كيف يضر افتتاح ممر زنغزور بالمصالح الروسية الاستراتيجية؟
يبدو أن روسيا تسعى لكسب امتيازات من أذربيجان في مجال موارد الطاقة، وقد رأت أنه الضروري اتخاذ موقف لصالح أذربيجان. لذلك، لا يمكن القول إن روسيا تتطلع إلى فتح ممر زنغزور.
ميدل ايست نيوز: بالتزامن مع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى باكو، أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف في مقابلة مع القناة الأولى الروسية أن “بلاده تؤيد إبرام معاهدة سلام بسرعة بين باكو ويريفان وإزالة العوائق من مسارات الاتصال، لكن انتهاك أرمينيا للاتفاقية التي وقعها باشينيان ومنع إجراء المفاوضات اللازمة في منطقة سيفنيك، قد حال دون الوصول إلى سلام”. ويأتي هذا الطلب الروسي بشأن ممر زنغزور في ظل قيام إيران بإبلاغ أرمينيا ودول أخرى في المنطقة بشكل متكرر بمعارضتها لفتح الممر المذكور.
وحول تصريحات لافروف الأخيرة بشأن أرمينيا وإمكانية فتح زنغزور، قال محسن باك آيين، سفير إيران السابق لدى أذربيجان لموقع “انتخاب“: لم يشر لافروف في تصريحاته هذه إلى ممر زنغزور، بل اكتفى فقط بالإشارة إلى اتفاق السلام لعام 2020 في موسكو. وبعد تصریحات لافروف، ظهرت تكهنات في وسائل الإعلام بأن لافروف كان يقصد ممر زنغزور. في الخطوة الأولى، لا بد من القول إن تصريحاته كانت غامضة وغير مباشرة، فهو لم يذكر سوى إزالة العوائق من مسارات الاتصال.
وأضاف باك آيين: كلا أذربيجان وأرمينيا أكدتا خلال مفاوضات السلام أن ملف إزالة العوائق من مسارات الاتصال قد انتهى وسنحذف هذا البند من مفاوضات السلام. وهذا يعني أن أذربيجان وأرمينيا غير مهتمتين بالدخول في مسألة رفع العوائق هذه. والأهم هو اتفاق السلام الذي يقوم على تحديد الحدود وإطلاق سراح الأسرى.
وعن المحاولات الروسية للحصول على امتيازات من أذربيجان في مجال موارد الطاقة، قال سفير إيران السابق لدى أذربيجان: يهدف لافروف من خلال تصريحاته للضغط على أرمينيا لأن الأخیرة زادت من توجهاتها الغربية في الفترة الأخيرة، لاسيما بعد أن أرسلت فرنسا شحنات أسلحة إلى أرمينيا جواً. يبدو أن روسيا تسعى لكسب امتيازات من أذربيجان في مجال موارد الطاقة، ومن الضروري اتخاذ موقف لصالح أذربيجان. لذلك، لا يمكن القول إن روسيا تتطلع إلى فتح ممر زنغزور.
وحول إحجام روسيا عن فتح منفذ زنغزور ووصول الغرب إلى بحر قزوين، أوضح: إن فتح هذا الممر يضر بروسيا لأنه سيكون طريقا لعبور الغربيين وحلف شمال الأطلسي نحو بحر قزوين، كما أنه يتعارض مع سياسات روسيا الاستراتيجية. في رأيي، وسائل الإعلام هي من أثارت ملف زنغزور. وقد قامت دولتا أرمينيا وأذربيجان بإزالة هذه القضية من جدول أعمال السلام. فإذا افترضنا أن روسيا تقصد فتح الممر عن طريق رفع العوائق، فعلينا أن نرى هل سيتم ذلك عبر طريق السلام أم أن الحرب ستبدأ مجددا من أجله. إذا كان الأمر سيتم عن طريق مفاوضات السلام وكانت أرمينيا حاكمة هذا الطريق واستفادت منه تركيا وأذربيجان، فسيكون لأرمينيا مطالب من أذربيجان وهي فتح حدود أرمينيا أمام تركيا وإيران.
وفيما يتعلق بحساسية إيران من قيام حرب على الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، قال باك آيين: لو افترضنا مرة أخرى أن روسيا تريد حربا بين أذربيجان وأرمينيا لفتح زنغزور، فإن أذربيجان وأرمينيا لن تخوضا حربا مرة أخرى بعد ثلاثين عاما من الحرب. فمن الطبيعي أن تؤدي هذه الحرب إلى جر إيران إلى الجبهات لأن حدود إيران وأرمينيا ستكون في ورطة. إضافة إلى أن دولاً خارج المنطقة مثل أمريكا وفرنسا ستدخل وتحول أرمينيا إلى أوكرانيا أخرى ضد روسيا. حينها لن تكون روسيا مستعدة للدخول في حرب أخرى في القوقاز والاصطفاف ضد حلف شمال الأطلسي. لذلك فإن إمكانية فتح ممر زنغزور مستبعدة من مسار المفاوضات السلمية ومسار الحرب. لكن تصريحات لافروف تمثل موقفاً سياسياً مناهضاً لأرمينيا.