاف: “أي اتفاق تقبله حماس سيكون مقبولا لدينا”.

ثالثا، سبب آخر لتأخر الرد الإيراني هو تزامن اغتيال إسماعيل هنية مع بعض المناسك الدينية الشيعية التي تقام في العراق وإيران وتتطلب حضورا كبيرا من الناس، ولعلّ مراسم الأربعين هي أهم هذه المناسك. ففي حال قام الإيراني بالرد بدون أن يخطط جيدا، ستُمنح إسرائيل الفرصة لاستغلال هذه الفعاليات الدينية للرد على إيران. إذن، فقد يكون الرد الإيراني في ظروف تقلل من احتمالات الرد المقابل.

رابعا، الفارق الفني في الرد على عملية “الوعد الصادق” سبب آخر لتأخير إيران في انتقامها. فالحاجة إلى التخطيط للعمليات مختلف عن السابق، حيث يتسم بالدقة والفعالية والردع ويجب أن يكون بمستوى أعلى من ذي قبل. يتوقع مراقبون سياسيون أن الرد الإيراني لن يكون في حجم ورقعة العمليات السابقة، بل سيكون عملية محدودة من حيث النطاق الجغرافي، ولكنها هادفة ودقيقة ومركزة على الأهداف العسكرية والأمنية في إسرائيل.

خامسا، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، نشرت الولايات المتحدة المزيد من الطائرات المقاتلة والسفن الحربية المجهزة بدفاعات صاروخية ذكية، إلى جانب غواصة مجهزة بصواريخ موجهة، في الشرق الأوسط، مما يسلط الضوء على العواقب المحتملة لأي هجوم على إسرائيل. وعليه، فإن الرد الإيراني سيأتي بعد تقييم القدرة الدفاعية للتحالف الغربي والدول العربية الداعمة لإسرائيل، وهذا التقييم في المناورة الحربية يتطلب المزيد من الوقت لتصميم عمليات محدودة.

سادسا، وحول ما إذا كانت إيران تعمدت تأخير ردها على إسرائيل حتى يتم تحديد نتيجة محادثات وقف إطلاق النار في غزة، قال الوفد الإيراني لدى الأمم المتحدة: “إن رد إيران يجب أن يكون له نتيجتين محددتين. أولا، يجب معاقبة المعتدي بتهمة الإرهاب وانتهاك السيادة الوطنية الإيرانية. ثانياً، يجب أن يعزز قوة الردع الإيرانية، ويلقن الكيان الصهيوني درسا لمنع تكرار أي عدوان في المستقبل. ولذلك فإن اختيار النقطة المستهدفة في الهجوم له أهمية كبيرة بالنسبة للقوات المسلحة الإيرانية.

في الختام، عملت إدارة بايدن في الأيام الأخيرة من خلال القنوات الدبلوماسية وحلفائها في الشرق الأوسط للضغط على طهران لإعادة النظر في الهجوم العسكري على إسرائيل. وقال مسؤولان أميركيان كبيران لوسائل الإعلام الغربية إنهما حذرا إيران من أن أي هجوم واسع النطاق لن يؤدي إلا إلى تصعيد التوترات والمخاطرة بمواجهة مباشرة بين البلدين. بدورها، رفضت طهران المطالب الغربية بضبط النفس، ورأت أن لها حق مشروع في الرد على اغتيال هنية على الأراضي الإيرانية. وأثارت موجات المكالمات الهاتفية مع مسعود بزشكيان وعلي باقري كني تكهنات بأن الجهود الدبلوماسية يمكن أن تحد من الرد الإيراني.

رسول سليمي
صحفي وكاتب لدى موقع خبرآنلاين

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى